بعيد عن مسألة البيض قبل أم الدجاجة ، بعيد كل البعد عن هذه المعضلة وهذا السؤال الذي يذكر في مناسبة تكون فكرة الحوار فيها حول هذا الموضوع عن أحقية من على من في كل مجالات الحياة ، لكن هناك امور كثيرة تجعلني بالفعل نتسائل عن الأحقية بالأسبقية ومن يتبع من ، ومن يأتي قبل من ومن يطوع نفسه من أجل الآخر .
ربما لا تكون معضلة أو شغل شاغل لأحد لكنها فكرة وجب التوقف عندها والحديث عنها بعمق أكبر ونظرة مختلفة عما يراه البعض ، هكذا نريد دائماً أن نكون ننظر إلى الأمور بعمق كي نبتعد عن السطحية ونعطي كل ذي حقه حقه بأي مجهود يقوم به مهما كان بسيط ومهما كانت نظرة الناس له .
عندما تشاهد أي مقطع رقص ومهما كانت الرقصة وإلى أي تراث تعود تجد صفة مشتكرة بين هذه المقاطع إلا وهي تناغم الموسيقى مع حركة الجسد أو تناغم حركة الجسد مع الموسيقى مما يدفعك فضولك للتوقف لحظة لكي تعرف هل طوع الجسد من أجل الموسيقى أم الموسيقى وضعت لكي تناسب حركة الجسد ، بالطبع أن الجسد هو الذي طوع من أجل الموسيقى حيث تكون حركة الجسد متناغمة ومناسبة لما يسمع من موسيقى تجعله يسخر الجسد بحركاته وحركة أطرافه إلى حيث يسمع من موسيقى تجعل الإثنان مكملان لبعضها ويكونان أقرب لجزء واحد لا تتمكن من الفصل بينهما إلا بالتوقف والعودة إلى حيث البداية وإلى ذات الإستفاهم الذي جعلنا نصل إلى هنا وهو من أتى من أجل من ؟ ومن طوع من أجل الثاني ؟ ومن سبق الآخر وجعل الثاني يتبعه .
في الظاهر بأن الرقص يتبع الموسيقى ، ولا تكون الرقصة إلى بعد الموسيقى ، وبذات الوقت تكون الموسيقى وحيدة حين لا ترافقها رقص تناسبها أو تكون الرقصة أبعد عن التناغم مع الموسيقى .
كل مافي الأمر أنها مطالبة بنظرة أعمق للأشياء من حولنا .. فقط.
بدر الموسى
b_almosa@