كلاكيت ثالث مره .. استعدوا
في السابق كان اللون الأبيض أول الأشياء التي نراها وتلفت انتباهنا حين نلج الشبكة العنكبوتية ، حيث ندخل بأصابعنا اليمنى واليسرى أيضاً من خلال أدوات تضع العالم بين أيدينا وكأنهم يقولون لنا هذه المقدمة وحين تدخلون ستجدون العديد من الألوان لكنها تميل إلى السواد بنسبة كبيرة ، يقولون ذلك معتمدين على اللون الأبيض الذي خدعونا به حين قررنا الدخول ، وهل من تلّون وتصنّع ومبالغة ومحاولة إكمال نقص يعاني منه البعض أكثر من هذا الذي نراه في هذا العالم المظلم .
وبعد أن بدأ التطور يغزو كل شيء حتى وصل إلى العقول ساهم في تطوير ميزاتها الإيجابية وساهم في تعزيز الغباء عند البعض ، والكي بورد أيضاً لم يسلم من هذا التطور فغلب عليه اللون الأسود واحتل ملامح تحت غطاء التطور والتفاخر بامتلاك الأحدث ، أو ربما يكون هذا اللون هو الأنسب لمحتوى الشبكة إلا ما نَدَر ، كل شي باتت تحكمه المصالح طريقة التعامل أيضاً أصبحت تقاس بمقاييس معينه مثال على ذلك : ماذا أعطيتني لكي أحترمك .. أنت مجبر أن تكون معي وتناصرني دائماً وإلا حلت عليك لعنة السلطة .. لا وقت لدي للنقاش كل ما عليك فعله أن تمتنع عن الاعتراض ... عليك أن تتقبل كل ما أقول وحبذا لو تصمت إلى الأبد .
قد صُبغت قلوبهم قبل أن تُصبغ لوحات أحرفهم وأصبحنا نراهم مع أول Enter وإلى الآن لم نتعض ، تعودنا أن نرفض الاستفادة من الدروس السابقة .
لم أشعر بانقلاب حاله إلى هذه الدرجة من قبل حتى حين هجرته مرغماً وبدأت الكتابة إلكترونياً من خلال الكي بورد مباشرة ، لم يبدي أي مشاعر غاضبة على هذا التحول وكأنه يقول في قرارة نفسه ستعود لي ذات يوم ، كان صائباً في صمته وثقته لأني مهما ابتعدت عنه أجدني أبحث عنه من جديد ، ولأني وجدت فيه ملامح التذكر والغضب الشديد مني كان لابد من اعتذار يليق به متمنياً بالوقت نفسه أن يتكرم صاحب الهيبة بقبول اعتذاري ، كان دائناً متسامح معي ويشفع لي الغياب وكنت أتذكره مع كل حرف أهمّ بكتابته وكأن هذا السبب هو ما يجعله يسامحني كلما عدت له .
غضبه هذه المرة كان مختلفاً وكما أسلفت لم أكن قد رأيته من قبل على هذه الحالة وأنا أهم بالاعتذار له كما جرت العادة إلا أنه لم يسمع مني ولم يعرني أن اهتمام وأنا أعلم في نفسي بأنه غضبه الشديد لم يكن سوى لذنب اقترفته يصعب عليه أن يسامحني على هذا الذنب ، لم أقبل أن يكون على هذه الحال وأنا لا أقوى على فعل أي شيْ ، وبذات الوقت لم يكن بمقدوري فعل أي شي ، الأمر أكبر من الاعتذار وأنا في دوامة الحيرة كيف لي أن أتصرف مع صاحب القدر الكبير وكيف أن أقتحم حزنه أولاً ومن ثم التفكير بالاعتذار له والتفكير بقبول الاعتذار .
وكما جرت العادة كان يحدوني الأمل أن يقبل زلتي التي بدت كنقطة قاتمة في شريط ذكرياتي حينها فقط علمت ما سر هذا الغضب وهذا الحزن وعدم الرغبة بالاستماع لي وقبول الاعتذار وثقتي المفرطة على قبوله مع كل غياب ، وكأنه أراد أن يقول لي : تمتهن الغياب ربما يكون له قبول ولك عندي أعذار بحكم العلاقة التي تربطنا لكن أن يصل الأمر أن تهجرني وتمارس الكتابة عن [ ......... ] فهذا صعب أن أقبله ويصعب على أي عاقل تقبله بسهولة .شعرت بحجم الخطأ الذي ارتكبته فقدمت له اعتذار أكررها الآن وأتمنى منه يقبله وأن يعذر زلتي .
بدر الموسى
b_almosa@