
قلم نسائي سعودي تعرّش على كنه الابداع والجمال للارتقاء بالقصيدة العربية الأصيلة دون تكلف أو رتوش... تأخد القارئ لقصيدها الى عالم من السمو والنفحات يطيب بشذى كلماتها كل من تجرّع من الزمن مرارته ومن الحب تراتيل الوجع، تقف أمام المشهد الشعري بثبات وتجادل بحكمة وعقل... وبرؤى عميقة تقدّم رسالتها الاعلامية من خلال المقال الهادف... واليوم وعلى مائدة الشعر يزهو بها حوارنا لهذا العدد.... هي الشاعرة السعودية الملتاعة فهنيئا لنا بها:
> الملتاعة، اسم فرض نفسه بالساحة الشعرية بذكاء ووقار؟ فمن تكون الشاعرة الملتاعة؟
- هي من كان نصيبها من الحياة الدمع والجراح والفقدان، حملت في أسفارها حقائب الألم وقطنت مدينة الحزن، عزفت من الاسقام غربة الروح، ومن هلع الظروف الالتياع.
> كتبت الشعر في عمر الثلاثة والعشرين... هل ترين أنك ولجت عالم الكتابة في سن متأخرة مقارنة مع باقي الشاعرات، أم كان نتيجة تراكمات كوّنت فيها شخصيتك الشعرية بنضج وحكمة أكثر؟
- كنت أختلف عن بقية أخوتي في شغف القراءة والأطلاع في سن مبكر حتى تكونت بداخلي براعم الافكار ونموها على بياض الصفحات، فلم تكن انطلاقتي في هذا العمر متأخرة بقدر ماكانت توثيقا لقدرة الفكر ومعطياته في الانطلاق لعالم أوسع في رحاب الكلمة.
> من له الفضل في شاعريتك أكثر: حكم القدر أم والدك؟
- الفضل يعود لله الذي وهبني ملكة الفكر في صياغة الكلمة وتدبرها بفن يرتقي لمستوى القارئ ثم لوالدي رحمه الله وغفر له فكان هو الدافع لتشجيعي، فتلك مشيئة الله أن أكون صاحبة فكر وقلم وشعر.
> التحقت بالحقل الصحافي والاعلامي منذ سنوات، كيف تقيّمين تجرتك كإعلامية؟ وماذا أضافت لك هذه التجربة؟
- أكتسبت من تجربتي الأعلامية الثقة والاقتدار من مؤهلاتي الفكرية لعبور هذا البحر العريق في العمق الأدبي كما أضافت لشخصي معرفة المرموقين من كوادر العلم والادب وربط وثاق التواصل في ايطار النقاءوالاحترام.
> تنتمين الى مجتمع سعودي تحكمه الأعراف والتقاليد، فما كان حكم المجتمع المحيط بك، هل عانق موهبتك أم عارضها باسم التعصب القبلي؟
- الاعراف والتقاليد تختلف من جنس لاخر، فهناك أحكام تعصبية لاترحم في القاء التهم وتناقل افواج الاشاعات التي لاتمت لواقع الحقيقة بصلة، فأنا بين محيطين من المجتمع مؤيد ومتعصب
> حدثينا عن مشاركتك في أمسية الجنادرية، وكيف واجهت منافسة الشاعرات السعوديات خاصة بعد تكاثرهن في الساحة الشعبية بقوة الاحتراف؟
- مشاركتي في أمسية الجنادرية لعام 1415هـ كانت في مستوى الرقي والابداع الحافل بامتياز الاقلام النسائية فكان لكل فكر اتجاهاته في وضع الصور الملائمة للوحة الجمال بلون زاهي ورسم دقيق للرؤية، فالفكر والقلم هما الناقدان لشخصية الاديب والجمهور له أحقية التصويت النهائي في التقييم.
> ما القصيدة التي تعتبرينها بوابة انطلاقك؟
- القصيدة التي اعتبرها بوابة انطلاقتي هي بعنوان «حكم القدر» سأقتطف منها اليسير
لا واعذابك ياعيونٍ تشوفين
ضيم الليالي بين ساعة وساعة
وليا ظلام الليل أقبل تنوحين
من واهج بالقلب ولع ولاعه
والله مالومك من اللي تلاقين
مير اصبري يمكن بصبرك شفاعة
ملتاعة ولحكم قلبي تشيلين
حكم القدر مالي عليه أستطاعة
> كيف تتعاملين مع الرجل وعقليته في الساحة الاعلامية والشعرية؟
- أتعامل بفرض قاعدة الاحترام وأرفض أي تجاوز يحاول تحطيم تلك القاعدة.
> ما مقاييس الشاعر الحقيقي من وجهة نظرك؟
- أن يكون لديه أدوات فكرية يستطيع توضيبها في ايطار ثقافي متنوع التجديد، مكونا لذاته وقلمه حضورا قويا متميز القدرات بعيدا عن التشابه والتقليد.
> القصة القصيرة لها حضور في نتاجك الفكري، حدثينا عن تجربتك القصصية في زمن تواجه فيه القصة القصيرة بعض الدخلاء عليها كجنس أدبي؟
- لإفراطي بالقراءة والأطلاع تكون امتداد الخيال واتسع فضاؤه، فلم أتوقع أن أكون كاتبة قصة ذات يوم إلى أن وقعت احدى قريباتي في مشكله زوجية قاهرة انتهت بالطلاق، فقد كنت قريبة من الاحداث التي عاشت بداخلي لفترة زمنية لقساوة ظلمها وعلى ضوها كانت بدايتي لكتابة القصة القصيرة في نشر أول أنتاج أدبي أسميته «نهاية مؤلمة»فعشقت هذا اللون من الادب بجانب عشقي لكتابة الشعر والمجالات الاخرى.
> الشعر الغنائي له بصمة كبيرة في مسيرتك الأدبية، هل لك أن تحدثينا عن تعاونك مع الساحة الغنائية وماذا أضافت للملتاعة؟
- حاولت بالاصح التعاون مع كبار الفنانين والملحنيين ولم يشاء الله بذلك برغم تواجد نصوصي الشعرية لدى الكثير منهم، فلم أخرج بتعاوني الا مع كلا من أبراهيم عبدالله شقيق عبدالمجيد عبدالله، وسماح من دولة مصر، وعبدالعزيز البلوشي، ومسفرالقثامي، وبدأت في الاونه الاخيره أتراجع عن جهود البحث والتعاون بعد أن أطلعت على فتوى أهل العلم في تحريم الغناء.
> ذات الرداء الأسود رواية من عشر فصول نسجت أحداثها وتفاصيلها. كيف تقيّمين الملتاعة كناقدة لذاتها في الرواية؟ وهل هو عصر الرواية الأن كما شاع بين الكثير من المثقفين؟
- قدراتي الادبية هي سور النقد لذاتي في السياق نحو الابداع وارتدائه وبما أنني ارتدي ثوب الابداع بتواضع جم فأعتقد أنني سأتجاوز التقييم فوزا بالتحدي لامتلاكي موهبة الاختلاف والتميز في وضع الكلمة المؤثره لقارئ حرفي.
> بماذا تفسرين اذن خروج الكثير من الشعراء من عباءة الشعر الى عالم الرواية؟
- لاتقحميني في خصوصيات الغير فلست بشمسٍ شارقة على الجميع.
> تكتبين الفصحى بامتياز، هل تعتبرين أنها الأقرب الى وجدانك من الشعبي؟ أم لها نكهة مختلفة في التعبير؟
- لها نكهتها الخاصة وتميزها في إيضاح المعنى في مجال المقال او الخاطره او القصة ويمكن توضيبها بذكاء في أدراجها للون الشعبي دون الاكثار.
> هل تؤمنين بمقولة أن الألم هو مصدر الابداع....؟
- لولا الالم لما أشرقت شمس الابداع من ثغر اليراع.
> أقرب القصائد الى الملتاعة؟
- أقرب قصيدة لنفسي هي حبيبي يارسول الله ويأتي بعدها رثائي في والدتي.
> المرأة السعودية في سنوات قليلة حققت تواجدا أدبيا وفكريا كبيرا، هل هناك دعم للأقلام النسائية أم هوفرض للتواجد والتحدي للثقافة الذكورية؟
- لو لم تجد دعم لتقدمها نحو الصفوف الادبية لما رأيتي هذا الكم الهائل من الاقلام النسائية في الحضور والتفاعل.
> الاعلام الرقمي يقوم بدور كبير في إبراز الشاعرة السعودية في الساحة أكثر من الورقي، فما رأيك في هذا الاعتقاد؟
- هو قدم خدمة جليلة لبروز القلم النسائي وسهولة وصوله للمتلقي باعتباره بثا مباشرا بين الاطراف الادبية ومناقشتها حول المواضيع المطروحة في عزل السمين عن الغث. فأرى أن مجال الاعلام الورقي اصبح يتلاشى في حضور الرقمي وكم الاقبال عليه من الداخل والخارج.
> يقال: قلّ الشعر وتكاثر الشعراء، هل توافقين على هذه المقولة التي أصبحت تتداول بين ألسنة الكثير من النقاد؟
- بالطبع اوافق على مايقوله نقاد الكلمة في القلة من الشعر والتكاثر من الشعراء.
> في اختزال لكل الفنون ادبية التي قمت بتجربتها، أي من اجناس الأدبية الأقرب اليك؟
- أراني من الجميع أقرب بعين الابصار والتيقن.
> أزمة النقد العربي، الى أي مدى تصلح هذه العبارة للمناقشة في نظرك؟
- أزمة النقد العربي سحابة تتوسط كبد السماء تتطاول باصواتها مآذن المنابر للاستماع فلا توقيت زمني لها ولامدى يحدد صلاحيتها.
> هناك من يعتبر أن الجرأة في الطرح تخدم الشاعرة في التواجد بقوة في الساحة الشعرية؟ فما رأيك؟
- كلما كان الطرح النسوي في خمار حياؤه كان الاقرب للعقول الناضجة في احترام وجودها كقلم يفرض على الجميع وقاره فلست ممن تؤيد الجراءة الشاعرية وأن كانت في ايطار الابداع.
> هل هناك من قدمك لك الدعم اعلاميا؟
- نعم هناك المذيع عبدالرحمن القبيسي معد برنامج سهارى.. وايضا يوسف العنزي معد صفحة الشعر بمجلة المجالس بالكويت وايضا الشاعر الحميدي الحربي معد صفحة الشعر بجريدة الجزيرة.. وايضا المذيع الرائع مطلق الدخان معد برنامج مرسى الاحاسيس كل هولاء لهم فضل في في دعمي كشاعرة وايضا المنشد الرائع خالد الفلاح.. وأيضا تركي المريخي كان معد لصفحة شعر والان من ضمن لجنة المليون....... نعم لهم فضل حينما وجهوا لي القاء الضوء في النشر واللقاءات اعلاميا هناك الكثير لاتحضرني اسماؤهم الان أضيف لك.. الشاعر سعد زهير الشمراني كان معد لصفحة شعر في جريدة الرياضية والان اصبح مذيعا.. وعملت معي لقاء الشاعره نجاح المساعيد في التلفزيون عبر برنامج خيمة ابها.. جالسه افتكر وازودك اكثر.
> ما موقفك كشاعرة في الصراع الدائم حول الأرض والهوية في الوطن العربي؟
- موقف متعاطف مع الحدث بكلمة تصل لمسامع الموجوعين كتخفيف لوقع المصاب الجلل في كثيرامن الاوطان العربية.
> هل ترين أن الفجوة بين الشاعر والمتلقي تقلّصت بعد انتشار الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي؟
- الشبكة العنكبوتية استطاعت ان تردم الفجوات وتقلص منها بشكل كبير من حيث التواجه والنقاش بين الاطراف الشاعرية والاقلام الادبية.
> التنصيف الأدبي بين النسائي والذكوري أصبح يأخد اتجاها مغايرا في الساحة الشعرية بعد تراشق الاتهامات حول مصير القصيدة العربية في كنه النساء، هل أنت مع أم ضد هذا التجزيء؟ ولماذا؟
- لست مع كم التراشق في الاتهامات حول القلم النسائي، فنجاح المرأة في اتجاهاتها الادبية أشعل فتيل الاحتراق في نفس كل من عقد ظنون الشكوك حول قدراتها وحضورها المتميز والملفت لبراعة اسلوبها الابداعي.
> كلمة أخيرة لقراء جريدة الصباح الكويتية!!
- اتقدم بباقات الورود وبطاقات الشكر لك اولا أستاذتي سناء الحافي ولجميع العناصر الصحافية من أدارة وتحرير على اتاحة الفرصة لتسليط الضوء على قلمي كشاعرة ابصروا من خلال جهودهم استحقاق نقاشها عن قرب.
فائق التحايا القلبية للجميع.