العدد 5072 Sunday 05, January 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
ختام «أسطوري».. البحرين بطلة والكويت «أروع تنظيم» الأمير وولي العهد ثمنّا التفاعل الجماهيري الكبير : خالص الشكر والتقدير لكل الجهات المشاركة بالإعداد للبطولة قانون إقامة الأجانب يدخل حيز التنفيذ اليوم سوريا : فلول نظام الأسد في قبضة القيادة الجديدة البحرين بطل «خليجي زين 26» للمرة الثانية في تاريخه سمو الأمير: خالص الشكر للوزارات والجهات الحكومية المشاركة في الإعداد للبطولة وزيرة الأشغال : ملف صيانة الطرق من أولويات القيادة السياسية الحويلة تفقدت مركز تأهيل ذوي الإعاقة في الصباحية غوفان لـ : العلاقات الفرنسية-الكويتية جذورها ضاربة في التاريخ «سبيس إكس» تبدأ أول تجربة لنشر 10 نماذح أقمار اصطناعية أزرق اليد إلى كرواتيا للمشاركة في كأس العالم عظام وبقايا لباس طفت.. مقبرة جماعية تتكشف جنوب سوريا 41 شهيدا وقصف مكثف على مناطق وسط وشمال قطاع غزة معارك في الخرطوم بحري وتنديد بقصف مخيمات النازحين بدارفور "الشال" : قانون الضريبة على الكيانات متعددة الجنسية يحد من محاولات "التكسب السياسي" انطلاق "هوريكا الكويت الـ 13" بشراكات عالمية بأرض المعارض "بيتك" يتوّج موظّفيه الفائزين بـ "جائزة الابتكار" «صمت» الكويتية تعرض في الدورة الخامسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح «الدشاش» تصدر شباك التذاكر بمصر ويعرض في الخليج الخميس المقبل حسين الجسمي يحيي حفلا غنائيا في القرية العالمية بدبي مساء اليوم

محليات

غوفان لـ : العلاقات الفرنسية-الكويتية جذورها ضاربة في التاريخ

أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفيه غوفان أن العلاقات الفرنسية-الكويتية جذورها ضاربة في التاريخ، مشيرا إلى أنها بدأت منذ حوالي ثلاثة قرون، لتشهد العديد من العلامات الفارقة واللحظات الحاسمة في تاريخ هذه العلاقة.
وأضاف غوفان خلال لقائه في برنامج السفير الذي يذاع عبر أثير قناة الصباح أن الجنود الفرنسيين قاتلوا إلى جانب الجيش الكويتي من أجل تحرير البلاد، في حرب تحرير الكويت، مبينا أنها كانت لحظة تاريخية، وما تزال حتى الآن تترك أثراً إيجابياً على العلاقات بين البلدين لكننا نتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي. وما نحاول القيام به هو تطوير تعاوننا في المجالات كافة ذات الاهتمام المشترك.
وذكر أن فرنسا لديها تعاون كبير مع الكويت في مجال التعليم، وهو المجال الأكثر أهمية،منوها إلى أنه سيكون سعيداً إذا تمكنا من مضاعفة عدد الطلاب الكويتيين أو الوصول إلى 3 أضعاف عدد الطلاب الذين يذهبون إلى فرنسا للدراسة كل عام.
وبين غوفان أن فرنسا لديها تقنيات وشركات متطورة في كل القطاعات التكنولوجية ويمكنها تزويد الكويت بالخبرات. وإذا وضعنا في اعتبارنا هاتين الخطتين، رؤية الكويت 2035 وفرنسا 2030، فيمكننا أن نفكر في الاستثمارات المتبادلة.
وأشار إلى أن فرنسا لديها علاقة عسكرية عميقة مع الكويت، بل إنها علاقة عسكرية استراتيجية. الكويت تقع في بقعة استراتيجية مهمة للغاية من العالم تواجه حالياً العديد من التحديات والاضطرابات الإقليمية. نحن نتشارك مع الكويت خريطة طريق قوية ومتينة للغاية لأنها تستند إلى اتفاقية الدفاع العسكري الموقعة عام 1992.
وإلى تفاصيل اللقاء...
• سعادة السفير، أشكرك على وجودك معنا
-شكراً لكم، وأهلاً بكم في مقر إقامة السفير الفرنسي في الكويت
يسعدنا ذلك. أود أن أبدأ بالعلاقات الكويتية- الفرنسية، والجوانب التي تعتقد أنها تحتاج أكثر من غيرها إلى تعزيز التعاون فيها.
• أشكرك على هذا السؤال لأنه يسمح لي بإطلاعك على إطار هذه العلاقة وتاريخها ثم البناء على منظورها المستقبلي. بالنسبة إلى نشأة هذه العلاقة، فهي سر متانتها، لأن جذورها ضاربة في التاريخ، فقد بدأت منذ حوالي ثلاثة قرون، لتشهد العديد من العلامات الفارقة واللحظات الحاسمة في تاريخ هذه العلاقة، خاصة حرب تحرير الكويت التي قاتل خلالها الجنود الفرنسيون إلى جانب الجيش الكويتي من أجل تحرير البلاد. لقد كانت لحظة تاريخية، وما تزال حتى الآن تترك أثراً إيجابياً على العلاقات بين البلدين لكننا نتطلع إلى المستقبل، وليس إلى الماضي. وما نحاول القيام به هو تطوير تعاوننا في المجالات كافة ذات الاهتمام المشترك. وأود أن أبدأ بالتعليم لأنه المجال الأكثر أهمية لأنه منظور طويل الأمد. عندما يذهب طالب كويتي للدراسة في فرنسا، فسيكون لهذا تأثير على حياته طوال جيلاً أو جيلين أو ثلاثة، وسيتعلم أطفاله اللغة، وربما يزورون فرنسا، ويعودون إلى الكويت وقد تعرضوا للثقافة الفرنسية. إنني أعمل بجد مع فريقي فيما يتعلق بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في الكويت لتعزيز أطر التعاون في هذا المجال. سأكون سعيداً إذا تمكنا من مضاعفة عدد الطلاب الكويتيين أو الوصول إلى 3 أضعاف عدد الطلاب الذين يذهبون إلى فرنسا للدراسة كل عام. عندما أتحدث عن الدراسة في فرنسا، فهي ليست مجرد دراسة الأدب أو التاريخ الفرنسيين بل هي دراسة في مجالات ذات تنافسية عالية مثل التجارة والهندسة والذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير. لدينا اليوم العديد من المجالات والتخصصات التي لا تقدم مناهج باللغة الفرنسية فحسب بل باللغة الإنجليزية كذلك. لذا، فهي فرصة للطلاب الكويتيين الراغبين بالذهاب إلى فرنسا ولا يتحدثون اللغة، فما يزال بإمكانهم الدراسة في فرنسا والعودة بخبرة ومعرفة في مجال محدد، وأعتقد أن هذا مجال واعد للغاية لتعزيز التعاون. هذا هو الجانب الأول ثم أعتقد أن بإمكاننا القيام بالمزيد على صعيد الأعمال والاقتصاد.
• هذا ما كنت سأسألك عنه، الاستثمارات الكويتية. ما هي خطط فرنسا لجذب المزيد من الاستثمارات الكويتية؟
-هذه أولوية مهمة للغاية بالنسبة إلي، وأود أن أوضحها في منظورها صحيح. تملك الكويت رؤية 2035، ولدينا في فرنسا خطة لعام 2030 لتعزيز الاقتصاد الفرنسي وجعله مواكباً للتحديات العالمية. فما الذي نتحدث عنه؟ نتحدث هنا عن التحول البيئي والتكنولوجي والرقمي، والتحول في مجال الطاقة. لدينا تقنيات وشركات فرنسية متطورة في كل هذه القطاعات يمكنها تزويد الكويت بالخبرات. وإذا وضعنا في اعتبارنا هاتين الخطتين، رؤية الكويت 2035 وفرنسا 2030، فيمكننا أن نفكر في الاستثمارات المتبادلة، بما يشبه التلقيح المتبادل، لجلب المزيد من الاستثمارات والخبرات الفرنسية إلى الكويت، والمزيد من الاستثمارات الكويتية إلى فرنسا. هناك مساحة للتعاون الرحب والتطلع إلى المستقبل
• هناك جزء ثالث لا يقل أهمية عما ذكرته، وهو التعاون الدفاعي. الكويت دولة تعيش في منطقة تموج بالصراعات في كل مكان، وتحتاج إلى تعزيز قواتها المسلحة. ما هو دور فرنسا في مساعدة الكويت على المضي قدماً في هذا المجال؟
-ستكون إجابتي من شقين، الأول هو الشق العسكري. أنت محق، فلدينا علاقة عسكرية عميقة مع الكويت، بل إنها علاقة عسكرية استراتيجية. الكويت تقع في بقعة استراتيجية للغاية من العالم تواجه حالياً العديد من التحديات والاضطرابات الإقليمية. نحن نتشارك مع الكويت خريطة طريق قوية ومتينة للغاية لأنها تستند إلى اتفاقية الدفاع العسكري الموقعة عام 1992. بالنسبة إلى فرنسا، كانت تلك أول اتفاقية توقعها مع دولة خليجية، أي أننا ومنذ عام 92، بعد حرب التحرير مباشرة، نعمل بشكل وثيق للغاية مع السلطات العسكرية الكويتية في جميع المجالات. هذه العلاقة العسكرية تشمل التوريد بالطبع، وكذلك التبادلات العسكرية رفيعة المستوى والتدريبات العسكرية المشتركة التي تكون أحياناً واسعة النطاق جداً. سأعطيك مثالاً. في بداية نوفمبر، أقمنا هنا في هذا المقر، احتفالاً بذكرى هدنة 1918. في تلك الذكرى، دعوت العديد من كبار الضباط الكويتيين. وذهلت حين رأيت الكثير منهم يتحدثون الفرنسية. لماذا؟ لأنهم تلقوا تدريبهم في فرنسا أو مع الجيش الفرنسي. هذا مجرد مثال لكنه يظهر كذلك هذا الجانب من تعاوننا. أخبرتك أن إجابتي ستكون من شقين، أولهما عسكري بحت، والثاني هو الرؤية الاستراتيجية. تتقاسم الكويت وفرنسا رؤية مشتركة للمنطقة تقوم على الاستقرار والسلام والتعاون، وهذا يعني أننا نناقش معاً القضايا الإقليمية، ونناقش الأزمات، ونتحدث عن لبنان وغزة وسوريا والعراق، وكل الأزمات الإقليمية. إنها أمور نناقشها معاً على المستوى الاستراتيجي والدبلوماسي والسياسي.
• هذا يأخذنا إلى منطقة الخليج بشكل عام بعد أن تحدثنا عن الكويت. كيف تتصور مستقبل العلاقات الفرنسية الخليجية؟
-أعتقد أن هناك جانبين أيضاً في هذا المحور، الأول هو المستوى الوطني. تحظى فرنسا بعلاقات قوية مع جميع دول الخليج العربي. والكويت دولة ذات أهمية للأسباب التاريخية التي ذكرتها آنفاً. لذا سنواصل الحديث عن العلاقات الثنائية مع هذه الدول لكن هناك جانب ثانٍ، وهو المستوى الأوروبي. مؤخراً، عُقدت أول قمة بين رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في أكتوبر، وكانت سابقة من نوعها، أي أنها مجال واعد للغاية للتعاون بين أوروبا ومجلس التعاون الخليجي. هناك الكثير من الأمور التي يمكننا القيام بها على مستوى الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
• لنتحدث عن القضية الملحة المتمثلة في الحرب على غزة. أود أن أسألك عن نظرة فرنسا إلى ما يحدث في غزة، والحرب المستمرة منذ 15 شهراً. كيف ترى فرنسا نهاية هذا الصراع؟
-أولاً، إنها مأساة، ولا يمكننا أن نبقى صامتين حيالها. ولهذا السبب، دعت فرنسا مع الكويت ودول أخرى والولايات المتحدة وغيرها مراراً وتكراراً، إلى وقف إطلاق النار. ما نطلبه اليوم هو وقف فوري ودائم لإطلاق نار لأن هناك حاجة إنسانية ملحة. إنها حالة طوارئ قصوى. علينا بعدها أن نعمل معاً لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، فنحن نواجه العديد من العقبات. كما يتعين علينا أن نعمل بشكل وثيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ونطالب السلطات الإسرائيلية بعدم تجريم أونروا لأنها شريك أساسي في المساعدات الإنسانية التي يمكننا تقديمها للشعب الفلسطيني. من المهم للغاية أن نعمل معاً لتيسير التوصل إلى حل سياسي يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، ويسمح بصورة أساسية بقيام دولة فلسطين لتعيش في سلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل
• إذاً أنتم تدعون إلى حل الدولتين؟
-حل الدولتين هو ما ندعو إليه. وفي يونيو، سوف نعقد مع السعودية مؤتمراً دولياً يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في فلسطين وغزة
• لننتقل إلى سوريا. بعد انهيار نظام الأسد، ومع بداية عصر جديد في سوريا، ما هو الدور الذي تخطط فرنسا للعبه في مستقبل سوريا؟
-في آخر المسجدات، وقبل بضعة أيام فقط، بدأت أول بعثة لدبلوماسيين فرنسيين عملها في سوريا لأول مرة منذ أكثر من 12 عاماً. كما تعلمون، فنحن قطعنا علاقاتنا الدبلوماسية مع النظام السوري بسبب المجازر المروعة التي ارتكبها. وبالتالي، لم تكن لدينا أي علاقة بما حصل هناك، فقد كانت السفارة مغلقة. للمرة الأولى منذ 12 عاماً، حضرت بعثة دبلوماسية فرنسية في سوريا.
• وهل استأنفت عملها بشكل طبيعي؟
-ليس بعد. لقد رفعوا العلم، وهذا رمز له دلالته، وعقدوا اجتماعات مع ممثلي السلطة الانتقالية السورية وممثلي المجتمع المدني والأقليات والمدن والنساء لأن ما نؤكد عليه الآن هو الحاجة إلى انتقال سياسي سلمي للسلطة في سوريا يشمل جميع مكونات المجتمع السوري من النساء إلى الأقليات العرقية والدينية وكل مكونات المجتمع السوري. هذا الانتقال يجب أن يستند إلى قرارات مجلس الأمن مثل القرار 2254. لذا، فنحن ننتظر لنرى التقدم الذي سيتم إحرازه في هذا الاتجاه. وبعد ذلك، وبناءً على ما سيحدث على الأرض سياسياً وأمنياً، فسندرس نوع المشاركة التي يمكننا أن نسهم بها في سوريا لكن الرسالة الأهم هي أن فرنسا تقف إلى جانب الشعب السوري، تماماً كما دعمته طوال تلك الفترة الرهيبة التي مر بها.
• لننتقل إلى فرنسا. للمرة الأولى منذ عام 1962، يطيح البرلمان بالحكومة. وسيشكل رئيس الوزراء فرانسوا بايرو الحكومة الجديدة. في ظل الاضطرابات التي تشهدها فرنسا، هل تعتقد أنه قد يكون له تأثير سلبي على السياسة الخارجية الفرنسية في أوروبا؟
-لن أسميها اضطرابات سياسية بل هي عملية ديمقراطية، وهكذا تجري الأمور. في دستورنا، هناك مصدران رئيسان للسلطة، هما الرئيس الذي ينتخبه المواطنون الفرنسيون كل 5 سنوات، والبرلمان الذي يمثل الجانب الديمقراطي لأن الشعب ينتخب أعضاءه. ثم هناك الحكومة التي أمثلها في الكويت، وكذلك الرئيس. هذه الحكومة مسؤولة عن إدارة شؤون البلاد وعن العلاقات مع البرلمان. لذا، هناك علاقة محددة بين الحكومة والرئيس، والبرلمان والشعب، وهذه هي آلية النظام الدستوري في فرنسا. لذا، فهذا جزء من العملية الديمقراطية. هناك قيادة ثابتة ومستقرة في فرنسا، وأعني بها الرئيس الذي يدير البلاد منذ حوالي سبع سنوات بعد انتخابه لأول مرة في 2017. في نظامنا، يتمتع الرئيس الفرنسي بصلاحيات محددة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وبالتالي فهو يجسد استمرارية فرنسا من خلال مختلف الحكومات أو الانتخابات، لذا فإن للحكومة ورئيس الوزراء نفسه دوراً مهماً للغاية في هذا المجال. السيد بايرو هو رئيس الوزراء بالنسبة لي ولعموم الشعب الفرنسي، وسيقود الحكومة الجديدة. وسوف يتم تعيين وزير خارجية فرنسي جديد يتولى تنفيذ هذه السياسة. لذا أطمئنكم إلى أن هناك استمرارية تامة للمؤسسات الفرنسية، وللسياسة الخارجية الفرنسية.
• أود أن أسأل عن الرئيس دونالد ترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير. كلما تعامل ترامب مع أمر ما، فإنه يثير الكثير من علامات الاستفهام. هل تعتقد أن عودته قد تؤثر على فرنسا بأي شكل من الأشكال؟ هناك مشكلة مع كندا الآن، على سبيل المثال. هل تعتقد أن الأمور ستسير بسلاسة بين فرنسا والولايات المتحدة مع عودته إلى البيت الأبيض؟
-الأمر الأكثر أهمية هو أن الولايات المتحدة لطالما كانت حليفاً وثيقاً بل وصديقةً لفرنسا منذ أن ذهب لافاييت إليها وساعد الشعب الأمريكي في نضاله من أجل الاستقلال. لقد مرت هذه الصداقة بالكثير من الأحداث، فقد خضنا معاً حربين عالميتين، وساعدَنا الأميركيون بفضل جيشهم وشجاعة جنودهم، في الحفاظ على سيادتنا وحريتنا. وهذا أمر بالغ الأهمية في علاقتنا. وهذا يعني أننا سنولي أهمية كبيرة للتعاون مع الرئيس الأميركي، أياً كان من سيتولى الرئاسة. والرئيس الآن هو دونالد ترامب، ونحن حريصون على التعاون والعمل معه. لقد كان الرئيس الفرنسي من أوائل الزعماء الأوروبيين الذين هنأوه بإعادة انتخابه كما حضر الرئيس ترامب حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس، وكانت هذه فرصة أيضاً للرئيسين لمناقشة الأمور معاً. علاقتنا قوية جداً مع الرئيس ترامب ومع أمريكا، وهذا الأمر سيستمر. الأمر المهم الآخر من جانب فرنسا وأوروبا هو تعزيز سيادتنا وقدراتنا العسكرية والاستراتيجية والاقتصادية والتكنولوجية لأننا نحتاج إلى أن تكون أوروبا أكثر استقلالية وتعتمد على قواتها الخاصة. وهذا ما يدعو إليه الرئيس الفرنسي ماكرون باستمرار منذ 7 سنوات، وهو بناء دفاع أوروبي مشترك، وبناء قدرات تكنولوجية مشتركة في جميع المجالات، فبهذه الطريقة سنتمكن من إقامة علاقة شراكة.
• عملت مستشاراً سياسياً في دولتين على طرفي نقيض هما طهران وواشنطن، وهما بلدان مختلفان تماماً. كيف ساهم العمل في بيئتين متناقضتين للغاية في صقل خبرتك كمستشار سياسي؟
-أشكرك على إثارة هذه النقطة لأن هاتين التجربتين كانتا مهمتين للغاية بالنسبة لي في حياتي المهنية والشخصية. من وجهة النظر المهنية، وجدت بينهما قاسماً مشتركاً بالنسبة لي كدبلوماسي، فكلاهما يثير قضاياً استراتيجية دولية بالغة الأهمية. لذا، فكونك دبلوماسياً في واشنطن وفي طهران يمثل تحدياً لأسباب مختلفة من المنظور المهني لأن هناك الكثير على المحك. عندما كنت مستشاراً دبلوماسياً في السفارة الفرنسية في طهران، كنت مسؤولاً بشكل خاص عن الشؤون الإقليمية، أي الشرق الأوسط، وعن الملف النووي، أي انتشار الأسلحة النووية وما إلى ذلك، وهي قضايا استراتيجية للغاية. وفي واشنطن، كنت مسؤولاً أيضاً عن الشرق الأوسط. وكنت مراسلاً للسفارة الفرنسية في الشرق الأوسط. كما عملت دبلوماسياً تبادلياً في وزارة الخارجية الأميركية لعام واحد، وكان ذلك أيضاً في الشرق الأوسط. لذا فهناك نوع من الاستمرارية، رغم المعارضة التي ذكرتها. كانت إيران تجربة رائعة لأنها بالنسبة للدبلوماسيين الأوروبيين تجربة منعشة للغاية، وتجربة غير متوقعة بمعنى أنها كانت فرصة لاكتشاف البلد والحضارة والثقافة الغنية واللغة، فقد تعلمت اللغة الفارسية، وأستطيع التحدث بها. لقد كانت عملية محمومة لاستكشاف الثقافة والتعرف على السكان المحليين، وهو أمر رائع. كانت تجربة أميركا، وبالتحديد واشنطن العاصمة، رائعة بالنسبة لي، حتى على الصعيد الشخصي، لأنها كانت ودودة للغاية. الشعب الأميركي شعب يسهل التعامل والتواصل وبناء العلاقات معه
• هذه تجربتك الأولى في العمل سفيراً، وفي اجتماع سابق معك أخبرتني أنك أردت أن تكون الكويت محطتك الأولى كسفير. لماذا اخترت الكويت؟
-أولاً، كما أخبرتك، فقد عملت على نطاق واسع في الشرق الأوسط لكن لم تكن لدي أي خبرة في العمل الدبلوماسي في دولة خليجية عربية، فقد كنت على الجانب الآخر من الخليج. لذا، أردت اكتساب هذه الخبرة. والكويت تحديداً تحظى بمكانة متميزة لوجهة للتعلم للدبلوماسيين لأنها، وهذه سمعة حقيقية ومستحقة، وأؤكدها من خلال هذا اللقاء، دولة منفتحة للغاية. إنها دولة ودودة للغاية بالنسبة إلى الأجانب سواء الدبلوماسيون وسواهم. لذا، كدبلوماسي، تتاح لك هنا فرصة رائعة لتكوين صداقات مع السكان المحليين بسرعة وسهولة فائقتين. ويمكنك الذهاب إلى الديوانيات التي تعد شكلاً فريداً للغاية من أشكال الديمقراطية، ولا تجدها في مكان آخر، وتدعوك العائلات الكويتية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معها في المخيم الربيعي في الصحراء أو على متن القارب في الصيف أو أي مكان آخر. تشعر بأنك موضع ترحيب، وهذه فرصة فريدة لاكتشاف البلد من الداخل، فهي تمنحك نظرة ثاقبة عن البلد دون عناء. وهذا مهم جداً بالنسبة للدبلوماسي لأنه لا يجب أن يظل منعزلاً، فأنا لا أريد أن أكون دبلوماسياً يتعامل فقط مع الدبلوماسيين الآخرين بل أريد أن أكون على تواصل مع الثقافة والسكان المحليين
• كونك دبلوماسياً يعني فقدان جزء كبير من حياتك الشخصية. كيف توازن بين حياتك الشخصية وواجباتك الدبلوماسية؟
-يجب أن تسأل زوجتي! هذا التوازن صعب للغاية، والمزج بين الأمرين شبه مستحيل لأن الوظيفة تتطلب الكثير من الجهد خاصة كسفير جديد يعيش أيامه الأولى هنا. عليك أن تعمل منذ الصباح الباكر إلى وقت متأخر من المساء، وعليك أن تزور الجميع وتتحدث إلى الناس، وتشارك في المؤتمرات، وتلبي الدعوات في المناسبات الاجتماعية. إنها وظيفة تتطلب الكثير من الجهد. أحاول تخصيص بعض الوقت لحياتي العائلية مع زوجتي، وكذلك لهوايتي، فأنا أعزف على البيانو، وقد عملت مدرساً للبيانو. وعندما تتاح لي نصف ساعة أو حتى خمس دقائق في وقت متأخر من الليل، فإنني أحاول عزف الموسيقى الكلاسيكية
• أتساءل، سعادة السفير، عمّا إذا كانت هناك شخصية بعينها لعبت دوراً كبيراً في مسيرتك الدبلوماسية أو في حياتك الشخصية؟ هل هناك من ترك أثراً في حياتك؟
-كمواطن فرنسي ودبلوماسي، أقول إن الشخصية الأكثر إلهاماً بالنسبة إلي هي الجنرال شارل ديغول. منذ طفولتي المبكرة، كان والدي وعائلتي يتحدثون عنه، وفي المدرسة تعلمنا الكثير عنه. وفي سنين مراهقتي وعند التحاقي بالجامعة، أردت أن أعرف المزيد عنه ثم بات أيقونة تعلقت بها بشدة لأسباب ملموسة، فقد كان ناضل ضد الاحتلال حين كانت فرنسا تخوض غمار الحرب العالمية الثانية. لذا، كان يجسد المقاومة ضد الاحتلال. وهذه مسألة مفهومة ولها صداها في الكويت. كما ديغول شخصية مهمة للغاية فيما يتعلق بسيادة فرنسا واستقلالها ووحدتها. لذا، لم يتعلق الأمر بالمقاومة فحسب بل تعلق أيضاً بالبناء المشترك للمستقبل كأمة مستقلة ذات سيادة. وهذه رسالة قوية تحاول السلطات الفرنسية حتى اليوم إيصالها إلى العالم وأوروبا. وهذا في الواقع أمر نتشارك فيه مع الكويت. حين قرأت سيرة الشيخ مبارك الصباح، أثارت إعجابي كثيراً لأنني رأيت كيف ركز على بناء استقلال وسيادة الكويت، تماماً كما فعل الجنرال ديغول. في هذه الصورة إلى يساري، تشاهد الجنرال ديغول مع الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، ولي عهد الكويت آنذاك. التقطت هذه الصورة في عام 1969، وإلى يسارها، تشاهد السفير الفرنسي في الكويت آنذاك. لقد أجروا عدة مناقشات فيما بينهم، وأستطيع من خلال قراءة نصوص تلك المناقشات، أن أخبرك أنهم تناولوا كل القضايا المتعلقة بكيفية بناء وتعزيز سيادة بلدينا، وكيفية ضمان استقلالهما. وهذا أمر مهم جداً ومثير للاهتمام، ولا شك أنه يحمل ذات التأثير في الكويت.
• بالتأكيد. أشكرك جزيل الشكر سعادة السفير. للأسف لم يبق لي وقت. أنا سعيد جداً بإجراء هذا الحوار معك. أهذه أول مقابلة تجريها كسفير في الكويت؟
- إنها بالفعل أول مقابلة لي، لذا أشكرك على إتاحة هذه الفرصة. كان شرفاً عظيماً.
من دواعي سروري.. شكراً جزيلاً لك.
شكراً لك.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق