د. بركات عوض الهديبان لم يكن مفاجئا ولا مستغربا ما أعلنه سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ، من أنه سيتعامل مع الاستجواب الذي قدم له في نهاية الأسبوع الماضي ، شأنه شأن أي استجواب سبق تقديمه ، والكل يعرف أن سموه سبق أن صعد المنصة، لمناقشة أكثر من استجواب ، في تفعيل واضح للنهج الذي رسخه ويقوده صاحب السمو أمير البلاد ، وجوهره الإيمان الشديد بالديمقراطية ، والقبول باستحقاقاتها، والاحترام الكامل للدستور والقانون . نعم لم يكن ذلك مفاجئا لأحد ، وقد خبر الشعب الكويتي سمو الشيخ جابر المبارك سنوات طويلة ، وزيراً لعدد من أهم الوزارات «الإعلام والدفاع والداخلية» ، ثم رئيسا للوزراء ، وفي كل موقع شغله كان على الدوام محل ثقة القيادة السياسية وثقة شعبه به .. ذلك أنه لم يتخل يوماً عن نهجه الإصلاحي، وإصراره على مكافحة الفساد ، وتكريس الشفافية والنزاهة في كل المؤسسات الحكومية ، وإعلاء مبدأ سيادة القانون على أي اعتبار آخر . وعلى الرغم من أهمية جهوده في محاربة الفساد ، وهو ما تجلى في قيام العديد من الجهات الحكومية في عهده ، بإحالة الكثير من الملفات والقضايا إلى النيابة العامة ، لمحاكمة كل من ارتكب تجاوزات ومخالفات مالية وقانونية ، أو تسبب في إهدار المال العام ، فإن ذلك لم يشغل الحكومات التي تولى رئاستها عن المهام الأساسية المكلفة بها ، وفي الصدارة منها تحقيق الإصلاح المالي والاقتصادي ، وإنجاز رؤية صاحب السمو بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي، فضلا عن تنفيذ إستراتيجيات وخطط التنمية السنوية والخمسية ، وفي القلب منها بالطبع «رؤية الكويت 2035» . وفي اعتقادنا أن أحدا لا يمكن أن يغفل ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية ، من مشروعات كبرى وعملاقة في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والإسكانية ، تشهد على ذلك المدينة الجامعية في الشدادية ، وجسر جابر ومستشفى جابر ، وتوسيع وتطوير المستشقيات القائمة ، وكذلك التطور الكبير الذي طرأ على الطرق الدائرية السريعة ، وإقامة عدد من المصافي النفطية خارج البلاد ، والكثير من المدن الإسكانية التي تعد بحق فخرا للكويت ، وتمثل نقلة عمرانية وحضارية كبرى ، وغير ذلك من المشاريع التي لا مجال لحصرها هنا .. كل ذلك يؤكد أننا أمام رجل دولة من طراز فريد ، وأنه جدير بحق بثقة قيادته السياسية ، وثقة شعبه الذي يلمس جيدا مدى تعبه وإخلاصه ، وتضحيته بكل غالٍ ونفيس من أجل الكويت . سيصعد سمو الرئيس المنصة إذن ، وسيرد على استجوابه، ويفند محاوره ، كما فعل من قبل في استجوابات سابقة ، وسيزداد الكويتيون ثقة بسموه ، وبقدرته على مواصلة الإصلاح السياسي والاقتصادي ، والنهوض بالتنمية في البلاد ، ومهما واجه سموه من استجوابات فإنه سيتصدى لها مرفوع الهامة ، تشهد له إنجازاته، وتسانده الثقة السامية به وبإخلاصه لقادته ووطنه. أخيراً فإن مما علمنا إياه القرآن الكريم ، قول الله تعالى «إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا» ، ونحن على يقين بأن المخلصين في هذا الوطن ، لن يضيع إخلاصهم وعملهم ، وسيُدخر لهم عند الله ، ثم عند جميع مواطني الكويت .