الرياض – "كونا": انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد أعمال اجتماع وزاري عربي دولي موسع بشأن سوريا بمشاركة وزير الخارجية عبد الله اليحيا.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن الإدارة السورية الجديدة ووزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتركيا ولجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم كلا من مصر ولبنان والأردن والعراق.
كما شارك في الاجتماع ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كايا كالاس والمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون.
و قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي إن دول مجلس التعاون تؤكد دعم سوريا على الأصعدة كافة وفي مقدمتها تحسين الظروف المعيشية والإنسانية وتقديم الدعم الإغاثي والتنموي للشعب السوري.
وأضاف البديوي في كلمته في الاجتماع "أن دول مجلس التعاون تدعم عودة الاستقرار السياسي والأمني والتعافي الاقتصادي في سوريا وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم" إلى جانب وضع الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك وحشد الدعم الإنساني والتنموي لسوريا.
وأشار إلى المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون وحرصها المستمر على ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي لافتا إلى انعقاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ46 في 26 ديسمبر 2024 بدولة الكويت الذي بحثت فيه تطورات الأوضاع في سوريا وتأكيده على مواقفه الثابتة تجاه دعم سوريا وشعبها والمتمثلة في أهمية احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية والتصدي للإرهاب والفوضى ومكافحة التطرف والغلو والتحريض واحترام التنوع وعدم الإساءة إلى معتقدات الآخرين.
وأكد البديوي في كلمته دعم الجهود كافة للوصول إلى عملية انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق إلى الاستقرار والتنمية وأن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة والترحيب بالخطوات التي تم اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء وتحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها وقرار حل الميلشيات والفصائل المسلحة وحصر حمل السلاح بيد الدولة.
وشدد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لإيقاف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي السورية المحتلة والتأكيد على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية وإدانة قرارات الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة وما يتضمنه من انتهاك جسيم لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ودعا البديوي إلى رفع العقوبات عن سوريا لتمكينها اقتصاديا ودعوة كل الشركاء والمنظمات المعنية إلى تقديم جميع وسائل الدعم للشعب السوري الشقيق.
وأفاد بأن دول مجلس التعاون قد خرجت في اجتماع المجلس الوزاري الاستثنائي ال46 بعدة قرارات من شأنها أن تسهم بشكل كبير في دعم الأشقاء في سوريا على المستويات كافة حيث جاء أولها بتكليف وفد من مجلس التعاون بزيارة سوريا يضم وزير خارجية دولة الكويت والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للالتقاء بقيادة الإدارة السورية الجديدة ونقل رسالة دعم وتضامن مجلس التعاون مع سوريا وشعبها الشقيق في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها.
وأشار إلى أن دول مجلس التعاون تعمل على الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر دولي للمانحين بالتعاون مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في أقرب وقت ممكن لحشد الجهود الدولية لدعم مرحلة إعادة الإعمار والتنمية في سوريا تدعى إليه الدول الفاعلة في الشأن السوري وكل الأطراف المعنية لتقديم الدعم والمساندة لسوريا في جهودها لبناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري. وأكد البديوي انه قد حان الوقت لسوريا وللشعب السوري الشقيق أن ينعما بالأمن والاستقرار الذي طال انتظاره وأن تعود سوريا إلى موقعها الطبيعي في قلب المجتمعين الإقليمي والدولي حيث يجب علينا نحن شركاء سوريا أن نكون سندا لها داعمين لنهضتها واستعادة مكانتها من خلال تعزيز التعاون على جميع الأصعدة بما يسهم في بناء مستقبل أفضل للشعب السوري وللمنطقة بأسرها.