د. بركات عوض الهديبان وسط الأزمات التي تكاد تعصف بالمنطقة ، وتهدد أمنها واستقرارها، وتنذر بتعقيدات لا قبل لدولنا وشعوبنا بها، تبرز الكويت بدورها الذي تكرس عبر التاريخ، ورسخته أحداث ووقائع تشهد على مدى الحكمة التي تمتعت بها قيادتها السياسية، وجعلتها قبلة للساعين إلى السلام والأمن والاستقرار . ولعل هذا الدور قد تجلى كأوضح ما يكون على الصعيد الخليجي، حيث قاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أكثر من مبادرة كويتية لـ «إطفاء الحرائق السياسية» التي شهدتها المنطقة على فترات متباعدة، وكان للكويت الدور الأكبر والأهم في إخمادها، والحفاظ على مسيرة مجلس التعاون الخليجي قوية ومزدهرة، وقادرة على مقاومة كل العواصف التي تتعرض لها. ومن المؤكد أن ما يميز دور الكويت هذا، أنها تؤديه في صمت، وبعيدا عن أي ضجيج إعلامي، وهو ما يضمن لهذا الدور النجاح والتوفيق، وتتحقق من خلاله إنجازات ربما بدت لأول وهلة غير ممكنة وبعيدة المنال، لكن بالصبر والدأب والعقلانية ، وتجنب الإثارة ، والتعامل بكياسة وفطنة مع الأحداث، كانت الأمور تصل دائما إلى بر الأمان . وفي اعتقادنا أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أحوج ما تكون الآن، إلى حكمة صاحب السمو الأمير، من أجل حماية هذا الكيان الذي يقترب الآن من الأربعين عاما، وهو ما يثق الجميع بأن الحكمة السامية قادرة على أن تفعله ، لكي يظل «الخليجي» اسما على مسمى لـ «التعاون والمودة والسلام.