خلال مدة زمنية قصيرة من توليه منصبه الوزاري الحالي ، استطاع وزير الإعلام محمد الجبري ، أن ينجز خطوات مهمة وكبيرة ، باتجاه تعزيز مسيرة الإعلام الكويتي ، وإعلاء شأن القيم والأعراف التي قام عليها هذا الإعلام طوال تاريخه ، ومنذ أن وضع لبناته الرواد الأوائل ، بإشراف ورعاية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، الذي قاد جهود تطوير الإعلام الكويتي ، منذ أن تولى سموه قبل ستة عقود من السنين ، إدارة دائرة الإرشاد والأنباء ، والتي كانت النواة الأولى لوزارة الإعلام . على هذا النهج المتمسك بميراثنا الحضاري والإسلامي ، والساعي في الوقت نفسه إلى التواصل مع معطيات العصر ، مضى الوزير الجبري في طريقه ، محافظا على هوية الإعلام الكويتي ، وعلى كل ما يدعم قيم الأسرة الكويتية والمجتمع الكويتي ، فقرر منع عرض أي مسلسلات تتضمن تجاوزات تمس الدين أو الأخلاق والعادات والتقاليد ، التي تشكل قوام مجتمعنا ، وتحفظ نسيجه الوطني ، كما حرص على دعم إنتاج البرامج والمسلسلات والأفلام الوثائقية ، التي تعزز من هذا النسيج الوطني ، وتعلي من شأن القيم الرفيعة ، وتسهم في الارتقاء بأخلاقيات شبابنا وأطفالنا ، وتدفعهم كذلك إلى التجدد والابتكار والإبداع . وبالتأكيد فإن الوزير الجبري ملتزم بترسيخ مبدأ حرية الإعلام الكويتي ، والمعبر عما تتمتع به الكويت من حريات سياسية وثقافية ، واحترام لحقوق الإنسان ، غير أنه في الوقت نفسه أعاد تذكير الجميع بالخطوط الحمراء ، التي لا يسمح لأحد بتجاوزها ، فالحرية لا تعني الفوضى ، أو الانفلات من كل القيود والضوابط ، إلى حد الإخلال بأمن المجتمع واستقراره ، ومن ثم جاء موقفه الصلب برفض التعامل مع من أساء إلى رموز الكويت ، مع الترحيب التام بكل الإعلاميين والفنانين من الدول الشقيقة ، وفي طليعتهم بالطبع من ينتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي ، للمشاركة في إثراء الحياة الفنية والثقافية الكويتية . وإذا كان الجبري قد حقق تلك الإنجازات ، في هذا المدى الزمني القصير ، فإن المأمول أن يواصل مشواره ، ليبلغ بالإعلام الكويتي المستوى الذي نرجوه له جميعا ، والكفيل باستعادته ريادته للساحة الإعلامية والثقافية في منطقة الخليج ، وفي اعتقادنا أنه سينجح في الوصول إلى هذه الغاية التي يتمناها كل كويتي ، معززا بدعم وتوجيه سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، الذي يواصل وحكومته ترسيخ القيم والتقاليد الكويتية الأصيلة ، في الإعلام ، وفي كل ميادين الحياة الأخرى .