مرة أخرى أطلق هذا النداء فقط لأنها سوريا ، مرة أخرى مهما قيل من قبل ومهما سوف يقال لاحقاً ، بعيد عن الأمور السياسية وكل الأحداث الجارية هناك ، بعيد عن مبدأ مع أو ضد وبعيد عن مبدأ المعارضة والموالاة ، بعيد كل البعد عن هذه الجوانب التي أعترف بأنها أصبحت جزء لا يتجزأ من الحديث بكل ما يخص هذا البلد ، الذي بات يأكل ويشرب ويتنفس سياسة في سياسة ، البلد الذي كان ينعم بأمن يحسد عليه بل يكاد أن يكون من البلدان المتقدمة في الأمن والمعايشة والأمان والطمأنينة فضلاً عن طيبة شعبه وأصالته وعراقته واتسامه بكل الصفات الطيبة التي يجعلك تشعر بأمان وإرتياح عندما تتحدث معه أو تسرح بملامح طيبته وأصالته ، شعب لا يحتاج مني أي مديح لأنه شعبي يكتفي أن يكون سورياً فهذا يعني أنه يتصف بكثير من الصفات المحببة والتي تدعو للفخر والعزة .
عام مضى وشهور عدة ونحن نفتقد سوريا بأمانها وطيبتها ، نفتقد أصالتها ، نفتقد قلب العروبة النابض كما يطلق عليها ، نفتقد سوريا التي تنسى بها الأيام من فرط الراحة ، سوريا التي تشعرك بالدفء والطمأنينة ، سوريا التاريخ والحاضر ويجب ان تكون المستقبل ، سوريا الحضارة والإرث التاريخي الثري ، سوريا
الحديث عن الياسمين الشامي يجب أن يتخلله الأحداث التي تجري في سوريا منذ فترة والتي فرضت نفسها على الشارع العربي بشكل عام تقريباً لما تمثله سوريا من قوة وتعتبر منارة سياسية وقومية وسياحية أيضاً ، كل هذا بجميع تفاصيله أجد أنه قليل جداً بحقها لأنها رمز حضاري يعانق السحاب ، ولأني عشت تجربة حية هناك وجدتني أقارن بين ما كنت أتابعه في بعض الفضائيات من نقل لأحداث سوريا من جهة وما كنت أشاهده على أرض الواقع من جهة أخرى أجد بأن الإعلام بإمكانه أن يبني ويهدم دولاً بذات الوقت ، لا تعتبروا هذا الحديث سياسياً بقدر ما هو حديث واقعي فرض نفسه علينا.
هل نعتبر هذا الحديث سياسة ؟
إلى الآن لا أظن
أنا مازلت أتلذذ بحديثي عن كل ياسمينه شاميه ، ولازلت أحن كثيراً لكل رفقتي هناك .
أعيدوا لنا سوريا الشام الشآم ، سوريا قاسيون الشامخ وبردى ، سوريا حلب الشهباء وقلعتها الصامدة ، سوريا حمص وجمال روح أهلها ، سوريا تدمر وشموخ آثارها وتاريخها ، سوريا الفرات وكل من يقطن على ضفافه بكل بساطتهم وكرمهم وشهامتهم ، سوريا بساحلها وبحرها الكريم وأهلها الكرام ، سوريا بجبلها وقوة ومرجلة شعبها ، سوريا بجزيرتها وخصوبة أرضها وسمرة أهلها ، سوريا كلها دون تفصيل من شمالها لجنوبها لشرقها وغربها ، أعيدوا لنا سوريا بعربها وكردها بمآذنها وكنائسها ، أعيدوا لنا بساطتها وبساطة أهلها بكل أطيافهم وكل طوائفهم ومعتقداتهم ، أعيدوا لنا سوريا باديتها ومدنها صحرائها وبحرها وجبلها ، أعيدوا لنا سوريا .. أعيدوها لنا ... ودمتم
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa