د. بركات عوض الهديبان أحسن سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك صنعا باستقباله أمس عددا من رموز الفن الكويتي ، فقد كان هذا اللقاء ضروريا ، لأنه أوصل رسالة بالغة الأهمية لكل فناني الكويت ولجماهيرهم أيضا ، رسالة مفادها أن الدولة تحترم الفنانين وتقدر رسالتهم ، وترفض الإساءة إليهم ، في الوقت الذي تحرص فيه أيضا على تطبيق القانون على الجميع . وقد جاءت كلمات سمو الرئيس خلال اللقاء موفقة ولقيت تجاوبا رائعا من الوفد الذي التقاه ، خصوصا حين أكد سموه على أهمية رسالة الفن والفنانين ، في النهوض بالمجتمع وتعزيز القيم والمبادئ السامية ، وأيضا حين وصفهم بأنهم «هامة من هامات الكويت ، بعطائهم وتجسيدهم لكل القيم النبيلة في مجتمعهم ، وإسهامهم في تعزيز دعائمه ومرتكزاته ، وحماية وحدته الوطنية» . هذا التجاوب من قبل الفنانين مع ما قاله رئيس الوزراء ، يستند أيضا إلى سياسة دولة لمسها الفنانون وغيرهم منذ وقت بعيد ، سياسة تسعى دوما إلى تكريس الكويت بلدا للحريات ، ولاحترام حق الإنسان في التعبير ، وممارسة كل أشكال الفن والإبداع بلا حدود ولا قيود ، إلا قيد الحفاظ على المبادئ والأخلاقيات والمثل العليا .. كما لمس الكافة أيضا ما قامت به حكومة المبارك من دعم لرسالة الكويت الثقافية والفنية ، عبر إنشاء العديد من المراكز الثقافية في مختلف المحافظات ، وتوسيع نطاق معارض الكتب التي تكاد تمتد الآن على مدار أيام السنة كلها ، وكذلك دعم إقامة المهرجانات المسرحية والسينمائية والتشكيلية ، وكل صور وألوان الإبداع ، إيمانا بدور الكويت التنويري والحضاري ، إقليميا ودوليا . إن الكويت التي تستعد للاحتفال بتكريم الأمم المتحدة لصاحب السمو أمير البلاد ، في التاسع من الشهر الجاري، بوصفه «قائدا إنسانيا» ، لتدرك بأن هذه المكانة العظيمة التي أولاها العالم لأميرها وقائدها ، لم تنبع من فراغ ، وإنما يظاهرها عمق حضاري وثقافي وتنويري ، فضلا عن العمق الإنساني الذي عرفت به الكويت وقيادتها السياسية . وإذا كان البعض قد حاول الإيهام بأن تطبيق القانون فيه إساءة للفنانين ، فإن لقاء الأمس أزال هذا اللبس ، وأعاد إلى الأذهان الصورة الوضيئة الجميلة التي تحتفظ بها الكويت للفن وأهله .. ونعتقد أن تصريحات الفنانين عقب اللقاء ، وإشادتهم بسمو الرئيس ، وبوزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود تؤكد هذا المعنى ، وتقطع الطريق على أي محاولة للصيد في الماء العكر ، وتبرهن مجددا على أن فناني الكويت كانوا وسيظلون محل احترام ومحبة وتقدير .