ثمن عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان لدى البلاد د. زبيد الله زبيدوف، عاليا استضافة الكويت غدا - الأربعاء- الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الاستراتيجــي لـــدول مجلس التعاون ودول اسيا الوسطى، وذلك في اطار دور الكويت الرائد واهتمامها بعقد المؤتمرات الإقليمية والدولية ، مؤكدا ان هذا الحوار الاستراتيجي يشكّل منصة محورية لتوثيق التعاون الشامل بين المنطقتين.
واشار د. زبيدوف في حوار خاص مع " الصباح " الى ان وزير خارجية طاجيكستان سراج الدين مهر الدين سيزور الكويت للمشاركة في هذا الاجتماع الوزاري، مع التطلع الى بناء شراكــة استراتيجية أمتن لمستقبل أكثر ازدهارا لمنطقتي دول مجلس التعاون ودول اسيا الوسطى.
وقال: " اننا في طاجيكستان ننظر بكل تقدير وإعجاب إلى السياســـة الخارجية الكويتية الحكيمة والمتوازنة التي تنتهجها دولة الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، فقد أثبتت الكويت مكانتها كمركز للحوار والتفاهم، كما تلعب دور الوسيط المحوري في عدد من الأزمات الإقليمية، وهو ما يعكس نهجها الثابت في اتباع أسلوب الحوار الإيجابي.
وعلى صعيد التعاون بين الكويت و طـــاجيكستـــان، أو السفير د. زبيدوف ان العقود الثلاثة الماضية شهدت انجازات ثنائية مهمة من خلال 30 اتفاقية
في مجالات متنوعة تشمل الاقتصاد والتجارة والطاقة والمياه والتعليم والثقافة والأمن وغيرها، املا في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي عبر تشجيــــع الاستثمـار البيني وتنمية التبادل التجاري في قطاعات الزراعــة والصناعات الخفيفــة والتعـــدين والسياحـــة والطـاقة الكهرومائية ، ومثمنا دور الصنـــدوق الكــويتــــي للتنمـيـــة الاقتصاديـــة العربية في دعم مشاريع البنية التحتيـة والتنمية في طاجيكستان.
واكد ان اتفاق الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان واوزبكستان، يشكّل أهمية بالغة لترسيخ الاستقرار والأمن في منطقة آسيا الوسطى.
وفيما يلي تفاصيل الحوار سؤالا من " الصباح " واجابة من عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان د. زبيد الله زبيدوف :
اولا شكرا جزيلا لسعادتكم لاجراء هذا الحوار، ونبدأ باستضافــة الكـــويت غدا - الأربعاء-للاجتماع الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى وزيارة معالي وزير خارجية طاجيكستان للكويت للمشاركة في هذا الاجتماع؟
- إن الحـــــوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى ، يشكّل منصة محورية لتوثيق التعاون الشامل بين منطقتينا. وقد أولت جمهورية طاجيكستان هذا الحوار باهتمام بالغ بهدف تعزيز الشراكات في قطاعات حيوية مثل الأمن، والاقتصاد، والاستثمار، والطاقة، والمياه، والتكنولوجيا الحديثة.
وفي هذا السياق، تأتي زيارة معالي وزير خارجية جمهورية طاجيكستــان، السيد سراج الدين مهر الدين، إلى دولة الكويت للمشاركة في الاجتماع الوزاري المزمع عقده غدا - الأربعاء - ، تأكيدًا على التزام بلدنا بدعم هذه المسيرة التعاونية.
ونثمّن عاليا استضافة دولة الكويت لهذا اللقاء المهم، ونتطلّع إلى بناء شراكـــة استراتيجية أمتن لمستقبـــل أكثـر ازدهارًا للجميع.
تقدير للكويت
كيف ترون دور الكويت في استضافة المؤتمرات الإقليمية والدولية في ظل سياستها الخارجية الحكيمة والمتوازنة ؟
- إننا في طاجيكستان ننظر بكل تقدير وإعجاب إلى السياســة الخارجية الحكيمـــة والمتوازنة التي تنتهجها دولة الكويت، بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظــه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله .
فقد أثبتت الكويت مكانتها كمركز للحوار والتفاهم، لا سيما من خلال استضافتها العديد من المؤتمرات الدوليــة والإقليمية الهادفة لتعزيز السلام والأمن والتنمية، على غرار مؤتمرات المانحين لعدد من الدول الشقيقـــة والصديقة، والمؤتمرات المعنية بمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الجماعي.
كما لعبت الكويت دور الوسيط المحوري في عدد من الأزمات الإقليمية، وهو ما يعكس نهجها الثابت في اتباع أسلوب الحوار الإيجابي،
لذا نثمّن هذا الدور ونعتبره خيـــر مثال علــــى الـــدبلوماسية القائمة على الحكمة والاعتدال.
العلاقات
وماذا عن العلاقات القائمة بين الكويت وطاجيكستان وسبــل تطويرها؟
- نحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية طاجيكستان ودولة الكويت (1995-2025). وقـد شهدت هذه العقـود الثلاثة إنجازات ثنائية مهمة، بداية من اعتراف الكويت المبكر باستقلال طاجيكستان، مرورا بفتح سفارتي البلدين، ووصولا إلى توقيع ما يقارب ثلاثين اتفاقية تعاون في مجالات متنوعة تشمل الاقتصاد والتجارة والطاقة والمياه والتعليـــم والثقافــــة والأمن وغيرها.
إننا نأمل في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي عبر تشجيـــع الاستثمـــار البيني وتنمية التبادل التجاري، لا سيما في قطاعــات الزراعة والصناعات الخفيفة والتعديــن والسياحة والطاقة الكهرومائية. وفي هذا السياق، نُثمن الدور المهم الذي يقوم به الصندوق الكــــويتـــي للتنميـــة الاقتصاديــة العربيــة في دعم مشاريع البنية التحتية والتنمية في طاجيكستان.
إن الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، وآخرها زيارة فخامة الرئيس إمام علي رحمان إلى الكويت، وزيارة معالي وزير الخارجية الحالية، خير دليل على حرص قيادتي البلدين على الدفع بهذه العلاقات نحو مجالات أرحب بما يخدم مصالحنا المشتركة.
اتفاق الحدود
كيف ترون اتفاق الحدود بين طاجيكستان وقيرغيزستان واوزبكستان وتأثيره على تلك المنطقة؟
-شهدت مدينة خُجند في 31 مارس 2025، توقيع اتفاق تاريخي يحدد نقطة التقاء الحدود بين جمهورية طاجيكستان والجمهورية القيرغيزية وجمهورية أوزبكستان، بالإضافة إلى التوصل لاتفاق ثنائي لحل المسائل الحدودية مع قيرغيزستان. ويشكّل هذا الإنجاز خطوة بالغة الأهمية لترسيخ الاستقرار والأمن في منطقة آسيا الوسطى، حيث يفتــح الطريق لتعزيز التكـامــــل الاقتصادي وتسهيل حركة الأفراد والتجارة، إلى جانب تحسين إدارة الموارد المائية المشتركة.
إننا نقدّر موقف دولة الكويت ودول مجلس التعاون كافة في الترحيب بهذا التطور، والذي يجسّد مبادئ حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية والسلمية.
الشرق الأوسط
ما نظرة طاجيكستان لقضايا منطقة الشرق الأوسط وكيفية حلّها؟
-تقوم السياسة الخارجيـة لجمهورية طاجيكستان على الالتزام بمبادئ الأمن والسلام الدوليين والتعاون البنّاء بين الدول. وانطلاقًا من هذه الرؤية، ندعو دائمًا إلى حل أزمات منطقة الشرق الأوسط بالطــــــرق السلميـــة والدبلوماسية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، إذ تؤكد طاجيكستان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعــــاصمتهــــا القدس الشرقية، وذلك استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية.
كما نؤمن بضرورة محاربة التطرف والإرهاب عبر حوار دولي بنّاء، ونعمل إلى جانب أشقائنا في الكويت والعالم العربي ضمن أطر متعددة الأطراف، كالمنظمــــات الدولية ومؤتمرات مكـافحة الإرهــــــاب الإقليمية، لدعم استقرار المنطقة وتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
شكر على حفاوة
وماذا تقـــول في ختام هذا الحوار؟
-أجدد الشكر لدولة الكويت الشقيقة بقيادتها الحكيمة على حفاوة الاستقبال ودعمها المستمر لجهود الحوار والتنمية في منطقتنا، ونؤكدإن جمهورية طاجيكستــــان تؤمن بأن العمل المشترك هو السبيــل الأمثـل لبناء مستقبل آمن ومستقر ومزدهــــر لشعـوبنا، ونتطلع إلى مزيد من التعاون في إطار الحوار الاستراتيجي الخليجي - الآسيوي، وفي مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
