د. بركات عوض الهديبان بعد معركة انتخابية طويلة ، ويمكن وصفها أيضا بأنها «شرسة» ، تضع الحملة الانتخابية أوزارها اليوم ، ويسود صمت انتخابي ، طبقا للقوانين المنظمة لذلك ، ويصبح الصوت الوحيد القادر على الكلام ، هو صوت الكويت . تطاير شرر كثير خلال الفترة الماضية ، وأثير غبار كثيف اعتدنا عليه في مثل هذه الاستحقاقات الديمقراطية ، لكن المهم ألا يحجب عن الأبصار والبصائر نور الحقيقة ، أو يلهينا عن أن الانتخابات، بل والديمقراطية برمتها ، تظل وسيلة لا غاية .. وسيلة إلى هدف أكبر وأسمى هو تقدم الكويت وارتقاؤها وازدهارها ، وترسيخ أمنها واستقرارها، وإعادتها إلى سابق عهدها «لؤلؤة للخليج» وقائدة لقاطرة التنمية والتطور في المنطقة . وبعيدا عن أي تكهنات بما ستبوح به غدا صناديق الاقتراع ، فإن الأعضاء الخمسين الذين سينتخبهم الشعب الكويتي لتمثيله تحت قبة البرلمان ، وأياً كانت انتماءاتهم السياسية أو العائلية أو المذهبية، هم أبناء الكويت الذين تعقد عليهم آمالها ، في أن يحققوا لها ما تريد ، وأن يمدوا أيديهم إلى إخوانهم في السلطة التنفيذية ، ويتعاونوا معا من أجل صنع مستقبل أفضل للكويت .. وأول ما يتوجب عليهم إدراكه أن مرحلة ما بعد الانتخابات تختلف عن ما قبلها ، حيث تنتهي المنافسات والمشاحنات ، ويبدأ العمل الجاد والمخلص ، لوطن أعطى الكثير ، وحق علينا جميعا أن نوفيه حقه ، ونرد له بعض الجميل. إن الكويت التي تعيش ربيعا دائما للديمقراطية ، ويتمتع أبناؤها وسائر المقيمين على أرضها ، بكل الحقوق والحريات التي يعرفها مواطنو الدول المتحضرة ، تنتظر من أبنائها ، كل أبنائها ، تحت القبة وخارجها ، وفي أي مواقع من مواقع العمل والإنتاج والبناء ، أن يعطوا ويخلصوا في عطائهم ، وأن يصونوا نعمة الديمقراطية ، بالحفاظ على الأمن والاستقرار ، وأن يقفوا حصنا منيعا في وجه كل من يبغي تفريق وحدتهم ، أو تمزيق صفوفهم ، لتظل الكويت آمنة مطمئنة مستقرة ومزدهرة .