
أكد نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون افريقيا الوزير المفوض نايف المضف، ان الكويت مهتمة بالقارة الأفريقية منذ القدم من خلال بعثاتها الدبلوماسية والصندوق الكويتي للتنمية، وان الكويت تمد يدها لاي دولة أفريقية ترغب في توطيد العلاقات في مختلف المجالات من خلال الاتفاقيات المبرمة بين الكويت وكل دولة ،والاستعداد لدراسة توسيع آفاق التعاون.
جاء ذلك في رد الوزير المفوض المضف على سؤال لـ " الصباح " ، بشأن اهتمام الكويت بالقارة السمراء، لافتا في رده على سؤال اخر لـ " الصباح " حول فتح سفارات كويتية جديدة في أفريقيا، إلى أن الأمر قيد الدراسة.
وفي رده على سؤال ثالث لـ " الصباح " بحضور الصحافيين خلال حضوره ضيف شرف الاحتفال الذي اقامته سفارة سيراليون الليلة قبل الماضية ، لمناسبة الذكرى الـ 64 لاستقلال بلادها،ان العلاقات بين البلدين تاسست في العام 1980 اي منذ 45 سنة،حيث افتتحت سيراليون سفارتها في الكويت في 2009 ، وتوجد 7 اتفاقيات مهمة بين البلدين تتعلق بالتعاون الاقتصادي ، والتجاري ، وانشاء اللجنة المشتركة، والمشاورات السياسية، و الخدمات الجوية، وفي مجال التعليم ، لافتا الى انه توجد اتفاقيات قيد التفاوض ،ونعمل مع الجانب السيراليوني للانتهاء منها والتوقيع عليها في اقرب فرصة .
واشار المضف الى وجود نشاط كبير للصندوق الكويتي في سيراليون ، حيث قدم 11 قرضا بقيمة تقارب 38 مليون دينار في مجالات البنية التحتية ومعالجة المياه ومشاريع اخرى، وسيواصل الصندوق تقديم دعمه لجمهورية سيراليون في المستقبل في مجالات التنمية، مشيرا الى انه توجد حاليا محادثات بين البلدين للتعاون في مجالات عدة في اطار المنافع المتبادلة، وستكون هناك زيارات لمسؤولين في البلدين مستقبلا وهي قيد الدراسة والتحضير .
وسألت " الصباح " الوزير المفوض نايف المضف عن مجالات التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين، فاكتفى بقوله " ستكون دراستها في المستقبل".
العمالة الأهلية والمنزلية
وفي رده على أسئلة الصحافيين بشان اتفاقية العمالة الأهلية والمنزلية بين البلدين، أوضح المضف، انها قيد الدراسة لدى الهيئة العامة للقوى العاملة، وعند الانتهاء منها سنقدم للجانب السيراليوني نسخة من هذه الاتفاقية في القريب العاجل لدراستها من جانبهم، ونتفق على صيغة متوافقة ، ومن ثم التوقيع عليها مباشرة .
وعلى صعيد اخر ، اكد الوزير المفوض المضف ان الكويت تنوع مصادر استقدام العمالة الأهلية والمنزلية، مشيرا الى التوقيع على اتفاقية مع اثيوبيا تتعلق بالعمالة المنزلية، وسيتم العمل بها في القريب العاجل، وهناك مباحثات تاخذ اجراءتها المعتادة مع كينيا ودول اخرى لجلب العمالة، لافتا الى انه خلال السنوات الفائتة ، اثبتت العمالة الأفريقية كفاءتها، والكويت على استعداد لدراسة اي مقترح تقدمه دولة أفريقية بشان التوقيع على اتفاقية عمالة.
وحول الاسعار قال : حسب كل اتفاقية ، لان لكل دولة قوانينها المحلية، والكويت لديها صيغة اتفاقية تشمل الكل ، وبعض الدول لديها رغبة في تغيير بعض الفقرات ، وعموما والاسعار متقاربة تقريبا ، واذا وجد الفرق فهو بسيط جدا، اما الامور الاخرى فتكون على اساس الاتفاقيات الدولية الخاصة بالعمالة، وتتبعها الكويت ، مع الاستعداد لدراسة اي اقتراحات من الدول والرد عليها بصورة إيجابية.
امتنان للكويت
من جانبها، استهلت سفيرة سيراليون حاجا ايشاتا توماس، كلمتها ، لمناسبة الاحتفال بالذكرى الرابعة والستين لاستقلال بلادها، بالترحيب بالحضور، " وأتشرف ان أنقل إليكم أحر التحيات من الرئيس الدكتور جوليوس مادا بيو، وحكومة وشعب جمهورية سيراليون، ويُسعدني ويُشرفني في هذه المناسبة أن أعرب عن خالص امتناني الى مقام سمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ولحكومة وشعب دولة الكويت الصديق، على الشراكة الودية والتعاون المثمر الذي تم بناؤه على مدار أكثر من ثلاثة عقود، سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف."
وقد تعززت هذه العلاقة بشكل أكبر مع افتتاح سفارة سيراليون في دولة الكويت في عام 2009. ومنذ ذلك الحين، وقعت بلدانا العديد من الاتفاقيات الثنائية، وتم التصديق على عدد منها، بما في ذلك اتفاقية خدمات النقل الجوي، والاتفاقيات الثقافية والفنية والتعليمية، واتفاقية إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون، وغيرها. وأُعرب عن تقديري لدعم وتعاون وزارة الخارجية في استكمال هذه الإجراءات.
وعلى المستوى المتعدد الأطراف، دعمت الدولتان بعضهما البعض في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. كما وقفت سيراليون إلى جانب الكويت خلال الغزو العراقي في عام 1991 من خلال إرسال قوة عسكرية كبيرة، وفي المقابل، وقفت دولة الكويت بجانب سيراليون من خلال الأمم المتحدة، لدعم إنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 11 عامًا من 1991 إلى 2002، وقدمت مساعدات إنسانية خلال وباء الإيبولا عام 2014، وكارثة الانهيار الأرضي عام 2016.
الصندوق الكويتي
وأضافت : في إطار دعم طموحات التنمية في جمهورية سيراليون، قدمت حكومة دولة الكويت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، قروضًا لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى تشمل الطرق والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى إنشاء ثلاثة مستشفيات جامعية. ونيابة عن الرئيس، والحكومة، وشعب جمهورية سيراليون، أود أن أعرب عن خالص الشكر والامتنان لسمو اميرالبلاد والحكومة، والشعب الكويتي الصديق. ونحن في سيراليون نتطلع إلى المزيد من الشراكات التنموية في المستقبل.
واشارت الى انه في ظل العلاقات الثنائية المتنامية، قامت سيراليون بثلاث زيارات رئاسية رفيعة المستوى، حيث زار الرئيسان السابقان، الدكتور الحاج أحمد تيجان كبه "رحمه الله " في عام 1996، والدكتور إرنست باي كوروما، دولة الكويت في عامي 2010 و2013. وإننا نتطلع إلى زيارات رئاسية كويتية رفيعة المستوى في المستقبل القريب.
تعزيز الديمقراطية
وتطرقت الى الاوضاع في بلادها وقالت : حققت سيراليون تقدمًا ملحوظًا منذ نهاية الحرب الأهلية، حيث عززت الالتزام بالقيم الديمقراطية من خلال تنظيم انتخابات ناجحة، وانتقال سلس للسلطة، وحوكمة رشيدة، وشفافية، ومساءلة عامة، وجهود فعالة لمكافحة الفساد.
وزادت الحكومة من استثماراتها في تنمية رأس المال البشري من خلال التعليم والرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الشباب والمرأة. كما خصصت الحكومة 22٪ من الميزانية الوطنية لدعم برنامج "التعليم المجاني والجيد".
وقد أدى هذا البرنامج إلى زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالمدارس، لاسيما بين الفتيات. كما ساهم برنامج التغذية المدرسية الوطني المحلي في زيادة غير مسبوقة في عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البلاد.
و تابعت : ومؤخرًا، أصدرت سيراليون قانون المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، والذي يتيح للنساء الوصول إلى الموارد الوطنية، ويضمن مشاركتهن في القيادة وصنع القرار المتعلق برفاههن.
المحافل الدولية
ويُعد انتخاب سيراليون كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو 2023 دليلاً على التقدم الذي أحرزته على الساحة الدولية، حيث يتيح هذا الموقع فرصًا لمزيد من التعاون مع الشركاء لتعزيز السلام والاستقرار العالمي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. وتذكرنا حربنا الأهلية التي استمرت 11 عامًا بفظائع الحروب، وتحثنا على ضرورة سعي الدول، رغم اختلافاتها، إلى تحقيق السلام. واليوم، تقف سيراليون كأنموذج في حل النزاعات، وتساهم بشكل ملموس في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
واردفت : في هذا السياق، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأدعو إلى وقف الأعمال العدائية في النزاعات الجارية، لا سيما بين روسيا وأوكرانيا، وفي غزة وإسرائيل، وكذلك حالات عدم الاستقرار في منطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأدعو إلى مفاوضات تؤدي إلى سلام دائم وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وأفضل الممارسات في القانون الدولي.
وقد تعززت أهمية سيراليون على الصعيد العالمي، حيث تشغل منصب منسق لجنة العشرة رؤساء دول وحكومات التابعة للاتحاد الأفريقي، والمكلفة بالدفاع عن الموقف الأفريقي الموحد بشأن إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتطالب سيراليون بمنح أفريقيا مقعدين دائمين مع جميع الحقوق والامتيازات، بما في ذلك حق النقض "الفيتو"، بالإضافة إلى مقعدين إضافيين في الفئة غير الدائمة.
كما تتعاون سيراليون عن كثب مع مجموعات أخرى، بما في ذلك المجموعة العربية، لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في إصلاح ديمقراطي لمجلس الأمن.
شعب ودود
وقالت : سيراليون بلد جميل ومسالم يتمتع بتاريخ وثقافة غنيين، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 7 ملايين نسمة. يتميز شعبه بالود والترحيب الكبير بالزوار. وتقع العاصمة فريتاون على الساحل الأطلسي، مما يجعل من سيراليون مركزًا للأعمال التجارية بفضل امتلاكها أحد أكبر الموانئ الطبيعية في العالم.
كما تزخر سيراليون بمقومات سياحية هائلة، ونفخر بامتلاكنا بعضًا من أجمل الشواطئ الطبيعية في العالم، التي تمتد لعدة كيلومترات على طول شبه الجزيرة، وتضم فنادق ومنتجعات رائعة للاسترخاء.
وتتمتع سيراليون بموارد طبيعية غنية، بما في ذلك الألماس، والذهب، والبُوكسيت، والروتايل، وخام الحديد، والزنك. كما أن لديها أراضي زراعية خصبة تنتج الأرز، والبن، والكاكاو، والخضروات، والفواكه، إلى جانب تربية المواشي.
وتضم البلاد غابات استوائية كثيفة مليئة بالحياة البرية، ومناخًا ممتازًا. وتُعد سيراليون، ذات الشكل الماسي، واحدة من أكثر الوجهات الواعدة في مجال السياحة البيئية، وتتمتع ببيئة مشجعة للاستثمار. وقد توسعت فرص الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، والثروة السمكية، والإنتاج الزراعي، من خلال برنامج "أطعم سيراليون" الهادف لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي. ولهذا، تسعى سيراليون إلى جذب الاستثمارات في مجالات التجارة، والزراعة، والموارد البحرية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتُرسّخ مكانتها كوجهة واعدة للاستثمار والسياحة في غرب أفريقيا.
دعوة للاستثمار
واضافت : بصفتي ممثلة لجمهورية سيراليون لدى دولة الكويت، أدعو المستثمرين والسياح لاستكشاف الفرص المتاحة في البلاد في مجالات السياحة البيئية، والبنية التحتية، والغاز، والتجارة، والزراعة. كما أن التأشيرات متاحة للكويتيين والرعايا الأجانب عند الوصول إلى فريتاون أو من خلال السفارة. وتتوفر رحلات مباشرة من الكويت إلى سيراليون عبر الخطوط الجوية التركية والإثيوبية.