قال وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إنه بفضل دعم القيادة الرشيدة تحرص وزارة الصحة على توفير أحدث الأجهزة الطبية والعلاجات المتطورة وتولي اهتماما كبيرا بتطوير الكوادر الطبية من خلال برامج التدريب والتعليم المستمر.
وذكر الوزير العوضي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر العلمي الأول لقسم الباطنية في مستشفى العدان أمس السبت أن "المؤتمر يجسد رؤيتنا الطموحة لتعزيز الابتكار والتكامل في قطاع الأمراض الباطنية ويؤكد أهمية هذا النهج ودوره في تعزيز التعاون مع المراكز الطبية الإقليمية والدولية".
واعتبر المؤتمر "فرصة فريدة" لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققها قسم الباطنية في مستشفى العدان خلال السنوات الماضية مشيرا إلى أنه شهد "تطورا ملحوظا" في تقديم خدمات صحية متميزة تضمنت إنشاء خدمة اليوم الواحد للمرضى الذين يحتاجون إلى نقل دم دوري ونشر أبحاث وإرشادات سريرية تسهم في رفع جودة الرعاية الصحية.
وأضاف وزير الصحة أنه تم إعداد بروتوكول خاص للوقاية من الجلطات الوريدية مما يعكس حرص القسم على مواكبة التوصيات العالمية مؤكدا أن هذه الجهود تعكس التزام الوزارة بتوفير رعاية متكاملة وشاملة للمرضى.
وأشار إلى أنه في إطار التطوير المستمر تم إنشاء وحدات طبية متخصصة مثل وحدة علاج مرض الشلل الرعاش "باركنسون" ووحدة السكتة الدماغية بالإضافة إلى افتتاح عيادات متعددة التخصصات من بينها عيادة اضطرابات الحركة وعيادة طب الأعصاب العيني وعيادة متخصصة في علاج اضطرابات النطق والبلع وعيادة الفسيولوجيا العصبية.
وقال إن القسم شهد أيضا تقدما ملموسا في تشخيص الأمراض النفسية والدرن باستخدام أحدث التقنيات مثل اختبار "MFBPER" بالإضافة إلى تحسين تشخيص أورام الرئة عبر المنظار الرئوي إلى جانب اعتماد التحول الرقمي الكامل في إدارة الملفات الطبية بما يشمل حجز المواعيد ومراجعة الأشعة السينية والمقطعية وتحليل نتائج المختبر مما يسهم في تسريع تقديم الخدمات ودقتها.
وأكد أن "مركز سلمان العبدالله الدبوس لأمراض القلب" قدم خدمات متميزة لما يزيد على مليون نسمة من سكان الكويت وخاصة في منطقة الأحمدي مشيرا إلى أن المركز أجرى حوالي ألفي عملية قسطرة قلبية باستخدام أحدث التقنيات العالمية مثل الموجات فوق الصوتية وزراعة الصمام الأبهري عن طريق القسطرة لأول مرة في الكويت وزراعة بطاريات القلب بتقنيات حديثة.
من جانبه قال رئيس قسم الباطنية بمستشفى العدان رئيس المؤتمر الدكتور خليل الشويكر في كلمته إن المؤتمر يعد "منصة رائدة" لمناقشة أحدث التطورات في مجال الطب الباطني وتبادل الخبرات بين الكفاءات الطبية العالمية والمحلية.
وأوضح أن المؤتمر يأتي في وقت تتسارع فيه التحديات الصحية حول العالم ولا يستعرض فقط أحدث ما توصلت إليه الأبحاث والابتكارات بل أيضا لتعزيز الجهود التعاونية في تطوير نظم الرعاية الصحية وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية.
وقال إن هذا المؤتمر "فرصة لتبادل الرؤى والأفكار ومناقشة التحديات الصحية التي نواجهها ووضع استراتيجيات مستقبلية لتحسين جودة الرعاية الصحية" لافتا إلى أنه "منصة علمية حيوية تهدف إلى تبادل المعرفة والتطورات الحديثة في مجال الطب الباطني وتعزيز التعاون بين المتخصصين بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى".
وأشار إلى الإنجازات التي حققها قسم الباطنية بمستشفى العدان في مختلف وحداته خلال الأعوام الماضية وحتى الآن مشيرا إلى إنشاء وحدة أمراض الدم الإكلينيكية وتطوير خدمات نقل الدم وخزعات نخاع العظم بالإضافة إلى وحدات متخصصة لعلاج الشلل الرعاش والسكتة الدماغية ضمن وحدة الأعصاب.
وأوضح أن القسم افتتح عيادة السمنة وأمراض الوزن الباطنية الأولى في الكويت وعزز خدمات الجهاز الهضمي من خلال المشاركة في الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان القولون وتنظيم ورش عمل بالتعاون مع خبراء دوليين.
وقال الدكتور الشويكر إن "مركز سلمان الدبوس" يعد من أبرز المراكز الطبية في الكويت حيث يخدم ما يقارب مليون نسمة مع تركيز خاص على سكان منطقة الأحمدي ويوفر خدمات شاملة تشمل القسطرة العادية والمعقدة القسطرة الهيكلية وكهرباء القلب وضعف عضلة القلب المزمن وجراحة القلب.
وأضاف أن المركز يتميز بوجود جميع هذه التخصصات تحت سقف واحد مما يسهم في تحسين رعاية المرضى وتقديم خدمات مبتكرة مثل القسطرة الأولية للجلطات القلبية الحادة وزراعة الصمام الأورطي بالقسطرة لأول مرة في الكويت بالإضافة إلى نجاح زراعة قلبين لأول مرة في البلاد.
من جهة أخرى قال الوزير العوضي إن رؤية "كويت جديدة 2035" وأهداف التنمية المستدامة "تلزمنا بالعمل الدؤوب لتحقيق مستقبل صحي مستدام من خلال تعزيز جودة الحياة وتحسين الخدمات الصحية وتطوير التكامل بين مختلف قطاعات الرعاية الصحية".
وأضاف العوضي في كلمته الافتتاحية لمؤتمر الكويت السادس للطب الطبيعي والتأهيل الطبي بعنوان "رحلة التأهيل مستمرة.. التحديثات والتوصيات الحالية" اليوم الجمعة أن تخصص الطب الطبيعي والتأهيل الطبي إحدى الركائز الأساسية في منظومة الرعاية الصحية الشاملة ويعنى باستعادة قدرة الإنسان على المشاركة الفعالة في حياته اليومية ومجتمعه.
وأوضح أن هذا التخصص يواجه تحديات صحية تشمل التأهيل بعد الإصابات الجسدية والجلطات الدماغية وإصابات الحبل الشوكي ومشكلات الشيخوخة وغيرها من حالات تتطلب رعاية متكاملة وشاملة.
وذكر أن الكويت أدركت منذ سنوات طويلة أهمية هذا التخصص وأثره في تحسين جودة الحياة ومنذ إنشاء أول مستشفى متخصص في الطب الطبيعي حققت الكويت خطوات نوعية في تطوير هذا القطاع الحيوي.
وأعرب وزير الصحة عن فخره بالمستشفى الذي يعتبر نموذجا يحتذى على مستوى المنطقة إذ حصل على شهادات دولية في جودة الخدمات الصحية المقدمة ما يعكس الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية.
وأكد أن التحديات الصحية الراهنة تتطلب استراتيجيات مبتكرة ومتكاملة وأنه وسط الزيادة الملحوظة في الأمراض المزمنة والإصابات المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة أصبح ضروريا إدماج الوقاية والتأهيل الطبي كجزء أساسي من السياسات والاستراتيجيات الصحية الوطنية.
وبين أنه من هذا المنطلق أطلقت وزارة الصحة العديد من المبادرات الهادفة إلى توسيع نطاق خدمات الطب الطبيعي والتأهيل الطبي ومن أبرز هذه المبادرات برنامج الرعاية اليومية "Daily Care" الذي يوفر للمرضى علاجا مكثفا دون الحاجة للابتعاد عن أسرهم ومجتمعهم.
وأفاد بأن هذا البرنامج امتد ليشمل مستشفيات الجهراء والفروانية والعدان مما يعكس التزام الوزارة بتقديم خدمات صحية عالية الجودة تتماشى مع احتياجات المواطنين والمقيمين.
وقال الوزير العوضي إن الوزارة تعمل على إنشاء مستشفى جديد بسعة أكبر لتلبية الطلب المتزايد على خدمات التأهيل الطبي ما يعزز من كفاءة وقدرة المنظومة الصحية في البلاد.
من جانبه قال رئيس الهيئة الطبية بمستشفى الطب الطبيعي والتأهيل الصحي رئيس مجلس أقسام الطب الطبيعي والتأهيل رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور جمال محمد إن رعاية وزير الصحة للمؤتمر تعتبر من وجوه الدعم المتواصل والاهتمام بالقطاع الصحي من أجل استمرار إنجازات الرعاية الصحية وتعزيز دور الوزارة في تقديم برامجها وتحقيق خططها.
وأكد الدكتور محمد أن الكويت إحدى الدول الرائدة والمؤسسة لتخصص الطب الطبيعي والتأهيل في منطقة الخليج والوطن العربي في وقت يعتبر مستشفى الطب الطبيعي والتأهيل أحد أقدم المستشفيات بمفهومه الشامل من خلال تكوين فريق التأهيل الطبي المتعارف عليه بين الأوساط المتخصصة في المنطقة الذي قدم نموذج التأهيل الطبي العالمي.
وذكر أن الكويت كانت رائدة تاريخيا في اعتماد وتكوين هذا التخصص في المنطقة ومازالت تعمل جاهدة على أن تكون رائدة في وقتنا الحاضر من خلال تطور كيفي وكمي للخدمات المقدمة إذ تقدم أقسام الطب الطبيعي والتأهيل خدماتها من خلال أقسام طبية منتشرة في مختلف مستشفيات الوزارة إضافة إلى النقلات النوعية التي طرأت على الخدمات المقدمة.
وبين أن المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يمثل أهمية خاصة بإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات العلمية لتحقيق خدمة طبية متميزة علاوة على أنه إحدى حلقات تطوير واستمرار منظومة التعليم الطبي المستمر ما يتيح تقديم الرعاية المبنية على الأدلة والبراهين العلمية لخدمة المرضى.