د. بركات عوض الهديبان من فضل الله على الكويت أن قيّض لها رجالاً ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، ونذروا أنفسهم لخدمة وطنهم وشعبهم، وفي الطليعة منهم بكل تأكيد سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، الذي تحتفل البلاد هذه الأيام ، بالذكرى العاشرة لتولي سموه منصب ولاية العهد .. ولعلنا لا نجد أبلغ ولا أروع من تلك الكلمات التي وصف بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، أخاه الشيخ نواف ، في البرقية التي حملت التهنئة السامية له بالمناسبة، حيث قال سموه: «وإذ أستذكر بكل التقدير والاعتزاز هذه المناسبة الغالية والعزيزة على نفسي ، وعلى شعبنا العزيز، فإننا نثمن عاليا مسيرة سموكم النيرة ، والمفعمة بأسمى معاني حب ووفاء أهل الكويت ، والحافلة بالعطاء المتواصل ، والتفاني في خدمة الوطن الغالي وشعبنا العزيز» . فقد كانت مسيرة سمو الشيخ نواف الأحمد ، سواء قبل توليه ولاية العهد أو بعده ، مفعمة حقا بمحبة أهل الكويت ووفائهم ، ولا شك أن سموه جدير بهذا الحب وذلك الوفاء ، فلم يلمس منه شعبه إلا كل ما هو طيب وراقٍ وجميل .. وكيف لا وهم يجدون فيه مثالاً للتواضع والإيثار وإنكار الذات ، والعطاء بلا حدود ، من أجل وطنه ومواطنيه ؟. لقد وضع سموه أمام ناظريه غاية واحدة ، هي الكويت، وظلت تلك بوصلته التي لم تحد يوما عن وجهتها ، أو تعرف لها غاية أخرى .. ومنذ أن بدأ سموه مسيرته في العمل وشغل المناصب المهمة ، وهو يصرف كل همّه واهتمامه إلى مصلحة الكويت والكويتيين ، ولذلك فقد كان التوفيق – بفضل الله تعالى – حليفه في كل خطوة يخطوها . ومنذ أن عُين محافظا لحولي في العام 1961 ، حتى تمت تزكيته ولياً للعهد في 2006 ، وهو كما عرفه أبناء شعبه ، الإنسان البسيط المتواضع ، صاحب الخلق والدين والاستقامة ، والذي لم تغيره المناصب ، ولم تزده إلا تواضعا وتحببا إلى الناس ، وتواصلا حميما ودائما معهم ، وحرصا على تلبية مطالبهم وحل مشكلاتهم ، والتيسير عليهم في إنجاز مصالحهم . وبعد أن تولى سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد ، اطمأن الكويتيون جميعا ، إلى أن صاحب السمو الأمير سيجد فيه عضدا وسندا، وناصحا أمينا ، ولذلك فقد كانت السنوات العشر الماضية مليئة بالإنجازات ، داخليا وخارجيا ، وظلت الكويت تحرز المزيد من النجاحات على كل صعيد .. ومرة أخرى لا نجد أروع ولا أكثر تعبيرا من كلمات صاحب السمو الأمير ، في وصف مسيرة أخيه الشيخ نواف الأحمد ، بأنها «حافلة بالعطاء المتواصل ، والتفاني في خدمة الوطن الغالي وشعبنا العزيز» .. وهو وصف جدير حقا بصاحبه ، ولائق باسمه وتاريخه الناصع المضيء .