
أشاد سفراء أفريقيا في البلاد، بتعاون الكويت مع دول القارة السمراء في مختلف المجالات منذ عقود طويلة ، وتمويل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ل 300 مشروع في أنحاء القارة، كما ان الكويت بمؤسساتها المالية وخبراتها تلعب دورًا كبيرا في النمو الاقتصادي الأفريقي .
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده سفراء لدول افريقية أمس الأول لمناسبة ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963 “ الاتحاد الافريقي “ حاليا، تمهيدا للاحتفال الذي سيقام في 10 يونيو الحالي وتشارك فيه سفارات الدول الأفريقية من خلال معرض كبير يضم الثقافات الغنية للقارة.
واستهل المؤتمر بكلمة القتها عميدة السلك الدبلوماسي الافريقي بالانابة سفيرة جمهورية سيراليون لدى البلاد حاجة ايشاتا توماس، قالت فيها : أن الكويت وبحكم مؤسساتها المالية القوية وخبراتها العميقة في تطوير البنية التحتية، والتزامها بالتعاون مع بلدان الجنوب، تعتبر في موضع جيد للعب دور حيوي في هذا العصر الجديد من النمو الاقتصادي الأفريقي”.
وذكرت ان الاتحاد الأفريقي تاسس عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية، وقد عملت المنظمة منذ تأسيسها على تعزيز رغبة القارة على تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار، وكان طيلة هذه الفترة رمزًا لعزيمة وإرادة الشعب الأفريقي الذي حرر نفسه من قيود القوى الاستعمارية وهيمنتها في ذلك الوقت، وعليه فإن يوم أفريقيا يمثل فرصة للاحتفال بالتنوع والإنجازات والنجاح الأفريقي، ويستغل هذا اليوم لتسليط الضوء على الإمكانات الثقافية والاقتصادية الموجودة في القارة الأفريقية و تطلعات الشعب الأفريقي”.
وأضافت توماس: ”افريقيا اليوم على مفترق الطرق للتحول، وذلك بفضل مواردها الطبيعية الهائلة، وسكانها الشباب، وأسواقها المتوسعة، وإمكاناتها العميقة للتنمية المستدامة، وتمثل القارة فرصة ومسؤولية في نفس الوقت للأفارقة أنفسهم، ولشركائها الدوليين”.
مشيرة إلى أن “الكويت أظهرت على مر السنين الصداقة والتضامن والدعم للتطلعات التنموية للدول الأفريقية أبرزتها من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي قام بتمويل أكثر من 300 مشروع في جميع أنحاء القارة”.
وقالت:”يتعين علينا الآن تحويل هذه المساعدات إلى الشراكات قائمة على الاستثمار، لذا فان أفريقيا ترحب بالمستثمرين الكويتيين للعمل جنبا إلى جنب مع رواد الأعمال والحكومات الأفريقية لبناء مشاريع ذات منفعة متبادلة في قطاعات مثل الطاقة والزراعة والصحة والتعليم والبنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية”.
وأوضحت أن “الاستثمار الاستراتيجي لم يعد عملية ذات اتجاه واحد بل شراكة ترتكز على المصالح المشتركة، واحترام البيئات المحلية، ومشاركة المخاطر، وخلق القيمة على المدى الطويل، فإننا نشجع الأطر التي تسهل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسهل إجراءات مزاولة الأعمال، وآليات أقوى لحماية الاستثمار”.
وتابعت:”نعتقد ان استمرار أفريقيا في التكامل في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، مما يجعلها أكبر سوق موحدة في العالم من حيث عدد البلدان، إن الوقت قد حان للمستثمرين الكويتيين لاستكشاف هذه الفرصة المتنامية، و ندرك أيضًا أن الشراكات يجب أن تتعدى الاقتصاد لتتركز على الناس، ومواجهة توظيف الشباب، وتطوير الكفاءة ، والنمو الشامل”.
وقالت:”اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد مجددا التزامنا بتعميق التعاون بين أفريقيا والكويت، فلتكن هذه نقطة تحول ومنصة لالتزامات استثمارية ملموسة، وعلاقات دبلوماسية أعمق، وروح متجددة من التضامن”.
واكدت مقدرة الكويت وأفريقيا والكويت العمل على بناء مستقبل من الرخاء والأمن والاحترام المتبادل”.
واختتمت السفيرة توماس كلمتها بالقول:اعرب عن خالص امتناننا وتقديرنا لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وحكومة الكويت، للقيادة الحكيمة التي ساعدت في خلق بيئة مواتية للتعاون مع القارة الأفريقية”.
النشاط الخيري
من ناحيته،اشاد سفير مالي لدى الكويت علي ولد أحمد بالعلاقات الكويتية الافريقية والدور الذي تقوم به الكويت في المساهمة في عملية التنمية من خلال المشاريع التي يقولها الصندوق الكويتي للتنمية فضلا عن النشاطات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية في العديد من الدول الافريقية، لافتا في تصريح على هامش المؤتمر، الى المبادرات الكويتية التي وصفها بالبناء في خدمة القارة السمراء.
وقال ولد أحمد : “إنَّ إفريقيا هي بلا شك قارة المستقبل، فهي تضمُّ غالبيةً شبابيةً متزايدةً تُشكِّل ركيزةً أساسيةً لأي نهوضٍ تنموي، وقوةً دافعةً نحو الابتكار والاستقرار في العالم. فالشباب هو ثروة الأمم، وإفريقيا غنية بهذه الثروة، كما أن القارة الإفريقية تزخر بثروات طبيعية هائلة يحتاج إليها العالم أجمع، من معادن نادرة وموارد زراعية ومصادر طاقة متنوعة. والمفارقة أن من يستغل هذه الثروات هم أنفسهم من يُشوّهون صورة إفريقيا، ويُبرزون فقط جوانبها السلبية، وهي سلبيات في الغالب كانوا هم من أسبابها المباشرة أو غير المباشرة”، لافتاً إلى أن “هذا الخطاب السلبي يهدف إلى ردع الاستثمارات الخارجية المنافسة، والحفاظ على امتيازات احتكارية تعود بالفائدة على قلةٍ على حساب شعوب القارة التي بدأت تستيقظ، وبدأت أصوات الحكماء والنخب تُظهر وجهها الحقيقي ، وإفريقيا قارة الفرص، والطاقات، و الغد. ومن يستثمر فيها اليوم سيكون شريكاً في بناء عالم أكثر توازناً وعدلاً “.
الاستثمارات
بدوره، قال السفير التونسي محمد بودالي، أن العلاقات الافريقية الكويتية تاريخية وتعود إلى 60 سنة ماضية، اتّسمت بالاحترام المتبادل، مشيداً بدور الكويت الذي تقوم في تطوير وتنمية الدول الأفريقية وتقديم المساعدات لها، منوهاً إلى أن الاستثمارات الكويتية في أفريقيا قديمة وفعّالة، وان اهتمام الكويت بأفريقيا واضح من خلال المساهمات والمبادرات سواء الحكومية والشعبية، لدعم أفريقيا، داعياً المستثمرين الكويتيين للاستثمار في بلاده وفي افريقيا التي قال ان “مستقبل الاستثمار فيها واعد لما تحتوي على ثروات مهمة”.
وأشاد بالدور الذي قامت به الدبلوماسية الكويتية التي قال أنها تعتمد على ايجاد الحلول السلمية للنزاعات، متطلعاً للعمل مع الكويت في مجال الأمن الغذائي سواء على المستوى الثنائي أو مع دول الاتحاد الافريقي.
وكشف عن نية عقد لقاء استثماري أفريقي بالكويت على مستوى سفراء الاتحاد الافريقي، للتعريف بالفرص الاستثمارية المطروحة بالقارة السمراء وخصوصاً في مجال الأمن الغذائي.
كما أشاد بدور الكويت في مساهمتها في الاستقرار والأمن وذلك بجهود وحكمة قيادتها السياسية، منوهاً إلى أنه رغم التحديات التي تواجهها القارة الافريقية، الا أن هناك فرص واعدة وامكانيات ، مؤكداً أن أفريقيا منفتحة للتعاون مع الكويت.
الامن الغذائي
وذكر السفير المغربي علي بن عيسى ان تعاون الكويت مع دول أفريقيا يوجد في مختلف المجالات، مشيداً بالاستثمارات الكويتية في القارة الأفريقية، داعياً في الوقت نفسه الى توطيد التعاون في مجال الامن الغذائي والبنى التحتية والربط الرقمي والطاقة.
ورداً على سؤال عن احتمال أن نشهد في المستقبل القريب، تأشيرة أفريقيا مشتركة على غرار “الشنغن” وهل هناك إعفاء للكويتيين منها، اشار ابن عيسى إلى أن المواطن الكويتي لا يحتاج الى تأشيرة لعدد من الدول الأفريقية، في حين لا تزال هناك بعض الدول يجب على الكويتي الحصول على تأشيرة لدخولها، وهذا الأمر يتم بكل سهولة، وبالتالي، لا يمكننا ان نتحدث عن صيغة “الشينغن” حاليا، لاننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد في القارة، رغم وجود عزيمة وارادة سياسية من الدول الافريقية للمضي قدماً وصولاً الى اندماج اقتصادي.
تفعيل المبادرة
واشاد السفير السوداني عوض الكريم الريح بلة، بتعاون الكويت مع الدول الأفريقية سواء عبر “صندوقي التنمية” ، لافتاً إلى أن قمة الكويت العربية - الأفريقية التي عقدت في الكويت عام 2013، وضعت اطاراً للتعاون، الا أن هذا الاطار يحتاج الى ارادة سياسية قوية لتفعيله، منوهاً إلى أن الكويت لديها ارادة قوية ومنفتحة للتعاون مع أفريقيا وتدرك جيداً أمكانيات القارة، مشيراً في الوقت نفسه، الى مبادرة الأمن الغذائي المطروحة بين الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والتي يمكن أن تحل مشكلة الامن الغذائي.
التعاون الأمني
من جهتها أشارت سفيرة كينيا حليمة محمود، إلى التعاون في المجال الأمني بين الكويت ودول أفريقيا خصوصاً في مجال مكافحة الارهاب، مشيدة بهذا التعاون الجيد.