باحتفال مميز كالعادة، وأجواء روحانية جميلة وتراتيل للميلاد ، احتفلت الكنيسة القبطية المصرية في الكويت مساء أمس الأول بعيد الميلاد المجيد، كما استقبلت صباح امس حشودا من السفراء والدبلوماسيين وكبار الشخصيات ورجال الدين الإسلامي والمسيحية، وجماهير غفيرة من شعب الكنيسة ، إضافة إلى المهنئين من المسلمين.
وألقى السفير المصري أسامة شلتوت كلمة هنأ من خلالها كهنة وشعب الكنيسة القبطية المصرية بعيد الميلاد المجيد، قائلا : " يشرفني بداية ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد أن أنقل لكم تحية وتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واسمحوا لي أن أقرأ عليكم كلمته بهذه المناسبة ونصها:
يسعدني أن أبعث إليكم بأخلص التهاني القلبية وأصدق التمنيات بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأغتنم هذه المناسبة الطيبة، كي أعرب عن أمنياتي لكم بدوام التوفيق والنجاح، داعيًا الله تعالى أن يجعله عيدا سعيدا مباركا، وأن يعيده عليكم بكل الخير والسعادة، وأن ينعم على مصرنا بدوام الرقي والرخاء وكل عام وأنتم بخير."
وفي كلمته توجه السفير شلتوت بإسمه ونيابة عن كافة أعضاء السفارة المصرية في الكويت، بخالص التهنئة القلبية إلى بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، ولكم أقباط مصر الأرثوذكس بهذه المناسبة مع خالص الأمنيات بدوام السكينة والسرور داعين اللّٰه أن يعيده علينا وعلى مصرنا الحبيبة والكويت الشقيقة بالخير والامن والسلام، مستلهمين في ذلك تعاليم السيد المسيح الداعية إلى إعلاء قيم التسامح والمحبة.
واضاف شلتوت؛نحتفل اليوم ، ونبدأ عاماً جديداً يشهد على الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن، وعلى نموذج فريد لمعاني الانسانية التي تجسدها دولة الكويت الشقيقة للتعايش والحريات الدينية بين مختلف شعوب العالم، لتستحق بصدق لقب "كويت الإنسانية"، ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالتهنئة الى مقام سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد، والى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ، وسمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، بمناسبة العام الجديد.
وتابع: كما أود أن أنتهز هذه المناسبة لأتقدم بجزيل الشكر لقيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الاحمد الحكيمة ورعايته لأبناء الوطن، متمنياً لسموه موفور الصحة والعافية لما فيه خير الشعبين الشقيقين.
على الصعيد نفسه، وفي كلمته التي ألقاها خلال قداس العيد ،أعرب راعي كاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول الأنبا بيشوي عن تمنياته للكويت بالرخاء والازدهار ولقادتها وحكومتها وشعبها الطيب بالخير والنماء ، مقدما الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على مشاعره الطيبة وكلمته المهنئة للمسيحيين بالخارج والتي قرأها السفير أسامة شلتوت.
وأعرب القمص بيجول الأنبا بيشوي عن شكره الوافر والكبير لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد لرعايته السامية لقيم التآخي، ووصفه بأنه رجل الحكمة والتنمية، مقدما لسموه أصدق التهاني بمناسبة مرور عام على توليه سدة الإمارة ومقاليد الحكم،مؤكدا أن الكويت بدأت مع سموه عهدا جديدا من مراحل التطور والنمو والنهضة، متمنيًا من الله أن يحفظ سموه بعظيم رعايته وكريم عنايته قائدا ووالدا لأهل الكويت الأوفياء وجميع المقيمين فيها، وأن يعيد الله هذه المناسبة أعواما كثيرة وأزمنة مديدة وسموه يرفل بأثواب الصحة والعافية.
كما تقدم القمص بيجول بالشكر والتحية إلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ، وذكر أن سموه صاحب مسيرة مشهودة وحافلة بالإنجازات والنجاحات، وكفاءته على مستوى الأصعدة مشهود بها، متمنياً لسموهما، وللحكومة الكويتية بقيادة سمو الشيخ أحمد العبدالله الخير والسداد.
ووجه راعي الكاتدرائية المرقسية الشكر إلى كل من أرسل التهاني بهذه المناسبة من الشيوخ والوزراء ورجالات الدولة وكبار المسؤولين، ومن البعثات الدبلوماسية داخل الكويت وخارجها، وكذلك من أساتذة الجامعات، ومن رجالات الدين ورجال الأعمال والروابط، ومن شخصيات مجتمعية رفيعة.
وفي عظته بهذه المناسبة التي كان موضوعها "السلام.. كيف نعيشه رغم المشاكل؟" قال: مع الأحداث التي تحيط بنا والأخبار المثيرة كيف نعيش في سلام؟ واستدرك بالقول أن السلام كنز داخل الإنسان لا ينبغي أن يفرط فيه، وأن كل منا يستمد سلامه من الداخل وعليه ألا يسمح بالتشاؤم والقلق أن يتمكنا من وجدانه، وقدم بيجول "روشتة" لحفظ الإنسان على سلامه؛ ومنها ألا يستمد سلامه من المحيطين به لأنهم إن اضطربوا يضطرب معهم، والعكس، وأن يخضع الإنسان الظروف لمشاعره، مذكرا بأن من يريد أن يعيش في سلام عليه أن يوسع قلبه، ويعمق فكره ، وألا ينشغل بالمشكلة بل بحلها، وألا ييأس بل يمتلئ بالرجاء وأن يتذكر في كل وقت قدرة الله على حل المشكلة مهما تعاظمت، لافتا إلى أن لكل مشكلة فوائد، وأن من يصمد أمام المشاكل يزداد قوة، وأن المشاكل تعلمنا الاقتراب لله وتعلمنا الرجاء والإيمان وتعلمنا الصبر والاحتمال وتعلمنا الحكمة.
لم يفت القمص بيجول أن يجدد التحية لقيادات ورجالات الداخلية بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف ، ووكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم النواف، وكل قيادات الوزارة ورجالات الأمن العام والمرور والنجدة لما يقدمونه من جهد مخلص في تأمين كافة الاحتفالات، كما وجه الشكر إلى محافظ حولي علي سالم الأصفر ومدير أمن حولي العميد صالح العازمي ورجال أمن حولي، وكذلك كل قطاعات الدولة والأجهزة الإعلامية.
وفي ختام كلمته قال القمص بيجول: "أود في هذه المناسبة بملء الرجاء والأمل والتفاؤل أن أعبر باسم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، وأخوتي كهنة الكاتدرائية المرقسية في الكويت ،عن كل الأمنيات الطيبة بأن يعيد الله على الجميع هذه الأعياد بالخير والبركة والسلام".