الافتتاحية

د. بركات عوض الهديبان أتمت «الصباح» أمس عقدا من السنين ، منذ صدور عددها الأول في أول إبريل من العام 2008 واستهلت عامها الحادي عشر. ومرور عشر سنوات على صدور أي صحيفة ليس مناسبة عادية ، ذلك أنه يعني أن أعدادها تخطت ثلاثة آلاف عدد ، وأنها رسخت وجودها ، وسط كوكبة من الصحف الكويتية ، سواء تلك التي سبقتها ، أو التي لحقت بها ، واستطاعت أن تحفر لنفسها مكانا يليق بها ، ويجعلها قادرة على الصمود ومواصلة مسيرتها . وهي مهمة ليست بالسهلة ، خصوصا في ظل ما هو معروف عن الصحافة الكويتية صاحبة التاريخ الطويل والحافل بالإنجازات الكبيرة . في هذا المناخ الذي صدرت فيه «الصباح» كان عليها أن تختط لنفسها نهجا محددا ، وقد رسمت لنفسها بالفعل نهجا واضحا وصريحا ، منذ عددها الأول ، وهو أن انحيازها الرئيسي والوحيد هو لقضايا الوطن والمواطنين .. ولذلك لم يفتقدها القارئ يوما حيث ينبغي أن يجدها ، فقد كانت حاضرة في كل موقف تكون فيه مصلحة الكويت والكويتيين. لم تتأخر يوما في الدفاع عن قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . وفي الوقت نفسه كانت واعية إلى أهمية وجود نوع من التوازن في الممارسة السياسية ، بحيث لا تجنح جماعة أو تيار إلى ما يضر بأمن الوطن واستقراره ، أو أن تقودنا هذه الممارسة إلى نوع من الشطط الذي يفضي – كما أفضى في دول كثيرة من حولنا – إلى الدمار والخراب . وكانت «الصباح» في صف المواطن الكويتي ، تدافع عن قضاياه المعيشية والوظيفية ، وتقف باستمرار في مربع الداعين إلى إنصافه وعدم تحميله أعباء فوق طاقته ، كما اهتمت بقضاياه الأكبر والأوسع في نطاق قضايا المجتمع ككل ، فأولت اهتمامها لقضايا التعليم والصحة والإسكان والمرور وغيرها من المجالات التي يقاس من خلالها مدى تقدم الشعوب ورفاهيتها ، وتمتعها بالحياة الحرة الكريمة . ولا شك أن ما شرفنا به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، من توقيع باسمه على الصفحة الأولى للعدد الأول ، وحديثه الخاص إلينا والذي دعا فيه الناخبين إلى أن يحسنوا الاختيار ، يحملنا مسؤولية كبيرة ، نتمنى أن نكون جديرين ، وأن نظل عند حسن ظن القائد والوالد لنا جميعا ، وأن نبقى محافظين على رسالتنا تجاه الكويت قيادة وشعبا. وعلى الصعيدين العربي والإسلامي لم تغب «الصباح» يوما عن قضايا أمتيها العربية والإسلامية .. ولعل المتابع جيدا لأعدادها يدرك مدى اهتمامها بهذه القضايا ، وأنها من أكثرا الصحف الكويتية والعربية اهتماما بالشأن العربي والشأن الإسلامي ، وإبراز مجرياتهما في صدر صفحتها الأولى دائما. ومن ثم فقد كان لقضايا فلسطين والقدس والمسجد الأقصى ، وسوريا والعراق واليمن ، وكذلك شؤون وشجون المسلمين في ميانمار وغيرها من دول العالم نصيب دائم ، ليس فقط في صفحاتنا الداخلية ، بل وفي الصفحة الأولى المعبرة عن توجهات الجريدة وسياساتها . والمؤكد أن من فضل الله على جريدة «الصباح» وكل الجرائد ووسائل الإعلام الكويتية ، أننا ننتمي إلى بلد يحترم الحريات وحقوق الإنسان ، وينعم مواطنوه والمقيمون على أرضه بمساحة من الحرية ، قل أن تتوفر في دول أخرى ، وتؤمن قيادته السياسية إيمانا صادقا وأكيدا بحرية الرأي والتعبير ، وهو ما يتيح لكل الصحف أن تعمل وتزدهر وتواصل رسالتها الثقافية والتنويرية والوطنية . وفي هذه المناسبة ، فإننا لا نملك إلا أن نعاهد القارئ العزيز ، بأن نستمر في تقديم كل ما يحقق له المصلحة والفائدة ، ويسهم في زيادة وعيه ، وإغناء ثقافته ، وربطه بكل ثقافات وآداب وفنون العالم. وكل عام و«الصباح» وأنتم جميعا بخير .