تتخطى العلاقات الأخوية الكويتية اللبنانية التي تمتد الى اكثر من قرن، حاجز الدبلوماسية لكونها مميزة في القلب والذاكرة والمصاهرة والصداقة المتينة والجوار بين اللبنانيين والكويتيين الذين يمتلكون مساكنهم في مختلف الاراضي اللبنانية من الساحل الى الجبل.
وجاءت تهنئة القيادة السياسية الكويتية للرئيس اللبناني العماد جوزيف عون بعد انتخابه من مجلس النواب لتؤكد على مدى العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين والعمل على تعزيز العلاقات والارتقاء باطر التعاون المشترك في مختلف المجالات الى افاق ارحب خدمة لمصلحتهما.
وترجع العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية الكويتية اللبنانية الى العام 1915 ، والرسمية منذ ما يقرب من 60 عاما أما الشعبية لنحو 57 عاما ومنذ ذلك الزمن البعيد لم نجد اي شائبة في العلاقات الراسخة والمتينة بين البلدين .
وتقوم الكويت دائما بدورها الفعال في خلاص لبنان من محنه،حيث ان اللجنة السداسية التي سبقت الوصول الى اتفاق الطائف الذي ابرم في العام 1989 الذي انهى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 سنة، كان يتراسها في ذلك الوقت وزير الخارجية الكويتي حينها المغفور له امير البلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد الذي بذل مساعي كبيرة جدا لحل الأزمة اللبنانية.
وتستمر الكويت في مد يد العون للبنان في وقت السلم ايضا، ونذكر هنا تمويل الكويت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام 1968 لقرض للبنان لبناء صوامع بمرفئها تتجاوز قيمته 2.73 مليون دولار ، فضلا عن إعلان الكويت استعدادها لاعادة بناء اهراءات القمح بعد انفجار اغسطس 2020.
وفي 6 نوفمبر الماضي، ووسط الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، سيرت الكويت الطائرة الإغاثية الأولى ضمن الجسر الجوي، متجهة الى مطار رفيق الحريري
وعلى متنها 30 طنا من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية لدعم القطاع الصحي في لبنان وكانت مهمة صعبة لنسور القوة الجوية الكويتية،لما اخذوه على عاتقهم من مهمة صعبة وهبوط الطائرة بسلام في المطار، وبلغ اجمالي المساعدات في هذا الجسر الجوي حوالي 180 طنا من متن 6 طائرات.
وسارع الشعب الكويتي مع الجالية اللبنانية للمساهمة في حملة "الكويت بدها سلامتكم " التي نظمتها السفارة اللبنانية أوائل ديسمبر الماضي، في تفاعل منقطع النظير ومحبة ومودة بين الشعبين الشقيقين، وخصوصا ان لبنان يعتبر قبلة للكويتيين للسياحة والاستثمار، وان كانت حرب غزة في اكتوبر 2023 وما رافقها من مواجهة عسكرية جنوبي لبنان، اثرت بشكل واضح على حركة الزائرين واحجام المستثمرين.
ولاشك انه في عهد الرئيس جوزيف عون ،ستواصل الكويت الوقوف بجانب لبنان في هذه المرحلة المفصلية ومد اليد للبنانيين للنهوض ببلدهم الشقيق وتجاوز التحديات والعقبات .
وعلى صعيد "مجلس التعاون" لم تبخل دوله في مساعدة لبنان ، حيث تقوم السعودية من خلال مركز سلمان للاغاثة في تقديم المساعدات كما تعمل المملكة في مختلف الاوقات على استقرار لبنان وسلامة اراضيه ، ولهذا جاء اعلان الرئاسة اللبنانية ، رغبة الرئيس جوزيف عون ان تكون السعودية، اول بلد في زيارته الخارجية.
كما تقدم كل دول مجلس التعاون في قمم القادة والمجالس الوزارية وغيرها كل الدعم السياسي للبنان.
كما ان المستجدات السورية كانت محل الاهتمام الكبير تركيز العيون من دول مجلس "التعاون " من خلال ذهاب كبار المسؤولين الى دمشق بصورة فردية او جماعية للقاء قائد الإدارة الجديدة احمد الشرع ، حيث زار رئيس المجلس الوزاري الخليجي ووزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا وبرفقته الامين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي ووفد رفيع المستوى سوريا واجرى محادثات مع الشرع تناولت العلاقات الخليجية السورية من جانب، ومن جانب اخر ، بحث العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وسورية، ودراسة إعادة فتح سفارة الكويت في دمشق قريبا ، وتزامن مع هذه الزيارة وصول اول طائرة كويتية تحمل مساعدات اغاثية الى الشعب السوري الشقيق.
وقد أعرب القائم باعمال سفارة سوريا لدى الكويت تميم مدني عن عميق الشكر والتقدير للكويت قيادة وحكومة وشعبا على التسهيلات التي قدمتها للسفارة السورية وجاليتها في الكويت.