د. بركات عوض الهديبان ليس غريبا على الكويت، أن تكرم رموز العمل الوطني، ورجالاتها المخلصين في كل ميدان. فالكويت هي دار للبر، وديرة للوفاء، وهي لا تتنكر أبدا لأحد ممن عمل لأجلها، وبذل الغالي والنفيس في سبيلها . ومن ثم فإن مبادرة غرفة التجارة والصناعة الكويتية، بتكريم رئيسها السابق علي ثنيان الغانم، في احتفال تقيمه لهذا الغرض غدا الإثنين، تأتي متسقة مع شمائل وأخلاقيات أهل الكويت، الذين حافظوا دائما على الوفاء للآباء المؤسسين في كل مجال، والاعتراف بدورهم الكبير، والتنويه بما قدموه لبلدهم ولأمتهم ، وكذلك للإنسانية بأسرها. ومن المؤكد أن الشخصية المكرمة تحظى بتقدير أهل الكويت جميعا. والحق أن الاحتفاء به غدا ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن لاقى من صنوف التكريم الكثير محليا وعربيا ودوليا، ومن ذلك -على سبيل المثال - انتخابه رئيسا لغرف دول مجلس التعاون الخليجي، واختياره رئيسا فخريا للغرفة التجارة العربية البريطانية، وحصوله على اعلى وسام استحقاق من ألمانيا، وتحديدا من الرئيس الألماني في العام 2005، وغير ذلك من صور التقدير والعرفان لهذا الرجل الكبير. وفي مسيرة هذا القطب الاقتصادي الكويتي والعربي، الكثير مما يحسب له، ويضاف إلى رصيده الوطني والعروبي والإسلامي، فلا أحد ينسى له عندما استغل مناسبة احتفال الغرفة العربية - البريطانية باختياره رئيسا فخريا لها، ليذكر الأوروبيين والعالم كله معهم، بأن العرب والمسلمين، بحكم عقيدتهم وحضارتهم ومصالحهم، «دعاة سلام وتعاون»، والتأكيد على أنهم «لا يتخوفون من السلام العادل ولا من التعاون المتكافئ، لكن الأحداث علمتهم أن يحذروا السلام الظالم والتعاون الملتبس»، وتدليله على ذلك بـ «ممارسة الضغوط بأبشع صورها ليوقع العرب صفقة لم يشاركوا في كتابة سطر واحد من بنودها، تفرض عليهم شروطاً ظالمة وسلاماً كئيباً، يحمل بذاته عوامل انهياره»، ودعوته إلى تصحيح صورة العرب والمسلمين، إزاء ما تتعرض له من تشويه متعمد ومبرمج، وضرورة تعزيز الأنشطة الإعلامية والثقافية والبحثية في الغرفة العربية - البريطانية، «لتعزيز الصداقة وتنمية التجارة في آنٍ معاً». إن غرفة التجارة إذ تكرم غدا علي الغانم، فإنما تكرم في الوقت نفسه قيما ومبادئ عظيمة وغالية، اعتنقها الكويتيون طوال تاريخهم وآمنوا بها وطبقوها، وعلى رأسها قيمة الوفاء لكل من أعطى للكويت، وأخلص للوطن. ولا نملك في النهاية إلا نشد على يد الغرفة، ونشيد بحسن صنيعها، ونقول لها ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم لأحد اصحابه : «إنما يعرف الفضلَ لذوي الفضل، ذوو الفضل» .