أكدت السفيرة الأسترالية لدى البلاد ميليسا كيلي أن أستراليا تفخر بعلاقاتها الثنائية المتينة والعميقة، وطويلة الأمد مع الكويت، مشيرة إلى أن بلادها احتفت بمرور 50 عاماً من العلاقات الثنائية مع الكويت، مع أن علاقاتنا بدأت قبل عام 1974 بكثير.
جاء ذلك في لقاء للسفيرة الأسترالية لدى الكويت ميليسا كيلي في برنامج "السفير" الذي تبثه قناة الصباح.
وأضافت كيلي أن العلاقات تطورت بين البلدين إلى مستوى كبير على صعيد التجارة والاستثمار والتعليم والأمن الغذائي، وأصبحت العلاقات بين البلدين متعددة الأوجه، مبينة أن الجانب الذي تفخر به أكثر من غيره هو دور أستراليا في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت بعد غزوها، فهذا الجزء من تاريخ علاقتنا يعكس رؤيتنا المشتركة لعالم تستطيع فيه الدول اختيار مصيرها بنفسها، ولا تكون عرضة للغزو أو الاعتداء على سيادتها.
وقالت إن تلك المشاركة أدت إلى تعزيز العلاقات الثنائية كما شكلت محور علاقاتنا العسكرية، منوهة إلى أن هذه المنطقة شهدت مثل غيرها من المناطق، حوادث كثيرة من هذا القبيل، مثلما تحدثنا قبل البرنامج عن غزو روسيا لأوكرانيا. وهناك العديد من الأمثلة حول أنحاء العالم تظهر أن سيادة بعض الدول ما تزال مهددة. لذا، فإن دولاً مثل الكويت وأستراليا تحتاج إلى مواصلة التعاون والاضطلاع بدور قيادي، لضمان أن يكون العالم مكاناً آمناً خالياً من التهديدات.
وذكرت كيلي أن التجارة عنصر أساسي في علاقاتنا التي ذكرت لك قبل قليل أنها تعود إلى ما قبل تدشين العلاقات الدبلوماسية بكثير، فقد انطلقت على يد تجار الحبوب واللحوم والماشية الذين بدأوا بالتعاون على المستوى الأسري والشعبي، وهو تعاون يستمر حتى يومنا هذا.
وتابعت: أنا فخورة جداً بأن كل قطعة خبز يتم إعدادها في شركة مطاحن الدقيق الكويتية مصنوعة من القمح الأسترالي، وهذا الدور الذي نلعبه في الأمن الغذائي للكويت أساسي للغاية. وبناء على تلك الروابط الطويلة، فإن هناك طرقاً يمكننا من خلالها تطويرها مثل استخدام التكنولوجيا ونقلها إلى المستقبل. هناك الكثير من التعاون المثير للاهتمام في المجال العلمي مع مؤسسات مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي للنظر في طرق يمكننا من خلالها أن نكون أكثر كفاءة وفاعلية باستخدام التكنولوجيا لإنتاج الغذاء، لا سيما في هذه الأوقات التي تشهد تحديات في مجال الأمن الغذائي العالمي.
وإلى تفاصيل اللقاء...
• شكراً على وجودك معنا
-شكراً جزيلاً لك، من دواعي سروري أن أكون هنا
• بكل سرور سعادة السفيرة. أظن أن من الجيد أن نبدأ برؤية أستراليا لتعزيز تعاونها العسكري والدفاعي مع الكويت. كيف ترين تطور هذا التعاون؟
-تفخر أستراليا بعلاقات ثنائية متينة وعميقة وطويلة الأمد مع الكويت، فقد احتفلنا العام الماضي بمرور 50 عاماً من العلاقات الثنائية مع أن علاقاتنا بدأت قبل عام 1974 بكثير، وهو العام الذي اتفقت فيه حكومتا البلدين على بدء التعاون وتدشين العلاقات بين الشعبين. منذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين إلى مستوى كبير على صعيد التجارة والاستثمار والتعليم والأمن الغذائي، وأصبحت العلاقات بين البلدين متعددة الأوجه لكن الجانب الذي أفخر به أكثر من غيره هو دور أستراليا في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت بعد غزوها، فهذا الجزء من تاريخ علاقتنا يعكس رؤيتنا المشتركة لعالم تستطيع فيه الدول اختيار مصيرها بنفسها، ولا تكون عرضة للغزو أو الاعتداء على سيادتها. ليس مهماً حجم الدول، فجميعنا نستطيع أن نعيش في عالم يسوده السلام وتحظى فيه الدول بالسيادة الكاملة. لقد أدّت تلك المشاركة إلى تعزيز العلاقات الثنائية كما شكلت محور علاقاتنا العسكرية.
شهدت هذه المنطقة مثل غيرها من المناطق، حوادث كثيرة من هذا القبيل، مثلما تحدثنا قبل البرنامج عن غزو روسيا لأوكرانيا. وهناك العديد من الأمثلة حول أنحاء العالم تظهر أن سيادة بعض الدول ما تزال مهددة. لذا، فإن دولاً مثل الكويت وأستراليا تحتاج إلى مواصلة التعاون والاضطلاع بدور قيادي، لضمان أن يكون العالم مكاناً آمناً خالياً من التهديدات.
• ماذا عن مبادرات أستراليا لتوسيع شراكاتها التجارية مع الكويت بحيث تشمل قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة؟
- التجارة عنصر أساسي في علاقاتنا التي ذكرت لك قبل قليل أنها تعود إلى ما قبل تدشين العلاقات الدبلوماسية بكثير، فقد انطلقت على يد تجار الحبوب واللحوم والماشية الذين بدأوا بالتعاون على المستوى الأسري والشعبي، وهو تعاون يستمر حتى يومنا هذا. أنا فخورة جداً بأن كل قطعة خبز يتم إعدادها في شركة مطاحن الدقيق الكويتية مصنوعة من القمح الأسترالي، وهذا الدور الذي نلعبه في الأمن الغذائي للكويت أساسي للغاية. وبناء على تلك الروابط الطويلة، فإن هناك طرقاً يمكننا من خلالها تطويرها مثل استخدام التكنولوجيا ونقلها إلى المستقبل. هناك الكثير من التعاون المثير للاهتمام في المجال العلمي مع مؤسسات مثل معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي للنظر في طرق يمكننا من خلالها أن نكون أكثر كفاءة وفاعلية باستخدام التكنولوجيا لإنتاج الغذاء، ولا سيما في هذه الأوقات التي تشهد تحديات في مجال الأمن الغذائي العالمي وتحديات سلاسل التوريد بالضبط. هذا بالنسبة للغذاء والتجارة، أما في مجال الطاقة والعلاقات الاستثمارية، فهما يلعبان دوراً مهماً في التحول العالمي في مجال الطاقة. تعتبر هيئة الاستثمار الكويتية، إلى جانب مستثمرين كويتيين آخرين، شريكاً مهماً للغاية، وهم يلعبون دوراً كبيراً في التحول الذي يشهده مجال الطاقة في أستراليا. نحن مثل الكويت نعتبر مصدّراً تقليدياً للطاقة ويعتمد ازدهارنا واقتصادنا على قطاع التعدين والمعادن وتصدير سلعه. لذا فإن هذا التحول يمثل خطوة هائلة لأستراليا تتطلب الكثير من الاستثمار لكننا ملتزمون تماماً بالقيام بذلك. ومن الإيجابي للغاية أن نرى تقدم هذا التعاون إلى الأمام بدعم واستثمار الشركاء الكويتيين. هذان مجرد مثالين على المجالات التي تتطور فيها العلاقات التجارية من بداية بسيطة دامت عقوداً من الزمن، ومن خلال التكنولوجيا والتعاون والحوار، فإننا ننقل تلك العلاقات إلى المستقبل ونطورها لتحقيق نتائج تعود بالنفع على البلدين.
• هناك جانب آخر للتعاون بين أستراليا والكويت، وهو الجانب التعليمي. هل هناك مبادرات أسترالية لتوسيع برامج التبادل الثقافي أو تسهيل حصول الطلاب الكويتيين على التعليم في أستراليا؟
-أحد أكثر الأمور التي أستمتع بها في عملي هو لقاء أشخاص كويتيين درسوا في أستراليا. هناك الآن ما يقرب من 1000 طالب كويتي يدرسون في المؤسسات التعليمية الأسترالية. صحيح أن أستراليا ليست أكبر وجهة دولية للتعليم، فإن القصص التي يرويها الطلاب، والترحيب الذي يلقونه في أستراليا، وأسلوب الحياة الذي استمتعوا به، وتجارب السفر، والطريقة التي شعروا بها بالأمان والترحيب في المجتمع، كلها أمور أفتخر بها للغاية. جامعاتنا من الطراز العالمي، ولدينا برامج دراسية رائعة في مجالات تستهدف بشكل ممتاز رؤية الكويت في تحويل اقتصادها. لذا، فهناك فرصة كبيرة لتطوير هذه العلاقة بشكل أكبر. وكإجابة على سؤالك، فإنني أود أن أرى المزيد من الطلاب الكويتيين في أستراليا، والمزيد من الشراكات بين مؤسساتنا التعليمية. ومن الإيجابي أن نرى تطورات في هذا المجال في الكويت مع افتتاح جامعات جديدة. لدينا هنا مؤسستان تعليميتان أستراليتان هما الجامعة الأسترالية وكلية بوكسهل، وكلاهما تعمل على توسيع مدى التسجيل والبرامج الدراسية. إنه مجال مثير، وكما قلت في البداية، فإنه يسلط الضوء على عملي هنا.
• لننتقل إلى مسألة الاستقرار الإقليمي. لا يخفى عليك أن منطقة الخليج تشهد تقلبات باستمرار. أود أن تطلعيني على دعم أستراليا لدور الكويت كوسيط وداعٍ للاستقرار الإقليمي. الكويت حاضرة دائماً عندما ينشأ أي نزاع. كيف تدعمون دورها هذا؟
-هذا صحيح. نحن نقدر عالياً دور الكويت في المنطقة كدولة إنسانية وصديقة للجميع. ومن المهم للغاية الحفاظ على العلاقات وتعزيز الحوار والسلام والاستقرار بالطريقة التي تعمل بها الكويت، وهذا يشكل أساساً قوياً للدبلوماسية الكويتية والشعب الكويتي، والطريقة التي يرى بها الكويتيون أنفسهم في العالم. إنه أمر يمكن للأستراليين أن يشعروا به أيضاً. كما قلت عند الحديث عن الغزو، فإن أستراليا والكويت ليستا من القوى العظمى بل إننا نعتمد على النظام والقانون الدوليين، وعلى الدول التي تقوم بالشيء الصحيح من أجل أن يعيش مواطنونا في سلام واستقرار. ما تفعله الكويت في منطقتها، وهو أمر عظيم الأهمية، تفعله أستراليا أيضاً في منطقتها لضمان قدرة البلدين على تحديد مصيريهما. حيثما وجدت الاختلافات، اعترفنا بها وتعاونا عليها بطريقة تخدم مصالحنا. لذا، فإننا ندعم بقوة دور الكويت. وفي ظل التحديات التي ذكرتها في المنطقة، فإن من الأهمية بمكان أن تستمر في هذا الدور. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئ الكويت على القمة الناجحة التي عقدها مجلس التعاون الخليجي نهاية العام الماضي، فقد كانت بداية رائعة لرئاسة الكويت لمجلس التعاون. ونحن نتطلع إلى العمل مع الكويت، وإلى استمرار دورها في جلب السلام والاستقرار إلى المنطقة.
• لنعبر الحدود إلى غزة وما يحدث فيها، والأنباء حول وقف وشيك لإطلاق النار. كيف تنظر أستراليا إلى المأساة التي تتكشف يوماً بعد يوم في غزة؟ كيف ترين تطورات الأحداث؟
-لا توجد طريقة أخرى للنظر إلى الأمر سوى أنه مأساة. الخسائر في الأرواح في غزة منذ أكتوبر من عام 2023 هي أمر مروع، خاصة بين الأطفال. شاهدنا وشاهد العالم كله ما يجري في غزة، وكنا نشطين للغاية على الصعيد الدبلوماسي في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وإنهاء الصراع. نحن نريد منطقة يستطيع فيها الشعب الفلسطيني أن يعيش في سلام ضمن حدود دولته ذات السيادة. وهذه هي النتيجة الأفضل للصراع الذي يستمر منذ فترة أطول طويلة جداً.
• وهل تعتقدين أن حل الدولتين ممكن؟ أترينه خياراً متاحاً الآن؟
-نعتقد أنه السبيل الوحيد للخروج من الصراع، ولسنا نرى خيارات أخرى متاحة. هناك الكثير من العمل المطلوب، ونحن نرحب بشدة بالأخبار التي ذكرتها والتي تفيد بأن اتفاق وقف إطلاق النار بات وشيكاً. هذه هي الخطوة الأولى، ونأمل أن يتحقق ذلك قريباً لأن الناس يعانون منذ فترة طويلة.
• بعد انهيار نظام الأسد وبزوغ فجر جديد في سوريا، ما الدور الذي ستلعبه أستراليا على الصعيد السياسي أو البنيوي في مستقبل سوريا ما بعد الأسد؟
- في ديسمبر الماضي، شاهدنا جميعاً ما حدث في سوريا، وكان رائعاً أن نرى تلك اللحظة السعيدة التي استمتع بها السوريون بعد عقود من العنف المروع والقمع والاضطهاد. لا أحد يأسف على سقوط نظام الأسد، ونأمل أن يكون هذا إيذاناً ببدء فصل جديد للشعب السوري الذي عانى كثيراً. لقد أثر هذا الصراع على المنطقة بأسرها، فقد نزح الناس، ليس فقط إلى الدول المجاورة لسوريا، بل إلى دول في نطاق واسع في المنطقة، وهذا يشكل تحولاً كبيراً بعد أن رأينا هذا التغيير في سوريا. نريد أن نرى نهاية للعنف، ونريد أن نرى حواراً وفصلاً جديداً يعيشه الشعب السوري. لقد كانت أستراليا من المانحين الإنسانيين لسوريا، فقد تبرعنا بنصف مليار دولار أسترالي منذ 2011. وأشيد هنا بالدور السخي الذي تلعبه الكويت كمتبرع إنساني وداعم للشعب السوري. أظهر الشعب السوري قدرة لا تصدق على الصمود طوال تلك العقود الصعبة. ومثله مثل العديد من شعوب المنطقة، فقد عانى الشعب السوري بما يكفي. ونأمل أن نرى فصلاً جديداً، ونراه ينعم بالسلام والاستقرار في بلاده.
• وردت تقارير صباح اليوم بمقتل أسير حرب أسترالي في روسيا، واستدعاء أستراليا السفير الروسي. وذكر تقرير آخر أنه مشروع أزمة بين موسكو وأستراليا. هل يمكنك إلقاء المزيد من الضوء على هذه القضية؟
- لا أريد الخوض في التفاصيل لأن هذه القضية مستمرة ويخوض فيها وزير خارجيتي وحكومتي بشكل معمق. وقد ذكرتَ بعض التطورات التي حدثت في أستراليا. نحن نعارض بشدة الغزو الروسي غير القانوني وغير الأخلاقي لأوكرانيا، وعملنا على دعم أوكرانيا على مدار عدة سنوات، ونريد أن نرى نهاية لهذا الصراع لكنه موقف صعب ومحزن للغاية بالنسبة لأسرة هذا المواطن الأسترالي، وهذا هو محور اهتمام الحكومة الأسترالية في هذا التوقيت.
• الجانب الإنساني هو المهم دائماً. بالعودة إلى العلاقات بين أستراليا والكويت، هل هناك نقاشات مشتركة وحوارات أمنية بين أستراليا والكويت في ظل تصاعد التوترات حول العالم؟ هل تناقشون إمكانية التعاون لوضع حد للتهديدات الإقليمية والعالمية؟
- نتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع حكومة الكويت، وتعاون ممتاز على المستويات كافة. وسررت جداً في العام الماضي باستضافة الكويت الاجتماع الثاني لمحادثات كبار المسؤولين بين الكويت وأستراليا حيث زار الكويت وفد أسترالي، وعقدنا اجتماعات جيدة للغاية مع وزارة الخارجية وهيئات أخرى. وهذا يشكل جوهر التعاون الثنائي بين حكومتينا. وهناك عناصر أمنية في هذا الشأن، وعناصر تجارية.
• هل هناك حوارات تجري بينكم؟
-بالطبع، فالحوار جزء أساسي من أي علاقة دبلوماسية. وفي علاقة وطيدة كالتي تربط أستراليا بالكويت، فمن الطبيعي جداً أن نتعاون ونتحدث حول كل القضايا التي تهم البلدين.
• فرضت أستراليا مؤخراً قيوداً أو حظراً، على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم دون الـ16. وهنا يبرز سؤال حول الحرية الرقمية في مقابل السلامة على الإنترنت. كيف تحقق أستراليا هذا التوازن؟
-من المثير أن نرى هذا القانون في أستراليا وهو يحظى بقدر كبير من الاهتمام على مستوى العالم، وقد أثار اهتماماً كبيراً في الكويت بما نقوم به. إقرار الحكومة هذا القانون جاء نتيجة عملية طويلة للغاية لكن هذا التوجه كان مدفوعاً إلى حد كبير بمخاوف تتعلق بصحة وسلامة أطفالنا. قام هذا التوجه على أدلة وبيانات أظهرت الصلة الواضحة بين استخدام الأطفال وسائل التواصل الاجتماعي ونتائج الصحة العقلية فيما يتعلق بالقلق والانتحار وأشياء من هذا القبيل. نريد أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنيب أطفالنا المعاناة. لذا، كانت هناك عملية تشاور واسعة النطاق شملت شركات التكنولوجيا والمدارس وأولياء الأمور والوكالات الحكومية والمنظمات المجتمعية وتم اتخاذ القرار بحظر وصول من هم دون الـ16 إلى وسائل التواصل، والتنفيذ سيكون الخطوة التالية. نعلم أنه تشريع رائد للغاية، ويتمتع بمرونة كبيرة تسمح لنا بالاستجابة للتغيرات التكنولوجية. لدي أطفال صغار، وأعرف الفوائد التي يحصلون عليها من استخدام التكنولوجيا. يتواصل ابني الأكبر عبر "فيس تايم" مع أبناء عمه في أستراليا كل أسبوع، ويمارسون ألعاباً تعليمية معاً، وهذا أمر يستمتعون به ويتعلمون منه. من المهم جداً أن يكون هذا التوازن حاضراً ويأخذه التشريع في الاعتبار. أتطلع إلى مشاركة هذه التجربة الأسترالية مع الهيئات الحكومية في الكويت، وهو أمر يمكننا أن نمضي قدماً فيه معاً، ونتحدث عنه، ونقيس نتائجه لأنني أعلم أن المجتمع الكويت، مثل الأسترالي، يقدّر صحة وسلامة الأطفال قبل كل شيء
• لكنك لا ترين أن هذا يتعارض مع الحرية على الإنترنت؟
هناك أصوات تقول إن القانون ينتهك حرية التعبير ويتعارض مع الحرية الرقمية لمن يريد أن يفعل ما يشاء، وإنه لا يمكن أن يُحرم أحد من ذلك.
- كل هذه الاعتبارات مشمولة في التشريع، ولن يؤثر ذلك على الوصول إلى التطبيقات والألعاب التعليمية وكل الأشياء التي يستخدمها الأطفال بشكل مشروع لكنه يحمّل شركات التكنولوجيا مسؤولية التأكد من أن تطبيقات الوسائط الاجتماعية التي ثبت أنها ذات نتائج سلبية على الصحة العقلية للأطفال، لن يمكن الوصول إليها. نعتقد أن التشريع أخذ هذا التوازن في الاعتبار بشكل كافٍ لكنه تشريع رائد عالمياً، وسنستمر في مراجعته أثناء تنفيذه لكننا نتطلع إلى رؤية نتائج إيجابية، ونحن ملتزمون بسلامة أطفالنا.
• سنتحدث في محاور شخصية، هذه تجربتك الأولى في منصبك سفيرةً لبلادك.
-هذا صحيح.
• كيف ترين الحياة كسفيرة؟ من الناحية الدبلوماسية، فهي وظيفة مرهقة وتؤثر على حياتك الشخصية. كيف توازنين بين الجانبين؟
-شرف وامتياز عظيمان أن أمثل بلادي في الكويت. لقد عملت دبلوماسيةً في عدد من دول المنطقة مثل الأردن والمملكة العربية السعودية. وعندما عُينت في السعودية، شمل عملي أيضاً عُمان والبحرين، لذا فأنا أعرف المنطقة قليلاً لكن كما قلت، فهذه أول مرة أترأس فيها إحدى بعثاتنا كما أنني أول امرأة تُعين سفيرةً لأستراليا في الكويت. لذا، هناك عدد من السوابق، وهذا شرف عظيم. الكويت مكان رائع للعمل الدبلوماسي، فهي دولة تمثل مجتمعاً في نواحٍ عدة والترحيب الذي لقيته كان حاراً واستمر على مدار عامين ونصف قضيتهما هنا. أنا وعائلتي سعداء للغاية هنا لكن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية قد يكون صعباً بالنسبة لي كسفيرة. لا يزال أطفالي صغاراً، فقد ولدت ابنتي في الكويت بعد شهور من تولي منصبي. لذا، فالتحديات كبيرة، وأبرزها أنني أريد أن أكون حاضرة في حياة أطفالي كأمّ لكنني فخورة جداً بالقدوة التي أقدمها لهم وأتمنى أن يتذكروا هذه التجربة باعتبارها شيئاً يفتخرون به وبأن والدتهم قامت بهذه المهمة. كما أن الشراكة بيني وبين زوجي والنموذج الذي تقدمه علاقتنا لهم هو شيء أفخر به أيضاً. إنه حاضر بقوة، وهو أبٌ حنون يساند أطفاله. الأمر ليس مثالياً ولا سهلاً دائماً لكنه أمر رائع، ولا أرغب بتغييره.
• كيف هو تفاعلك المجتمعي؟ أتزورين الديوانيات وتستقبلين الدعوات؟ كيف هي الحياة في هذا السياق؟
-نعم، أحب مفهوم الديوانية في الكويت، فهو أمر لم أشهده من قبل رغم عملي في العديد من دول المنطقة وهو أحد أكبر متع العمل الدبلوماسي لأنه يمكنني من اكتشاف ثقافة البلد والدخول إلى منازل الناس ومجتمعاتهم. منذ لحظة وصولي، لمست انفتاح وترحيب الشعب الكويتي، وهذا أمر مميز للغاية، فرغم الروابط العائلية والثقافية مع دول أخرى في المنطقة، طوّرت الكويت ثقافة فريدة من نوعها بفضل تاريخها البحري. إنها قصة الكويتيين الذين خرجوا إلى العالم وأعادوا العالم إلى الكويت من خلال طعامهم ولغتهم لذا، عندما أدخل ديوانية بصفتي سفيرة لدولة أجنبية، فإنني ألقى ترحيباً حاراً. لقد أتيحت لي فرصة ممارسة لغتي العربية مع أن لهجتي الكويتية يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه.
• أود أن أسمع منك بضع جمل، سواء باللهجة الكويتية أم اللغة العربية. أعلم أنك درست العربية في الأردن، وقد لا تكون لغتك جيدة تماماً لكن.. هلّا رحبتِ بنا باللغة العربية؟
-هذا مثير للإعجاب.
• أنا متوترة بعض الشيء. لقد تحدثنا عن هذا. بصفتي أسترالية، فإنني أحظى بميزة أن الكثيرين حول العالم يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، لذا أشعر بخجل شديد من لغتي العربية، وأعتقد أنني بحاجة إلى العمل على تعزيز ثقتي بنفسي لكن الناس طيبون للغاية. وشيئاً فشيئاً، تتحسن حصيلة مفرداتي الكويتية، وأشكر المجتمع على دعمه في هذا الصدد.
• وأنا أرحب بك نيابة عنهم. ذكرتِ أنكِ عملت في السعودية والبحرين والأردن، والآن في الكويت. إلى أي درجة تأثرتِ ثقافياً بذلك؟
- تحدثنا عن اللغة، فقد درست الفصحى، وهي لغة جميلة جداً لكنها معقدة، وتكاد تكون رياضية في بنائها وأعتقد أنني سأظل أتعلمها طيلة حياتي لكن على المستوى الثقافي، هناك شيء مشترك بين أستراليا والمنطقة، وهو جميل حقاً، ألا وهو مركزية الأسرة ومدى أهمية وحدتها. كشخص لديه أطفال صغار، وغالباً ما يوازن بين هذه الالتزامات، فإن أسلوب الترحيب بالأطفال في المناسبات الاجتماعية جميل جداً في المنطقة لكنها منطقة ذات تاريخ مذهل وشعب رائع، والروابط قوية للغاية بين الناس فيها ونظرائهم في أستراليا. تحدثنا عن الروابط التجارية لكن حتى قبل ذلك، ومنذ قرابة 100 عام، جاء المصور الأسترالي "ألان فيلييرز" إلى الكويت لالتقاط صور للحياة البحرية في مجتمعات البلاد. هذه الروابط بين الكويتيين والأستراليين العاديين كانت هي التي حددت طبيعة علاقتنا واستمرت إلى يومنا هذا. أستراليا بلد مهاجرين، ولدينا مجتمعات قوية للغاية تربطها صلات بالمنطقة، وهذا أمر نفخر به جداً. لذا، كما قلت في البداية، فأنا فخور جداً بخدمة بلدي هنا وأشعر بفخر شديد لكوني سفيرةً لأستراليا. مثل العديد من زملائي، فقد اخترت الكويت لتكون أول محطة لي كسفيرة، وكانت تجربة رائعة. لذا، فأنا سعيدة جداً وأشعر بامتياز كبير لوجودي هنا.
• أنت أسترالية، وأعلم أن كل أسترالي يعشق التنس. انطلقت بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، وتأهل أليكس دي مينور إلى الدور التالي. من هو لاعبك المفضل؟
- هذا صعب، لن أختار لاعباً بعينه لكني أدرك حمّى التنس
• لا أريد أن أحرجك، لست ملزمة باختيار أحد.
-حمّى التنس تعمّ أستراليا حالياً، والمجتمع يساند العديد من اللاعبين. تحدثنا عن لاعب لبناني شاب هو هادي حبيب الذي يحظى بدعم كبير في صفوف الأستراليين. إنه وقت مثير من العام، وأدعو الكويتيين الذين لم يعيشوا إثارة بطولة أستراليا المفتوحة إلى تجربتها في المستقبل، فهي حدث رائع.
• أنا متأكد من ذلك. أشكرك سعادة السفيرة على حضورك ومشاركتنا هذه الآراء. شكراً لك.
-شكرا جزيلا لك، كان ذلك من دواعي سروري.
• شكراً لك.