![](/media/cache/76/82/76827dece2bb2bf11bcd1dd9c9b57074.jpg)
اكد سفير ايران في الكويت محمد توتونجي،ان الوشائج والعلاقات القائمة بين بلدينا الجارين المسلمين،ليست وليدة اليوم بل تمتد جذورها إلى قرون مضت ، وساهم البناؤن من ايران في بناء الكويت الحديثة ونموها، و "نأمل بفضل حكمة القيادتين في ايران والكويت أن نشهد خلال عهد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد قفزة نوعية في مسيرة العلاقات الأخوية الرسمية والشعبية بين بلدينا.
واضاف في مؤتمر صحافي عقده، الأربعاء الماضي، بمناسبة احتفالات ايران بالذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، "ان هذه الثورة برهنت على ان إرادة الشعب بقيادة حكيمة وايمان راسخ ، يمكن ان تحقق النصر على الطغاة، وتبنى المستقبل الزاهر، وتحقيق الاستقلال والحرية والعدالة.
وتابع : قد شهدت الأشهر الأخيرة زيارة الوفود الرسمية بين البلدين ، كان ابرزها اجتماع وفد خفر السواحل الإيرانية في الكويت ، و اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة في طهران
وهنا السفير توتونجي، الكويت بإختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 ، "و هوالأمر الذي يعكس مكانة الكويت الريادية في النهضة الثقافية والإعلامية على مستوى العالم العربي ويؤكد إرثها الحضاري و دورها في الحوار الثقافي بين الشعوب".
واردف : لايخفى عليكم بأن جمهور المثقفين في ايران اهتموا بترجمة اعمال كبار الأدباء والشعراء الكويتيين ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن أعمال د. سعاد الصباح و الراحل عبدالعزيز البابطين و منى الشافعي و ثريا البقصمي و فاطمة يوسف العلي و ليلى محمد صالح ، مترجمة للفارسية و مقروءة بإهتمام،
ونأمل تكثيف التبادل الثقافي و الاعلامي والسياحي بين بلدينا الجارين.
وحول محور السياسة الإقليمية لحكومة د. بزشكيان وعلى أي ركائز مبنية قال السفير توتونجي:
إن النهج المعتمد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية طوال محطاتها المختلفة، ولاسيما في فترة د. پزشکیان، مبني على أساس الوفاق الوطني في الداخل والتركيز على أولوية العلاقات مع دول الجوار وتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة والجوار في الخارج، وإن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحوار والتفاهم والتأكيد على الدبلوماسية والاحترام المتبادل، بغية الوصول إلى قواسم مشتركة في علاقاتنا مع بقية الدول ولاسيما مع دول مجلس التعاون لتدخل علاقاتنا مع دول المجلس في مرحلة جديدة من الازدهار.
واضاف: نقطة البداية في هذا المجال كانت اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون وإيران في الدوحة ، وزيارة وزير الخارجية د. عراقجي إلى الكويت ودول المنطقة.
وتحدث السفير توتونجي عن موقف إيران من التطورات الجارية في غزة واتفاق وقف إطلاق النار ، حيث
راى من اللازم تكريم ذكرى شهداء المقاومة، والإشارة إلى أن حصول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو نتيجة المقاومة والشجاعة والشهامة وصمود أبناء الشعب الفلسطيني العظيم وغزة أمام أحد أكبر مجازر الإبادة الجماعية والتهجير القسري طول التاريخ، وهو محصلة تآزر وتكاتف أهالي غزة مع المقاومة الباسلة وصمودهم أمام التهجير القسري الذي يعتبر انتصارًا تاريخيًا للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية وكل أنصار ومحبي المقاومة في المنطقة والعالم.
واضاف :كلنا أمل في ظل التحول الجديد، وبمساعدة المجتمع الدولي والدور الفاعل للمسؤولين الدوليين أن نشهد التنفيذ الكامل للإجراءات المتفق عليها، وإنهاء الإبادة الجماعية والقتل والدمار في غزة، والخروج الكامل للمحتل، وإجراء العدالة في المحاكم القضائية الدولية ضد منفذي هذه الجرائم ضد الإنسانية، والدعم العاجل والشامل لقطاع غزة، والبدء الفوري بإعادة البناء في المنطقة والتخفيف من معاناة الشعب المقاوم والصبور في غزة.
وردا على سؤال حول إدارة ترامب الجديدة وكيف سيكون تعامل ايران معها، خاصةً في ظل التطورات الأخيرة، قال توتونجي:اطلعنا على المواقف الأميركية الجديدة، والزملاء في طهران يدرسونها، ونشهد من الإدارة الامريكية مبادرات، ولكن لا تكفي التصريحات ولابد ان تكون هناك مبادرات عملية وعلى ارض الواقع .
وبدأنا في التواصل معها، خصوصاً بعد أن تحدث نتنياهو بالأمس - الثلاثاء الماضي- وطلب من ترامب تغيير السياسة في الشرق الأوسط، بما في ذلك التصعيد ضد إيران.
وبشكل عام، نحن نلتزم بموقف واضح، ولا نختلف حول أهمية التفاوض والتفاهم. واتفاقية التعاون الشامل الموقعة "5+١" تندرج ضمن هذا الحوار والتفاهم مع هذه الدول .
ونأمل أن نشهد من الإدارة الأمريكية الجديدة مبادرات جادة تتجاوز التصريحات، وتترجم إلى خطوات عملية وميدانية.
وردا على سؤال اخر حول ما يتردد من أن إيران فقدت حلفاءها في المنطقة، وأن إسرائيل أصبحت أكثر قوة ، وان ايران أضعف مما كانت عليه سابقاً اجاب توتونجي:هذه التصريحات ليست جديدة، وليست المرة الأولى التي نسمعها. ونحن لا نعتمد على تحالفات تقليدية بالمعنى المتعارف عليه.
وفي رده على سؤال بشأن نية الولايات المتحدة فرض سيطرتها على غزة، أكد السفير توتونجي
ان مستقبل غزة يقرره أهلها، فهم أصحاب الأرض، وهم من يقررون مصيرهم. وهذه الارض ملكهم واي قرار حول ترتيب الحكم والنظام يعود لهم، ونرى ان لا يحق لأي جهة خارجية أن تحدد لهم ذلك. واضاف:الفلسطينيون دفعوا ثمناً باهظاً للحفاظ على أرضهم وهويتهم، ورغم كل الجرائم والابادة الجماعية والقتل وسفك الدماء
والانتهاكات، لم يتمكن أحد من اقتلاعهم،وعجز الاعداء عن تغيير هذا الوضع واقتلاعهم من أرضهم ووطنهم ،ولا شك انهم لن يسمحوا بتحقيق هذا الامر باي ثمن ،وعلى المجتمع الدولي ان يمارس دوره ومسؤوليته الاخلاقية والقانونية وان يمد العون والمساعدة للفلسطينيين
ليقرروا مصيرهم بانفسهم، وفي الوقت نفسه يجب عدم ايجاد سبل وطرق ملتوية تدل على التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين ولكن بمعنى مغلف.
وحول الملف السوري قال" الموقف المبدئي لإيران هو قبول الشعب بذلك النظام وحكومته،نحن نؤكد على ضرورة دعم جميع المكونات في سوريا، ونأمل أن تكون الفترة الانتقالية مرحلة تمهيدية لمشاركة جميع الأطراف والفرقاء في بناء مستقبل البلاد، وان تمثل الحكومة جميع اطياف الشعب السوري.