
أكد سفيــــــر الــيابان لدى الكويـــــت موكاي كينيتشيرو، ان التعاون بين البلــــدين مبني على ركائز متينة في مختلف المجــالات، منها الدبلوماسية والثقافية والتجــــارية إضافة الى سياستهما الرامية للسلام والتنمــــيـــة، مقــــــدرا دور الكــويت رئيســـة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، «ونتعـــــاون معها في العمــل على امن واستقرار المنطقة، إضافة إلى الانخـــراط في مناقشات لإصلاح مجلس الامــــن لجعل الأمم المتحدة تتسم بالكفاءة قدر الإمكان».
وانتهز السفير موكاي حواره مع "الصباح"، لتهنئة الكويت بذكرى العيد الوطني ويوم التحرير والاحتفال بهما في 25 و 26 فبراير، لافتا الى انه في 11من الشهر نفسه، تحتفل اليابان بذكرى بيوم التاسيس الوطني الذي يرجع الى نحو 2600 سنة وكذلك الاحتفال في 23 فبراير الحالي بعيد الميلاد الـ 65 لامبراطور اليابان ناروهيتو، معتبرا تزامن الاحتفالات في البلدين بالفأل الطيب.
وشدد السفير موكاي، على استمرار المشاورات بين البلدين بين كبار المسؤولين في ظل علاقة متينة وعميقة بمختلف المجالات، كاشفا عن اجراء محادثات من خلال وفد اقتصادي ياباني يضم كبار المسؤولين في وزارة التجارة والصناعة ورجال أعمال، اضافة الى ممثلي 9 شركات كبرى، غدا الاثنين - 17 فبراير الجاري- لمدة يومين مع ممثلي وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة حول كيفية التعاون في مجال البنية التحتية والطاقة المتجددة، معربا عن الامل في تحقيق نتائج تصب في مصلحة البلدين.
واشار الى ان الجولة الرابعة للمشاورات السياسية التي عقدت في الكويت نهاية السنة الماضية، برئاسة مساعد وزير الخارجية ومدير عام إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية اليابانية السفير توشيهيدي أندو، ومساعد وزير الخارجية لشؤون اسيا السفير سميح جوهر حيات، حققت نتائج مثمرة، متطلعا الى عقد الجولة الخامسة في طوكيو في الوقت المناسب للجانبين.
وذكر ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل الى 1.8 مليار دولار، مع الحرص على زيادته من خلال رفع التبادلات ، لافتا الى ان الكويت تحتل المركز الثالث بين مزودي الطاقة لليابان. وتوقع السفير موكاي زيارات كويتية رفيعة المستوى في معرض أوساكا، موجها الدعوة لمشاركة المستثمرين الكويتيين من القطاعين الحكومي والخاص في مختلف المجالات باليابان كسوق واعد للاستثمار. مضـيفا: ولدينا استثمارات في الكويت بمجالات البنية التحتية لمشاريع النفط والكهرباء والطـــاقة المتجددة والتدريـــب في الكيانات الصغيرة والمتوسطة. وذكـــــر ان الاقتصاد الياباني مستمر في النمو ويحقق 1 %، مع وجود فرص مواتية للزيادة من خلال تصدير المنتجات اليابانية التي تتمتع بشهرة عالمية لدقة صناعتها وجودتها.
وعلى صعيد الاحداث الساخنــة بمنطقة الشرق الأوسط، اكد السفير موكاي ان اليابان تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحل الدولتين، واستمرار وقف إطلاق النار في غزة كخطوة ضرورية لتحسين الوضع الإنساني. اضاف : مستقبل سوريا يحدده شعبها وندعو الأطراف المعنية إلى احترام هذه الارادة والقيام بدور بناء في تعزيز المصالحة الوطنية، داعيا الى تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بلبنان واسرائيل وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشددا على ان تهديد امن الملاحة في البحر الأحمر يؤثر سلبيا على الاقتصاد العالمي. وفيما يلي تفاصيل الحوار، سؤالا من "الصباح" وجوابا من سفير اليابان لدى الكويت موكاي كينيتشيرو.
وإلى تفاصيل اللقاء...
• في البداية، شكرا جزيلا لسعادتكم على إجراء هذا الحوار الذي يتزامن مـــع مناسبتين وطنيـتـــين للبلديــــن، يوم التأسيس الوطني «كينكو كوكيـــنين نو هي» لليابان، والعــيد الوطني ويوم التحرير في الكويت، فماذا تقول عن هذه المناسبات ؟
-يوم التأسيس الوطني لليابان هو يوم 11 فبراير، وهو اليوم الذي يقال إن أول إمبراطور صعد فيه إلى العرش منذ أكثر من 2600 عام. بالإضافة إلى ذلك، يحتفل الشعب الياباني بعيد ميلاد الإمبراطور في 23 فبراير باعتباره مناسبة وطنية، وسيحتفل جلالة الإمبراطور ناروهيتو، إمبراطور اليـــابان الـ 126، بعيـــــد ميـلاده الخامس والســتين في هذا اليوم. ومن قبيل الصدفة، تحتفل الكويت في 25 و 26 فبراير أيضًا بالعيد الوطني ويوم التحرير. إنه لشرف عظيم لبلدينا أن يحتفلا بأعيادهما الوطنية بشكل متزامن، وأود بهذه المناسبة أن أتقدم بخالص التهاني وأطيب التمنيات بدوام الرخاء والتقدم للكويت وشعبها.
• ما رؤيتكم لتنمية التعاون بين البلدين في مختلــف المجالات، بما في ذلك حجم التبادل التجاري، وذلك خلال العام الحالي؟
-التعاون بين اليابان والكويت مبني على ركائز متينة في مجالات عديدة منها الدبلوماسية والثقافية والتجــارية، إضافة الى سياسات البلدين اللتين ترميان للسلام والتنمية دومًا، ومستوى الثقافة والانفتاح والتسامـــح بين الشعبين، والتاريخ الطويل مــــن التجارة المتبادلة بـــين البلدين الصديقين. وفي أحدث إحصائية لحجم التبادل التجاري بين اليابان والكويت، فقد بلغ 1.8 مليار دولار، وهذا المستوى يفوق حجم التجارة قبل الجائحة، حيث تصدر الكويت بشكل أساسي النفط الخام لليابان باعتبارها موردًا مهمًا لهذه السلعة الحيوية، وترتيبها هــــو الثالث من بين مزودي الطاقة لليابان.
وعلى الجانب الآخر تصدر اليابان العديد من السلع والخبرات، بدءًا من الإلكترونيات والمركبات وانتهاءً بالاستثمار في مشاريع البنية الأساسية والطاقة. وبالنظر إلى المستقبل، فإن البلدين يتطلعان بهمة لتدعيم هذا التعاون. ويجتمع المسؤولون ورواد الأعمال من اليابان والكويت بشكل دوريّ لاستكشاف فرص الاستثمار الجديدة وتمهيد الطريق لإشراك المهنيين ذوي الخبرة والسعي إلى تحقيق المنافع الاقتصادية المتبادلة.
•هل مـــــــن زيارات متبادلة ببن كبار المسؤولين واجتماعات عالية المستوى بين البلدين قريبا؟
-الزيارات مستمرة على مستويات مختلفة بين اليابان والكويت ، وسيأتي وفد اقتصادي ياباني الى الكويت غدا 17 فبراير الحالي في زيارة لمدة يومين، يضم كبار المسؤولين فـــي وزارة التجـــارة والصناعـــة ورجال الأعمال إضافة الى ممثلي 9 شركات كبرى، لعقد محادثات مع ممثلي وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، حول كيفيـــة التعاون في البنيـــــة التحتية والطاقة المتجددة، ونأمل في التوصل إلى نتائج مثمرة تصب في مصلحة البلدين.
وفي العام 2024، قام وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة محمود بوشهري، بزيارة إلى اليابان واجرى محادثات مهمة. ومن الجانب الياباني، زار رئيــــس جمعية الصداقة البرلمانية الكويتيـــــة اليابانية موري، الكويت عام 2023 كمبعوث خاص لرئيس مجلس الوزراء.
ومؤخراً، قام مساعد وزير الخارجية ومدير عام إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة الخارجية اليابانيـــــة السفــــير توشيهيــــدي أنــــــدو، بزيارة إلى الكويت لإجراء الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي فــــي مختــلف المجالات وكيفية تقوية العلاقات. ونأمل ان تتم الجولة الخامسة في اليابان بعد الاتفاق على الموعد المناسب للجانبين.
وبما أن معرض أوساكا سيعقد هذا العام، أتوقع أن يزور المزيد من الكويتيين اليابان، بما في ذلك زيارات رفيعة المستوى.
• ماذا عن الاستثمارات الكويتية في اليابان ، ورؤية بلادكم للسوق الكويتي؟
- اليابان سوق واعد للاستثمار، ونحن ندعو لمشاركة المستثمــــرين الكويتيين من القطاعين الحكومي والخاص في مختلف المجالات. وبالمناسبة فإن الاستثمار في اليابان سيكون محط انتباه وترويج خلال معرض إكسبو 2025 أوساكا، كانساي، اليابان الذي تشارك فيه الكويت. أما عن الاستثمار في الكويت فإنه لدينا فعلًا استثمارات قائمة في مجالات مهمة كالبنية التحتية لمشاريع النفط والكهرباء والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التعاون في التدريب والتطوير الفني في الكيانات الصغيرة والمتوسطة. وما سبق هو جزء من التعاون الاقتصـــــادي الأشمل بين الدولتين، والذي تطمحان لدعمه والتوسع به.
• الى أين يتجه الاقتصاد الياباني؟ وما مدى تأثيره على الاقتصاد العالمي؟
-المدقق في الاقتصاد الياباني، يجده مستمر في النمو وبنسبة 1 %، مع وجود فرص مواتية للزيادة، وامكانية تصدير كميات كبيرة من المنتجات اليابانية التي تتمتع بشهرة عالمية لدقة صناعتها، وغير ذلك من الامكانيات الداخليـــــة التي تسهم في قوة الاقتصاد الياباني.
• كيف تنظر اليابان الى القضايا الساخنة بمنطقة الشرق الأوســــط، كالقضيـــة الفلسطينية وتطورات غزة، الأوضاع في سوريا ،وفي لبنان وتهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وتأثيره على التجارة العالمية، وتدخل قوى دولية واقليمية في أحداث المنطقة؟
-أكدت اليابان موقفها الثابت من أهمية حل الدولتين، وتواصل دعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير ورغبتهم في إقامة دولتهم. ورحبت اليابان باتفاق وقف إطلاق النار الذي يعتبر خطوة ضرورية لتحسين الوضع الإنساني في غزة، وستواصل اليابان التعاون الوثيق مع الدول والمنظمات الدولية من أجل دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني وإعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بسوريا، تأمل اليابان أن تؤدي التطورات الحالية إلى تحسين الوضع هناك. إن مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون أنفسهم. وتدعو اليابان جميع الأطراف المعنية إلى احترام إرادة الشعب السوري والقيام بدور بناء في تعزيز التسوية السياسيـــــة الشاملة والمصالحـــــة الوطنية.
أما بخصوص لبنان، رحبت اليابان باتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى التنفيذ الكامل للقرارات الدولية ذات الصلة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واللجـــوء إلى حل دبلوماسي من شأنه تعزيز الاستقرار الإقليمي.
ويشكل الأمن البحري أيضا مصدر قلق بالغ لليابان. وطالبت اليابان بشدة بوضع حد للتهديدات التي يتعرض لها الأمن البحري، حيث أدت الهجمات المتكررة على السفـــن التجارية إلى تعطيــــل سلاسل التوريد وزيادة تكلفة الشحن، مما أثر سلبا على الاقتصاد العالمي.
وتشيد اليابان بجهود الدول المعنية لتحسين الأوضاع في هذه القضايا الإقليمية وتقدر الدور الذي تلعبه الكويت كرئاسة مجلس التعاون الخليجي. وستساهم اليابان في أمن واستقـــرار المنطقة بالتعاون مع الكويت.
•هل لاتـــزال الأمم المتحدة قادرة على حل المشاكل الدولية بالطرق السلمية؟
-من المؤكد أن هناك الكثير من الناس الذين يشعرون بأن الأمم المتحدة عاجزة في مواجهة الصراعات الأخيرة. ومع ذلك، من المهم مناقشـــة مختلف القضايا في الأمم المتحدة، ومن الضروري أن يكون هناك إطار يمكن من خلاله تجنب الصراعات ليس بالقوة ولكن عن طريق القانون والنقـــــاش، وحيثمــــا تحدث صراعات، يجب على كل دولة بذل الجهود لحلها. ولهذا السبب، تتعاون اليابان مع الكويت، التي تقدر أيضا إطار المنظمات الدولية والقانون الدولي، على الساحة الدولية. ونحن منخرطون أيضاً في المناقشات، بما في ذلك إصلاح مجلس الأمن، لجعل الأمم المتحدة مؤسسة تتسم بالكفاءة قدر الإمكان.
• هل من أمور أخرى، تود سعادتكم اضافتها في هذا الحوار؟
-لايوجد ما أضيفه، فقد شملت أسئلتكم كل الملفات سواء على صعيد العلاقات مع الكويت، وكذلك المستجدات الاقليمية والدوليـــــــة، فشكرا لكــم، وتمنياتي لجريدة الصباح المزيد من التقدم والتوفيق.