
« 1 »
الدفاع عن النفس – فيما لايستحق الدفاع - يجعلني اشعر بانطباع سيء حول فهم الناس لبعضهم حين يتحدثون فيما بينهم بمنتهى الصدق عن أمر ما ، حتى وان كان لقاء صحافيا هاما ، فليس كسب مانشيت هو الاهم ولكنه مهم جدا بل ضروري لنجاح أي عمل اعلامي ومن هنا تبدأ مشكلة التعامل مع الاخر الذي يكون انت في بعض المرات ويكون المقابل لك في احيان اخرى ، الصحافة مشكلة كبيرة ومتعبة وهي لذيذة في الوقت نفسه وأظن كل من عمل بها تخلى ليس عن بعض مبادئه بل عن بعض قناعاته أو تصوراته أو آماله التي ربما لاتتوافق مع الاماكن التي يعمل معها وهذا هو الغالب وان أخذ مساحة شاسعةمن الحرية !!
« 2 »
ازمة الشعر النبطي ومحاولات الحداثة ، كتاب اصدرته قبل اثنتي عشرة سنة ، وحقيقة لم أكن انتظر الشكر من أحد فقد كنت مؤمنا بالعمل الذي قمت به وليس بالناس مهما اختلفوا او اتفقوا معي ، كتاب ازمة الشعر كان الشرارة الاولى البسيطة في تلك السنوات ، التي اردت به ان اوجه انظار الناس من خلاله إلى الشعر الجديد والى الازمة التي تعيشها القصيدة النبطية ودورانها حول نفسها في قالب الغزل والمدح والتعامل مع الشعر بكل سطحية بعيدا عن هموم الانسان المعاصر ، وأن المشاكل لم تعد « مغازي أو جموس أو اذواد » بل بأشياء اهم بكثير من نبش الماضي والتعلق بأستاره بحجة انه تراث وتاريخ ولاأدري من الذي قال عكس ذلك أو قلل من قيمته ، انه فعلا تاريخ هام وتراث عظيم نضعه على رؤوسنا ونحفظه في قلوبنا ولكنه لايستطيع التحدث نيابة عنا بل لايمكنه ذلك ..حتى انني بالمناسبة رايت الشاعر « عبدالله بن دويرج » يرحمه الله أحد أهم الحداثيين والمجددين في عصره وبعد عصره وهو المتوفى عام 1365 هـ تقريبا ، وأفردت له فصلا كاملا تناولت فيه شيئاً من سيرته وشعره المتفرد الرائع ، فالقضية بالنسبة لي ليست مقترنة بالشكل الشعري أو بالزمن كذلك , وقدمت ذلك الطرح بدلائل من التراث نفسه وأظنني وفقت في ذلك – الى حد كبير كما اظن - لكن المشكلة الكبرى التي بقيت هي هل الناس اليوم لديهم استعداد لقراءة كتب معينة تحمل فكرا جديدا ربما مناهضا للفكر الذي يحملونه ، أو هل يوجد اصلا لدينا قراء – على المستوى الشعبي حتى ننصف البعض الآخر– يريدون ان يقرأوا شيئا غيرالصفحات والمجلات الشعبية والمجلات « ام غلاف حريمي » !!
« 2 »
في دراسة قمت بها ونشرتها قبل اعوام في الزميلة الرأي صفحة المبدع الجميل بدر الحمد « بكور الوسم » حول « تعلم الوزن بالطريقة العددية » الدراسة كانت عبارة عن « تعلم الوزن بطريقة الارقام » بدلا من التفعيلة التقليدية المعروفة والعروض التي تعتبر الاصل الثابت في هذا المجال وقد قمت بتطبيقها على بعض الهاوين فنجحت بشكل جيد ، خاصة لعدم تقبل البعض لمجرد سماع كلمة تفعيلة فرايت ان استبدل التفعيلة بالرقم خاصة وانني طبقتها على بعض اوزان الشعر العامي « النبطي » الذي نعرف ان اوزانه لاتخضع للنحو وثوابته ، أي ليس هناك أي تعارض لغوي في المسألة وأظنها نجحت ، ولكن كنت أطرح سؤالا هاما على الكثيرين هو هل بامكاننا بعد ان نعلم الناس الوزن ان نعلمهم كيف هو الشعر !!
والسؤال الأكثر أهمية :
هل نحن بحاجة إلى شعراء أكثر مما نرى ؟!!
عن نفسي فقد رأيت اخفاء هذه الدراسة عن الأعين الامر الاسلم لنا جميعا وصرت مبتهجا بعد ان قمت برفع صوتي : أخفيتها أخفيتها !!