د. بركات عوض الهديبان لا شك أننا في الكويت ننعم بنعم كثيرة أفاءها الله علينا .. لا نعني بذلك فقط النعم والثروات المادية ، بل نعني ما هو أكبر من ذلك وأسبق عليه ، وهو الضمانة الحقيقية لحماية كل ما نحوزه ونمتلكه ، وهو الأمن والاستقرار من ناحية ، ورسوخ الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان من ناحية أخرى .. يتواكب مع ذلك كله قيادة حكيمة تقود البلاد ، وتسوس أمورها بالاتزان والرشد ، والسعي إلى مرضاة الله ، وخدمة شعبها وتحقيق مصالحه ، قبل أي اعتبار آخر . في إطار هذه البيئة السياسية والاجتماعية ، كان اختيار صاحب السمو الأمير لسمو الشيخ جابر المبارك قبل سنوات عديدة ، رئيسا لمجلس الوزراء ، معبرا عن تلك التقاليد والقيم الكويتية، فالمبارك تتلمذ في مدرسة سمو الأمير ، وانتهج نهجه في قيادة دفة الحكومة ، والنظر في مصالح الناس بحكمة وهدوء ، تجعلانه ينأى بنفسه عن الدخول في مهاترات سياسية ، أو الميل إلى تأزيم الأمور مع مخالفيه في الرأي . بل على العكس من ذلك رأينا سمو الرئيس يستقبل جميع الاستجوابات التي وجهت إليه بصدر رحب ، ولا يستنكف مطلقا من صعود المنصة لمواجهة مستجوبيه والرد عليهم ، في الإطار الذي رسمه الدستور ، ونظمته اللائحة الداخلية لمجلس الأمة . يستند سمو الشيخ جابر المبارك في موقفه هذا ، إلى دعم صاحب السمو الأمير له ، وتزكيته لتولي أكثر من حكومة ، وكذلك إلى وعي الشعب الكويتي ونضجه السياسي ، وقدرته على الفرز والتمييز ، فضلا عن أن الإنجازات التي تحققت على مدى سنوات توليه منصبه الرفيع ، وفي ظل قيادة صاحب السمو الأمير ، عرفت من الإنجازات الكبرى والعملاقة ما لا سبيل إلى إنكاره أو حجبه ، أو حتى التقليل من حجمه وقدره . ومن المؤكد أن الرئيس المبارك قد نجح أيضا وبجدارة في وضع رؤية صاحب السمو الاقتصادية والتنموية ، على سكة التنفيذ .. بالطبع أمام الكويت طريق طويل لإنجاز كل ما تتضمنه هذه الرؤية ، لكن المهم هو أن الكويت قد بدأت البداية الصحيحة، واتخذت من الخطوات ما يجعل استكمال هذا المسار يمضي بسلاسة وقوة ، حتى يحقق أهدافه المنشودة . والأمر المهم في ذلك أن سمو الرئيس لا يلتفت إلى من يحاول عرقلة الإنجازات التي تحققها البلاد ، ومن ثم فإن المواطنين يلمسون صدقه التام، حين يشدد خلال لقائه رئيس وأعضاء اللجنة الدائمة لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز التنافسية ، على ضرورة إيلاء مهمة مكافحة الفساد ما تستحقه من جدية واهتمام ، وتأكيده «عدم التهاون في محاسبة المتقاعسين عن أي اهمال أو تقصير من شأنه عرقلة الإنجاز» . تمضي مسيرة الكويت بقوة إذن ، يرعاها ربان السفينة وحكيم الأمة صاحب السمو الأمير ، ويقود تنفيذها سمو الشيخ جابر المبارك ، مؤثرا على الدوام أن يترك إنجازاته تتحدث عن نفسها، وتنطق بمآثر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وما تعهدوا به أمام قائدهم وشعبهم .