د. بركات عوض الهديبان طوال تاريخ الكويت ، لم تواجه حكومة من الاستجوابات ، ما واجهته حكومة سمو الشيخ جابر المبارك .. وقد كان ذلك كفيلا بأن يوقف مسيرة أي حكومة ، ويعطل إنجازاتها ، ويعوقها عن استكمال مسيرتها . لكن هذا لم يحدث مع حكومة المبارك ، بل إن ما جرى هو على النقيض من ذلك ، فقد واصلت هذه الحكومة مسيرتها الإصلاحية على أفضل ما يكون ، وحققت من الإنجازات ما لم يتحقق من قبل في تاريخ البلاد . لقد شهدت الكويت خلال السنوات القليلة الماضية تدشين عدد كبير من المشاريع الكبرى ، من بينها إقامة العديد من المدن الإسكانية ، والتي جعلت دولتنا من أكثر دول العالم وفاء بمتطلبات مواطنيها في المجال الإسكاني . كما شهدت افتتاح مستشفيات ومجمعات صحية عملاقة ، وبينها مستشفى جابر والمدينة الطبية في الجهراء ، فضلا عن تطوير وتوسعة معظم المستشفيات القائمة أصلا . وها نحن على أبواب افتتاح رابع أكبر جسر في العالم ، وهو جسر جابر والذي يعد نقلة حضارية كبيرة في حاضر ومستقبل البلاد . كما أننا أيضا على مشارف افتتاح مدينة صباح السالم الجامعية ، والتي تمثل إضافة كبيرة وشديدة الأهمية لمسيرة التعليم العالي في الكويت ، وترسيخا لمعالم النهضة التعليمية والثقافية والبحثية بها. ولم تغفل حكومة سموه وهي تقوم بكل هذه الإنجازات ، عن نهجها الجاد والصارم في مكافحة الفساد . فقد أنشأت من أجل هذا الهدف «الهيئة العامة لمكافحة الفساد» التي تعرف اختصارا باسم «نزاهة»، وأحالت إليها الكثير من قضايا الفساد المالي والإداري في الجهات الحكومية ، فضلا بالطبع عن العديد من الملفات التي تمت إحالتها إلى النيابة العامة . ومن المفارقات أنه كلما اشتدت حكومة المبارك في مكافحتها للفساد وملاحقة المتورطين فيه ، فوجئ الشارع الكويتي بأن الحملة السياسية تزداد ضد هذه الحكومة ، وتتضاعف معدلات استهداف أعضائها بالاستجوابات ، وهي ملاحظة جديرة حقا بالبحث والتأمل . يبقى مع ذلك كله أن هذه الحكومة ماضية في طريقها ، باتجاه البناء والإعمار والإصلاح ومكافحة الفساد أيضا ، رافضة أن تتخذ من ضغوطات التهديدات النيابية ذريعة للتلكؤ أو التقصير في واجباتها ، وموقنة بأنها موكلة برسالة استحقت من أجلها ثقة صاحب السمو الأمير ، وثقة الشعب الكويتي كله ، رسالة مؤداها العمل الجاد والمتواصل من أجل المصلحة العليا للكويت ومصالح الكويتيين جميعا . ولا شك أن شعبنا لديه من الحصافة والوعي ما يمكنه من الفرز ، ومعرفة من يعمل من أجله ، ومن لا هم له إلا وضع العراقيل في طريق العاملين الجادين المخلصين . واستهداء بهذه المعايير والقيم يواصل سمو الشيخ جابر المبارك مساره الذي استهل به عمله ، منذ اليوم الأول لتوليه مسؤولية رئاسة الحكومة ، مستندا إلى ثقة ربان سفينة الكويت سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد به ، وعازما على أن يكون دوما وفيا بقسمه أمام سموه ، وساعيا لتحقيق الرؤية السامية الهادفة لأن تصبح الكويت أجمل وأبهى ، جديرة بمحبة أبنائها ، وعملهم الذي لا يكل ولا يمل ، في سبيل تقدمها وتطورها وارتقائها .