العدد 5219 Sunday 06, July 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
(التربية) : هيكل تنظيمي جديد لرفع كفاءة الأداء المؤسسي السفير شلتوت لـ الصباح : الإعلان عن مشاريع استثمارية مصرية جديدة مع الكويت قريبا الأمير : علاقات تاريخية وإستراتيجية متميزة تربط الكويت بالولايات المتحدة النائب الأول : كلمات الشكر لا تفي الحرس الوطني حقه الطبطبائي يصدر قرارا باعتماد الهيكل التنظيمي الجديد لرفع كفاءة الأداء المؤسسي شهداء بينهم طبيب وأبناؤه بقصف إسرائيلي .. وأزمة وقود بمستشفيات غزة ترامب : إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم السيسي: نؤكد على توحيد الجهود لتسوية سياسية شاملة في ليبيا (الشال) : بورصة الكويت ثاني أكبر الرابحين عالمياً بنسبة 14.8 % منذ بداية العام (التجاري) يرعى حفل المتفوقين بمحافظة مبارك الكبير (أزرق الهوكي للناشئين) يختتم معسكره التدريبي بالإمارات استعدادا للاستحقاقات الرياضية المقبلة البولينغ يحقق 3ذهبيات في بطولة هونغ كونغ المفتوحة العربي يطلب ضم مروان حمدي من بيراميدز ( سكر 2 ) سينما غنائية قادرة ‏على صناعة بصمة في المشهد الفني العربي سيد رجب ورانيا يوسف في مسلسل ( لينك) عن مخاطر السوشيال ميديا شريهان تتصدر الترند بعد ظهورها في العرض المسرحي (يمين في أول شمال)

الافتتاحية

الكويت أوّل من فضح «العار الصهيوني»

09/6/2024

كتب : د. بركات عوض الهديبان لا شك أن القرار التاريخي الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة أخيرا، بإدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي في «قائمة العار»، المتعلّقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات المسلحة، يعد واحدا من أهم وأبرز القرارات الأممية، ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، منذ نشأة هذا الصراع وحتى الآن، باعتباره «خطوة في الاتّجاه الصحيح، نحو إنهاء ثقافة ازدواجية المعايير، والإفلات من العقاب»، كما وصفه المسؤولون الفلسطينيون بحق. وإذا كان هذا القرار الأممي قد نال اهتماما عربيا ودوليا كبيرا ومستحقا، فلا غرابة أن نكون نحن في الكويت أشد اهتماما به، ومتابعة له، لأسباب عديدة لا تخفى على الكثيرين. فقد عرفت الكويت بمواقفها العروبية والإسلامية الصلبة والقوية، خصوصا تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي قضية فلسطين. والمؤكد أن أهمية قرار الأمم المتحدة تتزايد لدينا، من منطلق أنه يعيد إلى ذاكرتنا ذلك الموقف المشهود الذي سجله رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، خلال اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في روسيا، العام 2017، ففي مداخلة تاريخية له، أصر على طرد وفد الكيان الصهيوني في المؤتمر، ونعته بـ «ممثل الاحتلال وقتلة الأطفال ومرتكبي جرائم الغصب وإرهاب الدولة»، وسرد يومها العديد من جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وقال: «إن ممثل إسرائيل في المؤتمر عديمُ الحياء، وإنه لو كانت لديه ذرة من الكرامة لخرج من المؤتمر، بعدما اكتشف الحضور زيف مداخلته، مضيفا: «عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة». وربما كانت العبارة الأكثر التصاقا بموضوعنا هنا، حين خاطب الغانم ممثل الوفد الصهيوني بقوله: «اخرج الآن من القاعة، إن كانت لديك ذرة من الكرامة.. يا محتل، يا قتلة الأطفال». وبالفعل خرج وفد الكيان الصهيوني يجر أذيال الخيبة والعار. ولم يكن هذا الموقف الذي سجله رئيس البرلمان، منفصلا عن الموقف الكويتي الرسمي، فقد استقبل المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد وقتها، الرئيس مرزوق الغانم عقب عودته من روسيا، وأشاد بموقفه الشجاع، وأكد أنه كان معبرا بصدق عن السياسة الخارجية الكويتية، التي تنتصر دوما لقضايا العرب والمسلمين، تماما كما تنتصر للمبادئ والقيم الإنسانية عموما، والتي رغم صغر مساحتها، وقلة عدد سكانها، لا تهرب من ساحة المواجهة، ولا تجفل من مجابهة الظالمين، أو تتردد في تحمل مسؤولياتها، تجاه أمتيها العربية والإسلامية. ولا يزال الموقف الكويتي راسخا وثابتا، على إيمانه بكل هذه القيم العظيمة، وكان آخر تجليات هذا الموقف، في الكلمة التي ألقاها ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، في القمة العربية بالمنامة، سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، والتي جدد من خلالها «موقف الكويت الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والتزامها بكل ما يحقق ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وعدالة قضيته، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية»، ودعوة المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف حرب الإبادة على غزة، والقيام بواجباته تجاه حماية المدنيين العزل في القطاع، وسائر أنحاء فلسطين. وهكذا تأتي الأمم المتحدة، بعد سبع سنوات من الموقف التاريخي الكويتي، لتنسج على منوال الكويت، وتدرج الجيش الإسرائيلي في «قائمة العار» باعتبارهم «قتلة الأطفال»، وهو الوصف الذي استخدمه رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم، في العام 2017، ليلتصق من يومها بالكيان المجرم، وليتم «تقنينه» والاعتراف به رسميا، من قبل أكبر وأهم منظمة عالمية، ليظل هذا الوصف مصاحبا دوما، لورثة «قتلة الأنبياء» الذين نعتهم القرآن الكريم بقوله تعالى: «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ». نصر الله فلسطين وشعبها، ونضَّر الله وجه الكويت، وأدامها منتصرة للحق والعدل والخير والسلام.