أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري أن اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 يعكس مكانة الكويت الريادية في مجالي الثقافة والإعلام ويؤكد التزامها بتطوير المحتوى الثقافي والإعلامي بما يتماشى مع هويتها الوطنية وإرثها الحضاري.
وأوضح الوزير المطيري في المؤتمر الخاص باختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 أمس الأحد أن هذا الإنجاز يجسد الدعم والرعاية السامية لقطاعي الثقافة والإعلام من قبل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.
وأضاف أن هذا الدعم والاهتمام أسهم في تحقيق العديد من الإنجازات الثقافية والإعلامية التي تعزز المكانة الإقليمية والدولية للكويت.
وأشار إلى أن هذا التقدير يعكس الجهود المبذولة من خلال إطلاق استراتيجية وزارة الإعلام "2021 - 2026" تحت شعار "إعلام مستدام رائد في صناعة المحتوى الهادف" إلى جانب استراتيجية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "2023 - 2028" برؤية "تنمية ثقافية مستدامة وبيئة محفزة للابداع" بهدف تعزيز الهوية الوطنية والتفاعل مع الثقافات العالمية.
وبين أن اختيار الكويت جاء نتيجة تكامل الجهود الإعلامية والثقافية إذ تم منح هذا اللقب من قبل المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في المجال الثقافي ومجلس وزراء الإعلام العرب في المجال الإعلامي.
ولفت الوزير المطيري إلى أن هذه الاستضافة تعكس التزام الكويت بنشر قيم التسامح والإبداع والتنوع الثقافي وتعزز من دورها كمركز حضاري في المنطقة العربية.
وشدد على أن الاستعداد لهذا الحدث يتم عبر لجنة عليا مشتركة بين وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والتي تتولى مسؤولية تنظيم فعاليات متميزة تسلط الضوء على التنوع الثقافي والإعلامي للكويت وتشمل مهرجانات ومعارض وندوات تعكس التراث والثقافة الوطنية.
وأشار إلى أن الخطة التنفيذية للفعاليات تتضمن 98 نشاطا ممتدة على مدار 235 يوما تشمل 37 فعالية لتعزيز مكانة الكويت الثقافية والإعلامية و20 نشاطا لتشجيع الاستثمار في المشاريع الثقافية والإعلامية بالإضافة إلى مبادرات لدعم التنمية المستدامة وتعزيز الهوية الثقافية العربية.
وأعرب عن الأمل أن تسهم هذه الفعاليات في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وترسيخ مكانة الكويت كنموذج يحتذى به على المستوى العربي والدولي مقدما الشكر والتقدير لجميع الجهات المشاركة في إنجاح هذه المناسبة لتقديم صورة مشرفة للكويت على المستوى الإقليمي والعالمي.وفي رد الوزير على أسئلة الحضور أشار إلى أن دولة الكويت شاركت في الفعاليات الخارجية التي أقيمت في الدول العربية كما سيكون للدول العربية أيضا دور بالمشاركة في الفعاليات التي ستقام في الكويت. وبين أنه من خلال الـ 98 نشاطا وفعالية التي ستقام ضمن "الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025" ستكون هناك فعاليات مستدامة تحقق الأهداف التنموية المستدامة مترجمة ضمن الأنشطة المعلن عنها.
وأكد أن القطاع الخاص شريك أساسي في جميع الفعاليات سواء بالتنفيذ من خلال التعاقدات أو المشاركة من خلال المبادرات مبديا ترحيبه بهذه الشراكة لاسيما أن للقطاع الخاص دور رائد ومتميز يواكب التطلعات التكنولوجية الحديثة ويوظف التكنولوجيا الحديثة.
وأشار إلى أن أغلب العاملين في القطاعين الخاص والحكومي من فئة الشباب ما يحملنا مسؤولية كبيرة لتوفير البيئة الآمنة والممكنة لشبابنا ليكونوا مشاركين ومساهمين ومتحملين للمسؤولية وإعطائهم الثقة للابداع والابتكار. وقال الوزير المطيري إن هناك عدة فعاليات تختص بمجالات التكنولوجيا منها فعالية "الذكاء الاصطناعي" وفعالية "هنا الكويت" يوم 12 مايو المقبل على منصة "51" وكذلك مشروع الأرشيف التلفزيوني والأرشيف الإذاعي بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الرقمية التي نفخر بها وتقدم بأعلى معايير الجودة لتنفيذ على مستوى المعايير الدولية. وأكد الحرص على وجود موقع لاستقبال الافكار والمبادرات والمقترحات وذلك للاستفادة من هذه المبادرات الإبداعية والمقترحات التي تطورنا ونترجمها في خطتنا التنفيذية.
وفي سؤال حول قانون تنظيم الإعلام بين الوزير أنه على مشارف الانتهاء منه إذ سيسهم القانون بتنظيم الإعلام في معطيات كثيرة وهو أمر كان لوسائل الإعلام وجمعيات النفع العام المعنية والمختصين دور فيه وسيتم الإعلان عنه في الفترة القريبة المقبلة.
وأكد وزير الإعلام أن الدولة لا تتأثر من الحسابات الوهمية لكن قد يتأثر بعض الأفراد ويتعاملون مع هذه المواقع، وفي بعض المواقف يمكن أن يعرضهم ذلك للمساءلة القانونية، كاشفا عن قرب الانتهاء من قانون «تنظيم الإعلام» الجديد، ولافتا إلى انه لا يتضمن عقوبات بالسجن إلا في محظورين.
وبين المطيري أن «المخالفات والإجراءات والانحرافات موقعها في الحسابات الوهمية وبعض الحسابات الشخصية التي يمكن أن تتأثر بسبب قلة الوعي أو قلة الدراية في المعلومة أو المسؤولية أو فهمها للحرية المسؤولة والتعامل معها»، مؤكدا أن «الإعلام في الحسابات المرخصة والمؤسسات الإعلامية ملتزم ولديهم الحرية المسؤولة».
وأوضح المطيري «لنفرق بين القانون الذي ينظم الإعلام وبين القوانين التي تنظم الأفراد مثل قانون الجرائم الإلكترونية والنشر الإلكتروني، وقانون المطبوعات والنشر، وقانون المرئي والمسموع»، مبينا أنه فيما يتعلق بهذه القوانين فإنه «لا يوجد أي سجين إعلامي في ما يخص هذا الموضوع».
وتابع أنه بالنسبة للأفراد «قانون الجزاء هو المعني بين المتضرر والشخص الذي كان له رأي في هذا الشخص، والقضاء ينصف هذه الأطراف»، مضيفاً «في وزارة الإعلام، ارتأينا أن هناك 3 قوانين لا نحتاج إليها، نحتاج فقط قانوناً واحداً ينظمها بشكل جيد للمساهمة في تنظيم الإعلام».
وأكد المطيري «لدينا ثقة كبيرة بالتزام الإعلام الكويتي، وتعاملت مع جميع وسائل الإعلام ونسبة الالتزام تفوق 95%، ولكن مكانا آخر فيه مخالفات مثل بعض الحسابات الشخصية والوهمية، وهذه لها تأثير في قضية الإعلام وتوجهات معينة ولها آثار سلبية في مجتمعاتنا».
وأضاف: «هذا الأمر لم نتحرك فيه من فراغ، الآن لا يوجد تنظيم، والبعض يسيء استخدام الإعلام، وهناك بعض الأطراف يمكن أن يكون لهم دور لا يساهم في تطوير الإعلام، لذا لابد من قانون ينظم هذه العملية بشكل جيد ويحفظ حقوق الحرية المسؤولة والمساحة المطلوبة للجانب الإعلامي».
وقال: «نحن على مشارف الانتهاء من القانون، وسنعلن عنه في الفترة القريبة المقبلة، وسيسهم بشكل كبير في تعزيز الحرية المسؤولة وإعطاء المساحة المطلوبة وفيه عقوبات معينة واضحة الإجراء، كما أن الوسيلة الإعلامية لها الحق في الدفاع عن نفسها في القضاء».
وإذ شدد على أن «الإعلام الكويتي ملتزم، ولديهم الحرية الإعلامية المسؤولة، ورأينا تعاملهم في كل الأحداث، وحريصون على الحفاظ على مجتمعنا وتماسكه وحقوق وحريات الآخرين»، لفت المطيري إلى أنه «من خلال خلقة نقاشية سعينا لأن ننظم الإعلام، وأن لا تكون هناك عقوبة تصل إلى السجن، فلا يوجد في قانون تنظيم الإعلام الجديد عقوبات بالسجن إلا فقط في محظورين، محظور الذات الإلهية والأنبياء، والمحظور الآخر الذات الأميرية المصونة».
وأفاد بأن القانون الجديد سيساعد بشكل كبير على تعزيز الحرية المسؤولة وإعطاء المساحة المطلوبة مؤكدا ثقته الكبيرة بالتزام الإعلام الكويتي بالقانون مما يساهم في الحفاظ على هويتنا الوطنية وعلى حقوق وحريات الآخرين.
من جهته قال وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر محيسن خلال المؤتمر إنه لأول مرة تجتمع عاصمة للثقافة والإعلام العربي في عاصمة واحدة وهذا يدلل على مكانة الكويت العربية في مجالي الثقافة والإعلام.
وأوضح محيسن أن هذا الحدث لا يخص فقط وزارة الإعلام أو المجلس الوطني بل هو تشاركي داعيا الجميع الى تقديم مقترحاتهم ومبادراتهم والمساهمة في رفع مستوى الفعاليات الى ما نطمح إليه جميعا.
وأضاف أن الفعاليات الإعلامية والثقافية خلال هذه الاحتفالية ستقام على مدار العام داعيا الإعلاميين والمثقفين وأصحاب الاهتمام للمشاركة في هذه المهرجانات والفعاليات والملتقيات مثل "مهرجان يوم البحار" و"مهرجان الموسيقى العالمي".
بدوره أوضح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار خلال المؤتمر أن جزءا من أنشطة المجلس هي إقامة الأسابيع الثقافية داخل البلاد للدول الصديقة والشقيقة وأيضا أسابيع ثقافية خارج دولة الكويت.
ولفت الجسار الى أنه تم تكثيف الأسابيع الثقافية خارج الكويت هذا العام والتركيز على الدول العربية الشقيقة وبعض الدول الصديقة بحيث توطد العلاقات الثقافية معهم ونبرز البعد الثقافي الإعلامي لدولة الكويت كأهم الأمور التي ستركز عليها الفعاليات الثقافية خارج البلاد ومنها معارض الكتاب إذ سيكون لنا فيها تواجد مكثف في المرحلة المقبلة.
وأشار الى أنه سيكون هناك عدة فعاليات خاصة بالطفل هذا العام مثل إعادة مهرجان مسرح الطفل بعد توقف ليكون فعالية مستدامة في المستقبل كما سيتم التركيز على الطفل العربي ومستقبله في ظل العولمة التي نعيشها حاليا.
ونوه بمهرجان "صيفي ثقافي" الذي أقيم العام الماضي ويعنى في الغالب بالطفل والناشئة وكان تجربة ناجحة مبينا أنه سيكون هذا العام حاضرا بصورة أفضل إذ سيتم التركيز خلاله على الأنشطة والفعاليات والدورات الخاصة بالأطفال.
وأفاد الجسار بأن للاستدامة عدة أوجه منها اجتماعية وثقافية وبيئية والتي يحرص كل من الوزارة والمجلس على إيلائها اهتماما كبيرا هذا العام.
وذكر أن هناك عدة مؤتمرات ستقام ضمن فعاليات هذا العام منها مؤتمر عن الهندسة المعمارية بعنوان "بين التكنولوجيا والتحديث والهوية الوطنية" ومؤتمر "الثقافة في الكويت ما قبل النفط" ما يبرز العمق التاريخي للثقافة الكويتية بالإضافة إلى مهرجان "السينما الدولي" ما يعزز الصناعة الإعلامية والثقافية في الكويت من ناحية السينما.