د. بركات عوض الهديبان في الذكرى الثانية عشرة لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد ، فإن الشعب الكويتي يستذكر لسموه تاريخا طويلا مشرقا ومشرفا ، من العمل الوطني ، كواحد من أهم وأبرز رجالات الكويت، الذي حملوا عبء وضع اللبنات الأولى لمجدها الحديث ، منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي . ومن الضروري أن نتوقف أمام مسيرة سمو ولي العهد بالدرس والتأمل ، لأنها تشكل حقيقة نبراسا مضيئا لكل الأجيال ، ونموذجا متفردا وفذا للقائد الذي يجمع بين الحزم والشدة ، والعطف والتسامح، والقدرة على مواجهة التحديات والمواقف الصعبة بحكمة وصلابة .. وهذا ما يلمسه كل من اقترب من سموه ، أو عمل تحت رئاسته ، في موقع من مواقع العمل الكثيرة التي تولى زمامها ، والتي تشهد لسموه بالريادة والتميز والحنكة ، والاقتدار الشديد في إدارة دفة العمل بها . ويعلم الشعب الكويتي أن صاحب السمو الأمير، اختار سمو الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد ، لما لمسه فيه من حكمة وبصيرة ، وكياسة ودبلوماسية، وارتباط وثيق بينه وبين كل أبناء الكويت ، بما يجعله أهلا لأن يكون عضدا وسندا لأخيه سمو الأمير ، وخيرعون له في إدارة شؤون البلاد . والحق أن الإنجازات التي حققها سموه في المواقع التي تولى رئاستها ، تعز على الحصر ، لكن المراقب يجد أنه من الضروي التوقف أمام أحد أهم هذه الإنجازات الكبيرة ، والتي سيسجلها له تاريخ الكويت والمنطقة ، وذلك أثناء توليه منصب وزير الداخلية ، حيث حقق سموه نجاحا كبيرا ومشهودا، في محاربة الارهاب الذي حاول ان يضرب الكويت في الثمانينيات من القرن الماضي ، وأن يجتثه من جذوره . ولا شك أن التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم اليوم ، والتي وضعت كثيرا من الدول فوق بركان يغلي ، وأدت إلى تمزق بعض الأقطار، ودخول أهلها في حروب أهلية ، أكدت مدى دقة وصواب رؤية سموه ونظرته الثاقبة ، وإصراره على حشد كل الطاقات والإمكانات ، من أجل التصدي مبكرا للإرهاب ، وإخماده في مهده ، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد . ونحن نرى في شخص سموه أيضا ، صورة للكويت الحقيقية ، كويت المحبة والتسامح ، كويت الإخاء والتعايش ، كويت الانفتاح على المنطقة والعالم ، كويت حسن الجوار ، والدعوة إلى السلام والأمن والاستقرار ، كويت الإنسانية وفعل الخير ، ومد يد العون والمساندة إلى من يحتاج إليها في هذا العالم، كويت الوحدة الوطنية والنسيج الواحد الصلب ، المقاوم لكل رياح الفتنة ، والجامع تحت مظلته جميع أبنائه ، بشتى أطيافهم ومنابتهم . ولا يملك المرء أمام هذه المسيرة الحافلة لسمو ولي العهد ، الذي أجمع الكويتيون على محبته ، وبادلهم بدوره حبا بحب ، ووفاء بوفاء ، إلا أن يدعو الله بأن يديم على سموه نعمة الصحة والعافية ، وأن يعينه على الخير ، ليظل دوما سندا وعضدا لأخيه صاحب السمو الأمير ، ساعيا إلى كل ما فيه خير الكويت والكويتيين .