د. بركات عوض الهديبان تحتفل الأمم المتحدة غداً ، وتحتفل معها الكويت والأمة العربية ، بمناسبة ستظل محفورة في ذاكرة الوطن ، وذاكرة المنظمة الدولية ، وذلك بتكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، الذي تم اختياره «قائدا انسانيا» ، كما تمت تسمية الكويت «مركزا إنسانيا عالميا» ، وهو ما يعد – بشهادة مسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة نفسها – «عرفانا مستحقا لمسيرة عطاء مخلص من سمو الأمير لخدمة الإنسانية، وقيادة دولة الكويت في مساعيها المستمرة مع الأشقاء والأصدقاء ، إلى رفع المعاناة التي تتعرض لها الإنسانية في مختلف أرجاء العالم» . هذه المناسبة التاريخية ليست حدثا عاديا ، ففي هذا اليوم - غداً الثلاثاء - سيكرم العالم كله ، ممثلا في منظمته الأممية ، زعيما وقائدا استحق عن جدارة وصف الأمم المتحدة له بأنه «قائد إنساني» ، وهو وصف رشحته له مبادراته ومآثره الإنسانية ، والتي توجها بواحد من أجل وأعظم الأعمال ، عندما بادر سموه بالدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي الأول للمانحين للشعب السوري، واحتضنته دولة الكويت ، وأتبعه سموه بالمؤتمر الدولي الثاني للغرض نفسه ، وانعقد في بلادنا أيضا، وأسفر المؤتمران عن تقديم عدة مليارات من الدولارات للاجئين والنازحين من سوريا الشقيقة ، وهو ما أسهم – حسب تأكيدات المسؤولين الأمميين أيضا – في التخفيف من معاناة هؤلاء اللاجئين والنازحين ، وتلبية بعض احتياجاتهم ، كما أنه جعل قضيتهم حية في الضمير العالمي . ولم تقف مبادرات سمو الأمير عند حدود الدول العربية، أو حتى الإسلامية وحدها ، وإنما تعدت ذلك إلى كل محتاج للغوث والعون ، في جميع قارات العالم، فالفيصل عنده هو «الاحتياج الإنساني» ، من دون أدنى تفرقة بين بني البشر ، على أساس الدين أو اللون أو العرق ، وهو ما زكّى سموه لهذا اللقب الأغلى ، لقب «القائد الإنساني» . لقد كانت الكويت حاضرة في كل مناسبة استدعت حضورها ، وتطلب الأمر أن تمد يد المساعدة للآخرين، فكانت هناك في إندونيسيا وفيتنام وكمبوديا حين اجتاحها «تسونامي» ، وكانت هناك في هاييتي بأمريكا اللاتينية حين ضربها الزلزال ، وحتى في دول متقدمة كالولايات المتحدة حين تعرضت بعض ولاياتها للأعاصير ، وكاليابان حين ضربتها زلازل مدمرة ، وستظل الكويت هكذا موجودة وحاضرة ، تمد يديها لإخوتها في الإنسانية ، وتشعرهم أنها معهم دائما . إن تكريم صاحب السمو الأمير من قبل الأمم المتحدة غداً ، هو تتويج لمسيرة حافلة بالنبل والسمو والعطاء والمحبة الخالصة لكل من ينتمي إلى هذه الإنسانية .