كنتُ أتابعها بصمت عبر المواقع والمنتديات الأدبية في الشبكة العنبكوتية وأستمتع بقصائدها الموغلة في الإبداع والتفرد ثم كانت الصدفة الأجمل من ألف ميعاد حين جمعتني بها أمسية شعرية مشتركة في ربوع الجوف وناديها الأدبي وهناك اكتمل بدر إعجابي بهذه الشاعرة فإلى جانب شعرها وبديع إلقائها كانت شخصيتها المتواضعة والمرحة محل إعجاب الكثيرات هناك ولا عجب
فالشاعرة هند باخشوين التي أخصها بسطوري هذا ألأسبوع هي واحدة من شاعرات المملكة العربية السعودية ومن عروس البحر الأحمر تحديداً وهي إلى جانب كونها شاعرة فهي دكتورة أكاديميةفي جامعة الملك عبدالعزيز وأستاذة في النحو العربي ومن ضمن انتاجها الثقافي بحثان مطبوعان الأول بعنوان( العربية والعلوم العصرية ) والثاني ( تفسير القرآن بما يخالف لغة العرب) أما فيما يتعلق بالشعر فلازالت فكرة جمع إنتاجها الشعري في ديوان مطبوع محل الدراسة والتفكير بل إنها في بعض الأحيان كانت ترفض الفكرة أساساً عندما تناولنا هذا الموضوع معها بالنقاش مع بعض منسوبات أدبي الجوف سيما وأنها شاعرة متفردة وتملك زمام الإبداع بشهادة الكثيرين ولها في ميادين الشعر صولات وجولات ...ولعلي أوفق من خلال زاويتي لهذا الأسبوع في تسليط الضوء على هذه الشاعرة العذبة وذلك بإستعراض شي مما يحتفظ به القلب واللب من بديع قصيدها وبليغ بوحها أستهله بهذا النص للشاعرة الذي تقول فيه :
سألتك إن أردتَ البعد يومًـا
أعد شِعري ، أعد قلبي إليّـا
وفُكَّ الأسر عن روحي؛عساها
ترى كونًا بدونك شاعريّا
وعينايَ اللتان روتك عمـرًا
لتمطـر للدُّنـا لحنًـا شهيّـا
سألتك دعْ سوادهمـا يباهـي
كما قد كان ، يحتضن الثريّـا
وأطلقْ لي جنونًا عاش دهرًا
يدلِّل شاعـرًا ، يغويـه غيّـا
جنوني يافدى عينيك دعْه
يغازل داخلي ، يبقيـه حيّـا
.....الخ
وفي نص آخر لايقل عن سابقه جمالاً وسحراً تقول هند
حاولت أن أدنيك من لغتي
من عالم كم جُــــــنَّ في شفتي
حاولت عزف الشوق أغنيةً
كيما تذووووب برجــع أغنيتي
ورسمتُ إحساسي كليماتٍ
تقتــــــاتُ قبل الحرف من رئتي
يا أنت !!! يا من بتَّ تسكنني
عقلي وقلبي كــــــــلَّ أوردتي
,,,,الخ
والشاعرة هند باخشوين ذات لغة موسيقية عذبة لاتخطؤها أذن السمع فمابالك بأذن القلب
يتجلى ذلك في هذا النص وفي غيره من النصوص المحبوكة بإبداع الهند وإحترافها اللغوي والنحوي والتصويري حيث تقول هنا :
قالت : وما العيد؟ ما الأفراح؟ ما السعد؟
فـــردَّ عـيــدي أنـــا مــــن هـاهـنــا يــبــدو
العـيـد أنـــت ، وأنـــت الـعـيـد يـــا فـرحًــا
كـالـبـحـر جـــــاء لـــــه مـــــدٌّ لـــــه مـــــدٌّ
الـعـيـد أنـــت ، أيـــا نـبـضًـا يـحـلِّـق بـــي
إلــــى عــوالــم مــــا يُــــدرى لــهــا حـــــدُّ
الـعـيـد صـوتــك يـأتــي ضـاحـكًــا ثــمــلا
يــروي الصـحـاري الظِّما،فتنـتـشـي نـجــدُ
الـعـيـد حـرفــك يــأتــي راقــصًــا طــربًــا
يـغــري اللـيـالـي فتـصـحـو شـوقـهـا وقْـــدُ
الـعـيــد شــوقــك يــأتــي كــــي يـعـاتـبـنـي
حـتَّـامَ يـبـقـى جـفــاف الـــروح والـبــردُ ؟
ويواصل زورق القلب الغوص في بحور الشاعرة هند لأصطاد هذه المرة دُرة أخرى من درر وجواهر قصيدها المُترع بهاءً ونقاءً حيث تقول في نص لها تحت عنوان : عيناك
تظلُّ عيناك رغم البعد تســكنني
يظلُّ سحرهما يسري بإحساسي
يظلُّ شوقي إلى دفء بعمقهمـا
يذوِّب الشعر في أنفاس أنفاسي
تظلُّ لحظة لقيــــانا ـ إذا حدثتْ ـ
خرافةً أسكرتْ من خمرها كاسي
يظلُّ ترحال عمري في موانيها
أسطورةً لم تجلْ في خاطر الناس
فديتُ عينيك إن قالت وإن صمتت
فديتُ سحرهما في لينه القاســي
فديتُ شعرًا يأتي من بحـــــورهما
إنَّ الخليل لموســــــــيقاهما نـاسِ
يا أنت قف بي ليهدا شوق قافيتي
لكي ألملم ما بعثرتَ في راســــي
واســمع معي بجنونٍ رجــع أغنيةٍ
تحكي بحبِّك عن شـهدٍ وعن حاسِ
هذا كان غيض من فيض مما تستحضره الذاكرة ويسكن القلب من قصيد الهند هذه الشاعرة التي تضوع حروفها بالمِسك والند ولو كانت المساحة تتسع لتطرقتُ كذلك لبوحها الثري الذي لايق رقة وعذوبة ودهشة وجمالاً عن بوحها الشعري .. صدقاً ازدانت بك زاويتي هذه الأسبوع ياشقيقة الروح ورفيقة البوح هند ولك مع الود أزكى الورد
نجاة الماجد