قال مرشح الدائرة الثالثة عبدالله عبدالمحسن السبيعي إن أخطر ما تعانيه المجتمعات هو التنازع والتصارع والانقسام وليس الاختلاف، فالاختلاف مشروع في جميع المعايير الفكرية والأخلاقية، وهو يؤدي إلى إثراء العمل أيا كان مجاله، وأضاف في ندوة افتتح بها مقره بالعديلية بأن المتابع للخارطة السياسية المحلية يلاحظ أن الكويت مرت في السنوات الماضية بفترة من التشنج السياسي الذي عطل كل شيء، وليس مسيرة التنمية الاقتصادية فقط. فالواقع الصحي والتعليم والتوظيف والإسكان وغيرها كلها مشكلات مزمنة، شارف الناس على أن يصلوا لحافة اليأس من إيجاد حلول واقعية لها.
وبين السبيعي أن العلاقة المتوترة بين السلطتين كانت من أهم أسباب عدم وصولنا إلى حلول جذرية لمشكلاتنا، ولا مانع من الاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال بما يتناسب مع الواقع الكويتي المحلي. وربما يعود السبب الرئيسي لهذه العلاقة المتوترة إلى تداخل المسئوليات، وعدم التجانس بين السلطتين، وهو ما يتطلب العمل على إيجاد مجلس وحكومة متجانسين وتحديد الصلاحيات بشكل واضح دون لبس.
مضيفا بأننا لو عدنا بالتفصيل للمشكلات التي نعاني منها منذ سنوات طويلة نجد أنه لا مبرر للحكومات والمجالس المتعاقبة لبقاء هذه المشكلات دون حلول جذرية، والسبب يعود لانشغال هذه الحكومات والمجالس بالصراعات والأزمات السياسية المتلاحقة والتي دفعت هموم المواطن ومشكلاته إلى الدرجة الثانية أو الثالثة في سلم الأولويات.
وتناول السبيعي قضية التعليم وضرورة تطويره قائلا: إن إصلاح التعليم يعد من أولويات المواطن، وللأسف تغيب هذه الأولوية عن استراتيجية الدولة، فالتعليم في الكويت يخضع لتكتيكات فردية ارتجالية في غالب الأحيان. كما أن الممارسات في وزارة التربية لا تعدو كونها ردود أفعال وقتية حسب الظروف، أي أن العملية برمتها موكلة إلى الظرفية والآنية والارتجالية. ومن هنا ندرك الأسباب التي أدت إلى تردي التعليم في الكويت بشكل كبير أدى بالتالي إلى تراجع مجتمعي واضح من خلال الممارسات الغريبة عن المجتمع الكويتي وتراجع أيضاً في عملية التنمية البشرية التي تعتبر وزارة التربية من أول ركائزها.
مشددا على أن الإنفاق الحكومي على وزارة التربية، وإن كان مقبولاً نوعاً ما، إلا أنه لا يصرف بالشكل المناسب حسب ما يرى الكثير من المواطنين الذين يعتقدون بأن وزارة التربية تهدر الكثير من الأموال على الشكليات الفارغة والتقليد الأعمى للتباهي والظهور دونما اعتبار للقيم التعليمية والتربوية التي يجب أن تقوم عليها أي وزارة تربية وتعليم في أي دولة تبتغي الرقي والتقدم والأمثلة على ذلك كثيرة ومعروفة للجميع.
كما تحدث السبيعي عن المشكلات الصحية مبينا أن مستوى الخدمات الصحية في الكويت يراوح مكانه الذي كان عليه في بداية الثمانينات وبالتالي فإنه يتراجع فعلياً نظراً لزيادة عدد السكان مشيرا إلى أن كل ما تم إنجازه هو توسعة بعض المستشفيات وبناء بعض المستوصفات كحلول مجتزأة لمواكبة الزيادة السكانية. مشيرا إلى أن ما نطمح إليه كمواطنين كويتيين هو مدن طبية متكاملة ليس لمجرد تقديم الرعاية الصحية أو الخدمات الطبية، بل يمكن أن تكون رافداً اقتصادياً مهماً كما يساهم ذلك بشكل رئيسي في خلق فرص عمل جديدة أيضاً ويشجع الكفاءات الكويتية المهاجرة من أطباء وصيادلة وغيرهم للعمل في وطنهم والإفادة بخبراتهم.