أتذكرون ذاك المدعو نيوتن وتفاحته ؟!! عندما سقطت التفاحة على رأسه لفت انتباهه ذاك السقوط وسأل نفسه سؤالاً واحداً : لماذا سقطت التفاحة لأسفل ولم تسقط بأي اتجاه آخر ؟!!
فاكتشف قانون “ الجاذبية “ وهو : ميل الأجسام للانجذاب لبعضها بفعل قوة .
ولو كنت مكانه لتوقفت عن السؤال ومسحتُ التفاحة بطرف كمّي وبدأت بقضمها حتى لا يبقى منها شيئاً .. خوفاً من الدخول في متاهات أخرى !! فالسؤال من أساسيات طلب المعرفة ، والمعرفة سمة من سمات العقول المتفتحة وكل هذا يشكل خطراً القمم في مجتمعاتنا !!
لكن لفت انتباهي مع هذا القانون القائل بميل الأشياء لبعضها ميل الشعراء بكل تصنيفاتهم “ للحزن “ في قصائدهم العاطفية ؟!!
كل الشعراء يعانون الأمرين ويتشابهون في العاطفة التي تعتريهم وقت كتابة القصيدة ..
جرح ، هجر ، ألم ، بكاء .... الخ من صفات الحزن التي لا تنتهي .. هل عاطفة الحزن المسيطرة على معظم النتاج الشعري معادل لحالة الحزن التي تعيشها كل مجتمعاتنا بفعل النكبات المتتالية وحالة الضعف التي عاصرتنا على مر العصور ؟!!
أم أن حالة الحزن هي أصدق المشاعر البشرية ؟
فالمناسبات “ الحزاينية “ إن صح التعبير تجد أثرها في النفوس البشرية أقوى من المناسبات “ الفرايحية “ .. ففلان ( مات ) تؤثر في النفس البشرية أكثر من تزوج “ فلان “ !!!
ولو تطرقنا للشواهد الشعرية الموغلة في الحزن لاحتجنا لمساحة تعادل مساحة الوطن العربي ولكن اترك لكم اختيار ما ترونه مناسباً لدرجة الحزن في صدروكم ..
لكن هل هذا إشارة إلى أن تفاحة الحزن سقطت على رؤوس شعراءنا لنكتشف من حالاتهم الشعورية أنهم يميلون إلى عاطفة الحزن بفعل قوى داخلية لا إرادية ؟!!
حتى أصبح كل الشعراء في التعبير عن عاطفتهم متشابهين كأولاد الفلبينية والذين بصدق لم أستطع بيوم التفريق بينهم ..!!
فهل سنصل للحظة التي نعجز فيها جميعاً عن التفريق بين أبناء “ الحزن “ ، قد أكون أول من بدأ بالعجز في الشعور باختلاف بين شعراء “ الدموع “ الموغلين بعاطفة الحزن !!
فواز بن عبدالله
Fawaz11100@hotmail.com