
أكدت الكويت على لسان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا الوزير المفوض نايف المضف، وتشاد ممثلة بسفيرها في البلاد د. طاهر النظيف خاطر، على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا في الاستثمار من خلال طرح مشاريع متنوعة في تشاد أمام المستثمرين الكويتيين .
جاء ذلك في ردود المضف وخاطر على أسئلة «الصباح» على هامش الاحتفال الذي أقامه سفير جمهورية تشاد الليلة قبل الماضية لمناسبة الذكرى الـ 65 لاستقلال بلاده، بحضور ضيف الشرف نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، والسفراء ورؤوساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وكبار المسؤولين والشخصيات وحشد كبير من المدعوين وابناء الجالية التشادية.
في هذا الإطار أعلن المضف في رده على سؤال لـ «الصباح» ، عن عقد محادثات مع سفير تشاد، خلال الفترة المقبلة لبحث موضوع الاستثمارات،وتحديد المشاريع، ومن ثم عرض الأمر على المستثمرين الكويتيين الذين لديهم الرغبة في هذا المجال.
وردا على سؤال آخر لـ«الصباح» عن قروض الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، لجمهورية تشاد، أوضح المضف أن «الصندوق» قدم 8 قروض بقيمة 110 ملايين دولار، مضيفا: وعلى استعداد للتعاون اذا كانت لدى تشاد الرغبة في طرح مشاريع لدراستها.
من جهة أخرى، لفت المضف في تصريح للصحافيين الى الحرص على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، نافيا وجود اتفاقية لاستقدام العمالة المنزلية التشادية الى الكويت، مستدركا: اذا رغب الجانب التشادي في ذلك، فنحن على استعداد لدراسة هذا الامر.
واشار المضف الى الجهود الكبيرة للجمعيات الخيرية الكويتية في تقديم المساعدات للاجئين السودانيين الذين نزحوا الى تشاد، مضيفا: ويمكن التوسع مستقبلا بالتعاون مع سفير تشاد لدى الكويت.
وهنأ المضف تشاد الصديقة والعزيزة على قلوبنا بالذكرى الـ 65 لاستقلالها ونتمنى لها كل التوفيق والتقدم والازدهار.
من جهته، أوضح السفير خاطر في تصريح لـ «الصباح» ، انه تحدث مع نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا الوزير المفوض نايف المضف، في جلسة قصيرة قبيل اعتلاء منصة الحفل، عن اتفاقيات يمكن توقيعها بين البلدين في مجالات عدة، فضلا عن مشاريع استثمارية جاهزة للدراسة ومن ثم تكون قابلة للتنفيذ.
وأوضح أن هذه المشاريع كثيرة في الزراعة والثروة الحيوانية والمعادن والذهب والبترول والطاقة المتجددة وغيرها، مؤكدا اعطاء الأولوية للمستثمرين الكويتيين ، نظرا للعلاقات القديمة بين البلدين، فضلا عن وجود مشاريع نافعة كثيرة عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.
وأعرب السفير د. خاطر عن شكره وتقديره لضيف شرف الحفل نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أفريقيا الوزير المفوض نايف المضف، لحضوره الاحتفال واعطانا الكثير من وقته، وهذا ليس بغريب على المسؤولين في وزارة الخارجية الذين عودونا دائما على المشاركة في احتفالاتنا، والشكر موصول للوزارة وعلى رأسها الوزير عبد الله اليحيا، على ما تقدمه لسفارة تشاد من تسهيلات لاداء مهام عملنا.
شكر وعرفان بالجميل
وفي كلمته التي القاها في الحفل، تقدم السفير د.خاطر، بالشكر والعرفان بالجميل الى القيادة العليا في الكويت، سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، مشيرا الى ان العلاقة بين تشاد والكويت ، ضاربة في القدم، حيث تعود الى تاريخ استقلال البلدين في بداية الستينيات من القرن الماضي، وهي تمضي بثبات وثقة تعكس الاهمية التي توليها قيادتا البلدين ، رئيس الجمهورية المارشال محمد ادريس ديبي اتنو ، وسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد .
اضاف: ويسعى الطرفان إلى تعزيز هذه العلاقة وتطويرها إلى رحاب أوسع، وستشهد الفترة المقبلة ان شاء اللّٰه زيارات متبادلة لدراسة مشاريع اتفاقيات تعاون وشراكة مثمرة تعود بالنفع لصالح الشعبين في البلدين.
الصندوق الكويتي والجمعيات الخيرية
وتحدث السفير د.خاطر ، عن دور الصندوق الكويتي للتنمية الذي يتولى دعم مشاريع تنموية عديدة في تشاد ،قائلا : يسعدني أن أنقل إلى إدارة «الصندوق» تحيات السلطات العليا في تشاد.كما لا يفوتني أن أذكر العمل الانساني الجليل الذي تؤديه الجمعيات الكويتية الخيرية في ربوع بلادنا في مجالات إنسانية متعددة.»
دعوة للمنتدى
تابع : يطيب لي في هذا السياق أن أوجه من هذا المنبر دعوة صادقة وشفافة إلى رجال الأعمال الكويتيين وصناديق الاستثمار والشركات الاقليمية والدولية للمشاركة في المنتدى الوطني الذي تنظمه جمهورية تشاد في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 8-10 سبتمبر 2025 تحت عنوان»رؤية تشاد 2030 فرص استثمار من أجل التنمية المستدامة» ، لافتا الى ان هذا المنتدى يمثل منصة استراتيجية غير مسبوقة لاستكشاف فرص الشراكة في مختلف القطاعات الاقتصادية وبناء جسور تعاون متينة بين القطاعين العام والخاص في بيئة تشادية واعدة تنعم بالاستقرار وتنفتح على المستقبل بإرادة اصلاحية قوية تتوفر فيها الحماية القانونية الكفيلة بضمان حقوق المستثمر ورعاية نشاطه بمسؤولية تامة.
وقال: من منطلق إيماننا العميق بالشراكات الصادقة فإننا نرى في دولة الكويت الصديقة شريكا استراتيجيا له دوره المركزي في دعم التنمية في تشاد وإفريقيا.
مسار الكفاح
وتحدث السفير عن الاحتفال بالعيد الوطني الـ 65 لبلاده، فأوضح «ان استقلال تشاد لم يكن حدثا عابرا، انما من خلال مسار طويل من الكفاح الوطني، واليوم نعيد العهد على ان نصون هذا الاستقلال، ونرتقي به الى آفاق تنموية أوسع تقوم على الحوكمة والعدالة والشراكة والسيادة الاقتصادية».
ففي الحادي عشر من أغسطس عام 1960 نالت تشاد استقلالها وأصبحت دولة
مستقلة حرة ذات سيادة واستقلال ضمن حدود معترف بها دوليا تبلغ 1,284.000كيلومتر مربع وأخذت موقعها عضوا في منظمات المجتمع الدولي متبنية سياسة متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير.
مواجهة التحديات
اضاف :لا شك أن تلك كانت لحظة مليئة بالتحديات، إلا أن شعبنا واجهها بصلابة وثبات وكتب أول سطور تاريخه المعاصر بعزيمة لا تلين ، ونستحضر في هذا اليوم تضحيات الرعيل الأول الذي صنع الاستقلال في ذلك التاريخ وهو يحمل على عاتقه حلم تشاد الحرة الموحدة الساعية إلى النهوض بذاتها.
ومع مرور العقود لم تخب جذوة ذاك الحلم، بل ظلت تتقد في كل مرحلة تاريخية مفصلية وكان آخرها ما شهدته بلادنا من تحولات عميقة في مجال التنمية والبنية التحتية في السنوات الأخيرة.
لحظة فارقة
تابع : لقد مثل الرحيل المفاجئ لرئيس البلاد المارشال ادريس ديبي اتنو - عليه رحمة اللّٰه- في 20 ابريل 2021، لحظة فارقة في وجدان الشعب التشادي ولكنها كانت ايضا اختبارا حقيقا لنضج هذا الشعب وقوة مؤسساته التي تغلبت على التحديات والصعاب وقد تولى المشير محمد ادريس ديبي اتنو قيادة الفترة الانتقالية وجسد روح المسؤولية التاريخية، وقاد البلاد باقتدار وحكمة نحو الاستقرار واعادة التأسيس وإزالة شبح الخوف.
ومن أبرز معالم هذه المرحلة تنظيم الحوار الوطني السيادي الشامل في أغسطس 2022 حيث أعاد مجددا صياغة العقد الاجتماعي الوطني بمشاركة كل انواع الطيف السياسي
والاجتماعي والعسكري والمدني والديني في تجربة تشادية خالصة اختارت المصارحة بدل القطيعة والتوافق بدل الاقصاء والوحدة بدل الفرقة، وانبثق عن ذلك الحوار خارطة طريق رسمت ملامح المرحلة المستقبلية للبلاد توجت بجولات انتخابية متتالية وفي قدمتها الاستفتاء على الدستور في أواخر ديسمبر 2023، ثم تلته الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 مايو 2024، ومن بعدها كانت الانتخابات البرلمانية بمجلسيها النواب والشيوخ بجانب المجالس المحلية والبلدية،وكان ذلك بمثابة عودة للحياة الدستورية الكاملة وتكريس الإرادة الشعبية واعلان الجمهورية الخامسة التي انطلقت مرتكزة على أسس جديدة من الشرعية والمؤسسية والانفتاح مع الجميع.
مكونات الاقتصاد
واوضح ان الشعب التشادي الذي عدده 19 مليون نسمة، يعتمد اقتصاده بشكل اساسي على الزراعة وتربية المواشي، إضافة إلى المصادر الأخرى كالبترول والمعادن المختلفة.
وفيما يتعلق بالزراعة فإن البلاد تمتلك مساحة تبلغ 30 مليون هكتار من الاراضي الصالحة للزراعة تمتد من الشرق الى الغرب ومن الوسط الى الجنوب، أما الشمال فإنه يحتوي على المعادن وبعض الاحتياطات النفطية.
وتتنوع المحاصيل الزراعية في تشاد من الحبوب والفاكهة والخضروات بجميع أصنافها، كما أن تشاد تحتل المركز الثاني عالميا في إنتاج الصمغ العربي بجانب منتوج القطن والسمسم بكميات مقدرة تصدر إلى الخارج.
قد وهب اللّٰه سبحانه وتعالى البلاد تربة خصبة ومناخا مواتيا ومياها وافرة تتدفق من نهرين عظيمين يلتقيان في انجمينا العاصمة ويصبان في بحيرة تشاد، وهي عبارة عن حوض مائي ضخم غني بالثروة السمكية التي تغذي البلاد وبعض بلدان الجوار.
فضلا عن كميات الأمطار الموسمية التي تستمر في الهطول قرابة ستة أشهر في بعض المناطق.
أما بالنسبة للثروة الحيوانية فإن تشاد لديها ثروة حيوانية تقدر أكثر من 130 مليون راس من الماشية كالأبقار والأغنام والماعز والإبل.
وإن ثروة الإبل لوحدها في تشاد تقدر ب 10 ملايين وفقا لآخر إحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، مما جعلها تحتل المركز الأول عالميا في هذا الصنف من المواشي،أما التقديرات التشادية فإنها تقول إن العدد الحقيقي للإبل في تشاد هو أكثر من ذلك بكثير.