كتب د. بركات عوض الهديبان إجماع قادة وزعماء الدول العربية والإفريقية على نجاح القمة التي احتضنتها البلاد ، واختتمت أعمالها أمس ، والإشادة بصاحب السمو الأمير وبمبادرته الخيرة لدعم التنمية في إفريقيا ، يؤكد المكانة التي تتمتع بها الكويت ، وما أصبحت تتمتع به من سمعة طيبة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، وقدرتها – رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها – على أن تلعب دورا مهما ومؤثرا في الأحداث الدولية . هذا النجاح الكبير لم يأت من فراغ ، فوراءه جهد كبير للعديد من الجهات والمؤسسات ، والتي تأتي في طليعتها بلا شك وزارة الخارجية، بقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، والذي يستحق الإشادة والتنوية بجهوده الرائعة ، ليس في هذه القمة فقط ، وإنما في قمم ومؤتمرات أخرى سابقة أيضا، ومنها القمة العربية الاقتصادية ، والمؤتمر الأول للمانحين للشعب السوري.. وهو أيضا استحق إشادة صاحب السمو الأمير من قبل، حين نوه سموه في كلمته التي افتتح بها المؤتمر السابع لرؤساء البعثات الدبلوماسية، بما يقوم به الشيخ صباح الخالد ، في استكمال مسيرة الدبلوماسية الكويتية ، وقال سموه في هذا الصدد ، مخاطبا أبناءه وبناته الدبلوماسيين : «إن الدبلوماسية الكويتية أمانة في أعناقكم، عليكم رعايتها ودعمها وتحقيق متطلبات النجاح لها بالعمل على تجسيد توجهات الدولة ورعاية مصالح أبنائها، وأن تضعوا دائماً في أذهانكم أن هذه الدبلوماسية بما تمثله من مفاهيم نيّرة وقيّم حضارية راقية تمثل خط الدفاع الأول عن أمن الكويت ومصالحها، وأشيد هنا بالجهود المتميزة التي يبذلها معالي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وحرصه المتواصل على الارتقاء الدبلوماسي ورعاية جهودكم». ويجمع الدبلوماسيون الكويتيون والعرب والأفارقة على أن الشيخ صباح الخالد كان بالفعل أمينا على هذا التراث الدبلوماسي العريق الذي تراكم عبر عقود عديدة ، برعاية سمو أمير البلاد ، وأن النجاحات التي تحققت في هذه القمة تبين إلى أي مدى تتواصل نجاحات هذه الدبلوماسية ، وقدرتها على أن تكسب كل يوم أرضا جديدة من التميز والارتقاء ، وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الكويتية . ويدرك القريبون من الشيخ صباح الخالد أن نجاحه في إدارة الدبلوماسية الكويتية خلال المرحلة الحالية ، والذي استحق عليه ثناء وإشادة صاحب السمو الأمير ، راجع بالدرجة الأولى إلى ما يتمتع به الخالد من شخصية هادئة ، محبة للعمل الجاد في صمت ومن دون ضجيج أو صخب إعلامي ، همه الأول والأوحد هو خدمة قضايا الكويت ، وأن تكون الدبلوماسية هي «خط الدفاع الأول» عنها .. يؤدي مهمته بكفاءة وإصرار ، ويوفي باليمين التي أقسمها أمام صاحب السمو الأمير ، ويسعى دائما لأن يكون أهلا للثقة التي أولاه إياها ، ولا يعنيه بعد ذلك إذا تم تسليط الضوء على ما يقوم به أم لا.. هكذا يواصل الشيخ صباح الخالد مسيرة العمل الدبلوماسي الكويتية ، التي شق نهرها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، وتربى في مدرسته تلاميذ نجباء مخلصون للمبادئ والقيم التي أرساها ورسخها طوال قيادته لهذه المسيرة ، ولا شك أن الشيخ صباح الخالد هو أحد أهم هؤلاء التلاميذ المخلصين لأستاذهم ومعلمهم وقائدهم ، لتبقى راية الكويت ترفرف عالية خفاقة في سماء الوطن ، وفي كل سماوات العالم .