د. بركات عوض الهديبان من الضروري أن نعود من حين لآخر ، إلى مضامين النطق السامي الذي افتتح به صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، دور الانعقاد الثالث للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة .. ومن بين النقاط التي نريد التذكير بها اليوم ، ما أكده سموه من أن أمام الحكومة - إضافة الى المستجدات الخطيرة خارجيا - جملة من التحديات الكبيرة محليا ، منها تعزيز الاستقرار وصيانة الوحدة الوطنية وإصلاح الاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد ، ورعاية الشباب وتطوير التعليم ، وتحسين مستوى خدمة الصحة العامة وسائر الخدمات في البلاد . والمتأمل لمسار الأحداث والتطورات على الساحة المحلية ، يستطيع أن يلحظ بوضوح مدى التزام حكومة المبارك بهذه التوجيهات السامية .. وفي اعتقادنا أن الكويت تشهد الآن أزهى عصورها – بفضل الله – في ناحية «تعزيز الاستقرار وصيانة الوحدة الوطنية» ، التي ألمح إليها النطق السامي ، وهو ما يؤكده ذلك التكاتف الذي يبدو عليه مجتمعنا، وتمسكه بكل أسباب وعوامل قوته ووحدته . كما أن إصلاح الاقتصاد الوطني يسير جنبا إلى جنب مع إصرار الحكومة بقيادة سمو الشيخ جابر المبارك على مكافحة الفساد ، وتطهير الجهاز الحكومي ليس فقط من كل المتهمين بالفساد وارتكاب المخالفات والتجاوزات ، بل أيضا استبعاد القيادات الحكومية التي تعجز عن مواكبة الإصلاح المنشود ، أو يثبت تقصيرها في القيام بأعباء مسؤولياتها .. ويقينا فإن الإجراءات والقرارات التي اتخذها سموه خلال الفترة الماضية تبرهن على مدى مصداقية حكومته ، في السير باتجاه تحقيق أقصى درجات النزاهة والشفافية ، وإعلان الحرب على الفساد أينما وجد .. وهو ما رأينا تجلياته في إحالة مسؤولين كبار بوزارات الداخلية والأشغال والصحة وغيرها ، إلى النيابة العامة ، لمحاسبتها عما هو منسوب إليها من اتهامات بالفساد أو ارتكاب تجاوزات مالية وإدارية مختلفة ، وكذلك إحالة قياديين في بعض الوزارات كوزارة التربية إلى التقاعد ، في ضوء ما نسب إليها من تقصير في الاستعداد للعام الدراسي الجديد . هذه الإجراءات لا يمكن لأي رئيس حكومة أن يقوم بها ، إلا إذا كان أولا يحظى بثقة قيادته السياسية ، وهو ما تجلى في شهادة سمو الأمير للمبارك في أكثر من مناسبة ، أشاد فيها صاحب السمو بأداء رئيس الوزراء وقيادته لعملية التنمية والإصلاح الاقتصادي ، وتصديه لمحاربة الفساد ، وأيضا لا بد أن يكون رئيس الحكومة في هذه الحالة يتمتع بقدر كبير من الأمانة والمصداقية ، بما يجعله مكتسبا لثقة شعبه ، وتأييده للإجراءات التي يتخذها ، ومساندته من أجل إنجاز كل الأهداف المبتغاة من عمليات الإصلاح السياسي والاقتصادي. ويكفي في هذا الصدد أن نشير إلى شهادة صاحب السمو الأمير ، في نطقه السامي ، بحق المبارك وحكومته ، خصوصا عندما قال سموه: «انني على يقين بأن الحكومة بقيادة وهمة سمو رئيس مجلس الوزراء سوف تبذل غاية الجهد لتحقيق ما يصبو اليه المواطنون، وما تستحقه الكويت من رفعة ورقي وتقدم في كافة الميادين» . ونعتقد أن هذه الكلمات هي وسام على صدر المبارك ، تضيء أمامه الدرب لمواصلة طريق الإصلاح ومحاربة الفساد ، وإنجاز طموحات أبناء شعبه ، مسترشدا في ذلك بالتوجيهات السامية ، ومستهديا بقول الله تعالى: «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله» .