تستنبت الأرض من روح الـصـبا نوير
ويـسـتمطر الغـيم مـن ريح البكور أمزان
يـا يـنحني غصـن وإلا مـا يـوقــع طــير
يا تـنـثـلـم أرض وإلا ما تـعــيـش أغصان
من علم الضوء يركض مثل طفل صغير
صـبحـيـة الـعـيـد يـزلـق يـنـتـثـر ألــــوان
من علم العـيـن كـل لـحـظـه تـلمه غـير
عـن بـاقـي الـنـاس مـن مـلامـح الـــخلان
قـل تـشـبـه الـدمـعـه لـقـطـرة ندى بكير
قـل يـشـبه الـخـوف رعـشة رعشة البردان
إدراكـنـا مـن بـلـل وأرواحـنـا مـن بير
فـي فـكرة مـعـلـّقـة فـي حـنـجـرة عـطشان
إيـه الـشـعـر يـعـجـز اطلاقاً عـن التأثير
مـتـى إلتقى مع صدر عاجز عن الأحزان
كـل قـلب “راهب” وكل هذي الـعوالـم “دير”
تـسـبح أمـاكن مـعـه وتـغـوص فيه أزمان
لا شـده الـكـون بـالـتـسـبـيـح والـتـكــبير
يـعـطي الـمـشـاعر عـيـون وللعيون لسان
ويـسـتملـكـه وعـي مـسـتعـلي عـن التفكير
إنـه مـع الـكـون فـي هـذا الـوجـود اخوان
لوكـان مـا يــقـبـل الإقـلاب والـتـغــيــير
يـمـديـه فـاق الـنـجـوم إشـراق بـالأكـوان
في نفس الإنسان نفس لشر ونفس لخير
لاصاب ماهو ملك .. لـ أخطـى مـهو شيطان
عـقـله مـن ابـلاج وأفـكـاره مـن التنوير
وخـواطـره فـص مـلـح يـذوب في الأذهـان
تجـسـيـده ابـداع بـالـتـكـويـن والـتصوير
وجــوده اعـجـاز لا خـــالــد ولاهـو فــان
أحـلامـه الـمـطـلـقـه وإن مـالـهـا تـفـسير
إلا إنـهـا تـنـسـج مـن الغربـه الأوطـان
لإحـسـاسـه آفاق وأشـواقه تـحـب تـطـير
من عـاصي الوجد أو مستعصي الوجدان
في وده يصير بس ما فـي يـديـه يـصـير
الـقدره أحـيـان مـاتـسـتـوعـب الأحـيـان
لو يـمسك الصـبـر فـي صدره خطام بعير
يـمـسـك لـلأيام بـيـديـنـه لـجـام حـصان
أمانـي طـوال , وإنجازات , وعـمـر قـصـير
مدهش بـمـقـدرته وعـجـزه يـاهـالإنسان
عبدالله البصيص