هذا ما كتبته قبل سنتين تقريبا وهذا ما أود ان اكتبه الآن وبذات الوقت أعود بي وبكم إلى ما قبل 4 سنوات تقريباً ، وتحديداً حين أتابع ما يكتبون ويضعونه أمامنا لكي نقرأ ، لكن ما علاقة ما يكتبون بتلبية نداء الذاكرة والعودة إلى سنين مضت ؟
سأقول لكم سر العلاقة قبل أن تتوقفوا عند علامة الاستفهام ، حيث حدث أن نقاش طويل لم يغب عن ذاكرتي حتى الآن ، وتدور حلقة النقاش حول مركز المفردة وحسن استخدامها ووضعها في محلها الصحيح ، شرارة بدء هذا النقاش حين قرأت مقدمة تقديم لقاء أحد الشعراء الشباب آن ذاك وزحمة الألقاب التي أُطلقت عليه والمبالغة فيها كما جرت العادة في مثل هذه الأحداث ، لم تقتصر المبالغة في سرد سيرة هو منها براء وتكاد تكون بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض ، حيث يُوصف على أنه الشاعر البطل المغوار الذي ساهم في فتح بلاد الهند والسند ولازالت تُردد قصائده في كل محفل وفي كل ذِكر للشعر والشعراء ، يخيل لك حين تقرأ هذا التقديم كأنك أمام علم من أعلام الشعر التي تموت وتبقى خالدة أبد الشعر ، وصف عجيب وصفات أكثر عجباً وغرابة وكأن المفردة أصبحت متاحة للجميع بغض النظر عن معناها الحقيقي المهم أنها سُمعت وتعكس ثقافة معينة ، لا يهم أنها تكون في غير محلها أو أن يكون كاتبها مع الخيل يا شقرا ربما لأن زمن الفرسان ولّى .
المفردة الجميلة أصبحت متاحة وسوء استخدامها بات سبب في عدم إست خدامها من قبل من يجيد ذلك فقد أصبحت عرضة للانتهاكات و عرضة للتقليل من قيمتها ومعرضة بشكل كبير لغزو لا فكري ولا عقلي كل ما يعرفونه أنها رسمه لا أكثر بعيد عن معناها وكيف استخدامها وصياغتها في جمله واضحة المعالم والمعنى ، كثير ما يردد البعض كلمات أصبحت أرخص بكثير من أرخص الأشياء على سبيل القهر نقول أن كلمات نقاء .. طهر .. صدق .. شفافية .. عذوبة .. نبض .. بوح .. عزف .. والكثير من الكلمات المستباحة التي تغيرت ملامحها وتعرضت لهذا الغزو وكأنها تناشدنا أن نحميها من هذا الاقتحام الغير مرغوب به ، وهذا ما يجعلني أطالب بإنشاء جمعية للرفق بالمفردات لكن لا علاقة لها بجمعية الرفق بالحيوان بالطبع ... ودمتم .
بدر الموسى
Twiteer : @b_almosa
