ها هي «الصباح» تبدأ عامها السابع، مختتمة ست سنوات منذ أن استهلت مسيرتها الصحافية، في ركب الإعلام الكويتي الرائد والمستنير، والذي مازال يعد - بشهادة منظمات دولية متخصصة - الأكثر تحررا في المنطقة العربية. غير أن دخولها عامها السابع، ليس فقط مناسبة احتفالية، وإنما هو أيضا مناسبة لاستعادة ملامح مسيرة صحيفة آلت على نفسها، منذ اليوم الأول لصدورها، أن تكون صاحبة رسالة، من أجل وطنها الكويت وأمتها العربية والإسلامية، ولذلك لم تتوقف «الصباح» يوما عن طرح ما تعتقده محققا لمصلحة الوطن والأمة، على الرغم من أن هذه المهمة لم تكن سهلة، فقد تحملت في سبيل ذلك الكثير من العنت والمشقة، وواجهت الكثير من الهجوم، وكاد لها البعض، ممن لم يرق لهم وقوفها إلى جانب الحق، ورفضها للظلم، ودفاعها عن القيم والمبادئ، لكنها أبت أن تتراجع أو تستسلم، وأصرت على مواصلة دربها، والقيام بما تفرضه عليها أمانة العمل الصحافي والإعلامي. ولم يقتصر اهتمام «الصباح» على القضايا المعتاد إثارتها في الصحف، وإنما تعدى ذلك إلى التصدي لقضايا أهم وأخطر، تتعلق بأمن الكويت واستقرارها واستقرار الأمة العربية كلها، ونعتقد أن ما حذرنا منه كثيرا قد وقع ولمسه الجميع في أعقاب ثورات الربيع العربي، التي رغم أنها عبرت عن تطلعات الشعوب وأشواقها إلى الحرية والديمقراطية، والخلاص من طغيان بعض الحكام واستبدادهم، فإن هناك من استغلها لهدم بنيان الدول العربية وتدمير مؤسساتها، وإشاعة الفوضى فيها، بهدف تحقيق أهداف ومصالح قوى استعمارية طامعة في تقسيم دول المنطقة، وتكريس عدم الاستقرار بها، وإدامة حالة الفوضى فيها. ونبهت «الصباح» مرارا وتكرارا إلى أن بعض الانتفاضات التي تقع في أقطار عربية مدعومة من جهات ومنظمات لا تريد الخير للأمة العربية والإسلامية، وحذرت من أن «الأجندة» التي تحملها تلك الجهات سترتد وبالا على المنطقة كلها، بل وحتى ستؤثر سلبا على الإسلام ذاته، وتشوه صورته في النفوس، وهو ما نراه متحققا من حولنا الآن بأجلى صوره. وطوال مشوارها رفضت «الصباح» أن تساوم على المبادئ، أو تخضع للترغيب والترهيب، لإجبارها على تغيير خطها المبدئي، والتخلي عن واجبها في الدفاع عن حقوق الوطن والمواطنين، وإذ نتمنى أن يكون الله قد وفقنا في سعينا لأداء رسالتنا خلال السنوات الست الماضية، فإننا نعد قارئنا الكريم بأن نواصل نهجنا هذا في الدفاع عن قضايا الكويت، وقضايا الأمة العربية والإسلامية، وسنفتح صفحات «الصباح» لخدمة هذا الهدف العظيم .. وكل عام وأنتم بخير.