د. بركات عوض الهديبان اليوم تحتفل الكويت بالذكرى الثالثة والخمسين للعيد الوطني وغدا بالذكرى الثالثة والعشرين لعيد التحرير ، ومن فضل الله وتوفيقه أن تتزامن الذكريان أيضا مع ذكرى مرور ثماني سنوات على تولي صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم ، لتكتمل بذلك أفراح الكويتيين بوطنهم ، وبقائد مسيرة هذا الوطن ، حكيم العرب الذي تتوالى نجاحات الكويت الداخلية والخارجية على يديه ، لتصبح هذه الديرة الصغيرة الجميلة «أيقونة» المنطقة ، ومحور ارتكاز حراكها السياسي والدبلوماسي ، بحثا عن معالجة شاملة للعديد من الأزمات التي تمر بها ، والتحديات التي تواجهها . يشهد بهذه النجاحات المؤتمران الأول والثاني اللذان استضافتهما الكويت ، خلال عام واحد تقريبا ، للمانحين للشعب السوري ، والساعين لإنقاذه ومداواة جراحه ، وإغاثة ملايين النازحين منه ، وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة لهم ، كما يشهد به أيضا المؤتمر العربي الإفريقي الذي استضافته الكويت في أواخر العام الماضي ، لتعزيز التعاون بين الأمة العربية والقارة الإفريقية ، فضلا عن الحراك الدبلوماسي الذي قاده سمو الأمير لتحقيق الوفاق والمصالحة ، بين بعض الأطراف العربية ، ونجح فيه سموه بامتياز ، بما ساعد على استمرار المنظومة العربية ، والخليجية بوجه خاص ، من دون معوقات ، ومواصلة تماسكها وتعاونها . وحين تحتفل الكويت بذكرى الاستقلال والتحرير ، فإنها تشعر بالفخر والعزة ، أن لها هذا الحضور الإقليمي والدولي المشهود .. ولكن يبقى علينا أن نواصل استلهام الدروس العظيمة من تجربة الغزو الغادر ، والمقاومة الباسلة له ، حتى تحقق النصر والتحرير ، وأعظم ما في هذه الدروس هو أن تماسكنا ووحدتنا هما السد المنيع الذي حمى هذا الوطن الغالي – بفضل الله تعالى – من كل سوء ، وهما اللذان شكلا أهم وأخطر سلاح في مواجهة المحتل الباغي ، ورد كيده إلى نحره .. وسيظل هذا السلاح هو الأقوى والأمضى في حمايتنا ، وترسيخ أمننا واستقرارنا ، والحفاظ على «ربيعنا الديمقراطي» الذي بدأناه قبل أن تعرف معظم دول المنطقة ، معنى الحرية والديمقراطية ، وواجبنا الآن أن نعزز هذا الربيع وننميه ، بالحفاظ على وحدتنا تلك ، ورفضنا كل ما من شأنه أن يؤدي إلى فرقتنا ، أو اختراق صفوفنا ، تحت أي مسميات أو لافتات ، فهذا وحده هو ما يضمن أمننا واستقرارنا ، وهو نفسه الذي يحمي ديمقراطيتنا ومكتسباتنا الدستورية ، ويزيد الوطن عزة ومنعة وازدهارا . وكل عام والكويت بألف خير .