د. بركات عوض الهديبان مع توديع عام مضى ، واستقبال عام جديد ، ندعو الله أن يكون عاما سعيدا وحافلا بكل ما هو طيب ومثمر وإيجابي ، للكويت وللأمة العربية وللإنسانية كلها ، فإننا نرى لزاما علينا أن نتوقف قليلا مع حصاد 2013 ، وهو ليس بحاجة لأن نصفه لأحد ، فلا تزال آثاره ماثلة للعيان ، وتداعياته شاخصة أمام الجميع، تشهد بما كان فيه من كوارث ودماء تناثرت على مساحات كبيرة من الأرض العربية ، وخلفت وراءها آلاف الضحايا من قتلى ومصابين ونازحين ولاجئين ومشردين ، وتركت في النفوس جروحا غائرة ، الله وحده يعلم متى تندمل وكيف تداوى . هذه الوقفة تكشف لنا أيضا أن الكويت التي تحاصرها الفتن والاضطرابات من كل مكان في منطقتنا ، قد عاشت استقرارا وأمنا تحلم كثير من الدول بأن يكون لها نصيب منهما .. وسنكون جاحدين لو لم نرد الفضل إلى أهله ، ونقر بأنه من بعد فضل الله تعالى فإن صاحب السمو أمير البلاد يواصل قيادة سفينة الكويت إلى بر الأمان ، وسط العواصف والأنواء ، وأن حكمة سموه قد رسمت للكويت خطا ثابتا يجعلها دوما مهدا للسلام والاستقرار والازدهار ، وينأى بها عن كل عوامل القلق والفتن والاضطرابات . غير أن تمتع الكويت بنعمة الاستقرار السياسي والاجتماعي ، لم يدفعها للانعزال عن محيطيها العربي والإسلامي ، بل والإقليمي عامة ، فقد آلت على نفسها أن تكون شريكا قويا وفاعلا في كل مساعي الخير والبحث عن أمن وسلامة المنطقة ، وإنهاء صراعاتها الدامية ، ووضع حد لعذابات شعوبها .. ومن هنا جاءت دعوتها – على سبيل المثال لعقد المؤتمر الدولي الأول للمانحين للشعب السوري ، والذي احتضنت فاعلياته في مطلع العام المنصرم ، كما ستحتضن قريبا فعاليات المؤتمر الثاني للمانحين أيضا ، واستضافت كذلك القمة العربية الإفريقية الثالثة ، والتي شكلت حدثا بارزا جدا وجد صداه على مستوى العالم كله ، فضلا عن استضافتها للقمة الخليجية الرابعة والثلاثين . هكذا تقدم الكويت من نفسها نموذجا حيا للدولة الراغبة في الخير والأمن والسلام للبشرية كافة ، متأسية في ذلك بتعاليم الإسلام الحنيف الذي جاء رسوله – صلى الله علية وسلم – «رحمة للعالمين»، وهكذا أيضا ستتواصل خطواتها في العام 2014 ، ساعية بالخير ، معطاءة ، باذلة لكل جهد يسهم في تخفيف أحزان ومآسي العرب والمسلمين ، وكل بني الإنسان في كل مكان من أرجاء المعمورة ، ومؤملة أن يكون العام الجديد أفضل وأسعد لأبنائها ولكل الدول والشعوب الأخرى .