أكد السفير السوداني لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة أن العلاقات السودانية - الكويتية متجذرة وبدأت منذ استقلال الكويت عام 1961 وشهدت تبادلاً كبيراً للدعم السياسي والاقتصادي والتنسيق في منابر المنظمات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الكويت عرف عنها منذ أمد بعيد تقديمها المساعدات الإنسانية والتنموية للدول العربية، وقد قامت منذ استقلالها بإنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وأول قرض قدمته الكويت لدولة أخرى كان لتوسعة مشروعات السكة الحديد في السودان الذي كان أول دولة تتلقى قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
جاء ذلك في لقاء مع السفير السوداني عوض الكريم الريح بلة ببرنامج "السفير" الذي تبثه قناة الصباح.
وأكد أن السودانيين لم يستغربوا عقب اندلاع العدوان في 15 أبريل 2023 أن أول طائرة أجنبية حطت في مطار بورت سودان كانت الرحلة الأولى للجسر الجو الكويتي في 5 مايو، واستمر ذلك الجسر إلى أكثر من 20 رحلة كما كانت هناك سفن مساعدات غذائية وإيوائية ودوائية.
وأضاف الريح بلة: سياسياً،هناك دعم مقدر من الكويت التي دعمت مخرجات منبر جدة التي تتبناها حكومة السودان، وكان للكويت موقف إيجابي في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بتعيين لجنة تقصي حقائق لمراقبة الأوضاع في السودان، وهذه من المحطات الأساسية التي تلخص الموقف الكويتي الإنساني والسياسي.
وذكر أن النظام السابق قد استنفد أغراضه لكن حدث خلاف حول كيفية إدارة الانتقال، وتمت التجربة الانتقالية بخلاف ما رسخ في العقل السياسي في السودان الذي شهد ثورتين اقتلعتا حكماً عسكرياً في أكتوبر 64 وأبريل 85.
وتابع: هناك مجموعات استغلت الفترة الانتقالية حتى تصفي حساباتها تجاه خصومها السياسيين. في هذه الأثناء كانت هناك قوى إقليمية ودولية لديها أطماع في السيطرة على موارد السودان وموقعه الجيوسياسي على البحر الأحمر وأراضيه الزراعية الخصبة.
وشدد على أن ما يحدث من عدوان الآن على الشعب السوداني هو حرب بالوكالة. تلك القوى أوجدت وكلاء داخليين يتحدثون نيابة عنها ويعتدون على القوات المسلحة والمدنيين ويجبرونهم على الخضوع لما يريدونه.
وإلى تفاصيل الحلقة..
• سعادة السفير السوداني لدى الكويت عوض الكريم الريح بلة، شكراً لك على استضافتنا.
-مرحبا بكم في بيتكم وإن شاء الله نكون ضيوفاً خفيفين عليكم.
• لنبدأ بتساؤل حول دور العلاقات الكويتية السودانية في هذه الأوقات التي يشهد فيها السودان أوضاعاً عصيبة، كيف تصف العلاقة بين الكويت والسودان في ظل هذه الأوضاع؟
-العلاقات السودانية الكويتية متجذرة وبدأت منذ استقلال الكويت عام 1961 وشهدت تبادلاً كبيراً للدعم السياسي والاقتصادي والتنسيق في منابر المنظمات الإقليمية والدولية. فقد عرف عن الكويت منذ أمد بعيد تقديمها المساعدات الإنسانية والتنموية للدول العربية، وهي منذ بواكير استقلالها أنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وأول قرض قدمته الكويت لدولة أخرى كان لتوسعة مشروعات السكة الحديد في السودان الذي كان أول دولة تتلقى قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. تواصلت هذه المسيرة المباركة في عدد من العلامات الفارقة التي كان لها دور كبير في النهضة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان، ولم نستغرب عقب اندلاع العدوان في 15 أبريل 2023 أن أول طائرة أجنبية حطت في مطار بورت سودان كانت الرحلة الأولى للجسر الجو الكويتي في 5 مايو، واستمر ذلك الجسر إلى أكثر من 20 رحلة كما كانت هناك سفن مساعدات غذائية وإيوائية ودوائية. كذلك كانت هناك رحلات بحرية انطلقت من موانئ في تركيا وجدة بالتنسيق مع مركز الملك سلمان، وغطت المجالات الغذائية والإيوائية والدوائية، حتى أدوية الأمراض المستعصية مثل السرطان ومحاليل الغسيل الكلوي والمحاليل الوريدية. ولا ننسى دور الهلال الأحمر الكويتية والجمعيات الخيرية.
سياسياً، هناك دعم مقدر من الكويت التي دعمت مخرجات منبر جدة التي تتبناها حكومة السودان، وكان للكويت موقف إيجابي في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بتعيين لجنة تقصي حقائق لمراقبة الأوضاع في السودان، وهذه من المحطات الأساسية التي تلخص الموقف الكويتي الإنساني والسياسي.
• يحاول السودان منذ 2019 أن يصل إلى حكومة مدنية مستقرة لكن في ظل الأوضاع المأساوية الآن، كيف يمكن أن يتخلص السودان من عوائق الوصول إلى حكومة مدنية؟
-بعد التغيير في 11 أبريل 2019 وإزاحة النظام السابق، كان هناك شبه إجماع حول أن النظام السابق قد استنفد أغراضه لكن حدث خلاف حول كيفية إدارة الانتقال، وتمت التجربة الانتقالية بخلاف ما رسخ في العقل السياسي في السودان الذي شهد ثورتين اقتلعتا حكماً عسكرياً في أكتوبر 64 وأبريل 85.
• ألا تعتبر ما حصل في 2019 ثورة؟
-الوضع مختلف في 2019. في أكتوبر 64 وأبريل 85 كان يعين مجلس عسكري، وكان الشعب يثور ضد الأنظمة العسكرية ويلجأ للعسكر حتى يساهموا في التغيير. في التجارب الثلاث، كان رجال العسكر يستجيبون لصوت الشارع، فيحدث تحالف بين قيادات القوات المسلحة التي استجابت لأنات الشارع ولمجموعة من التكنوقراط أو السياسيين المستقلين غير المحزبين لإدارة الفترة الانتقالية وبعد ذلك تحدث انتخابات عامة يتم فيها انتخاب قوى حزبية تختار حكومة حزبية تدير أمر البلد حسب رغبة الشعب التي بلورتها صناديق الاقتراع لكن التجربة الأخيرة اختلفت عن هاتين التجربتين، فقد بدأت بتحالف بين العسكريين ومجموعات مسيسة أو محزبة، وهذا جعل انعقاد الانتخابات أمراً غير ذي معنى، فما معنى أن تكون هناك أحزاب وانتخابات بعد عام أو عامين خاصة أن تلك المجموعات لم يكن لها وزن شعبي في الشارع؟ فاتجهت هذه المجموعات لاستغلال الفترة الانتقالية حتى تصفي حساباتها تجاه خصومها السياسيين. في هذه الأثناء كانت هناك قوى إقليمية ودولية لديها أطماع في السيطرة على موارد السودان وموقعه الجيوسياسي على البحر الأحمر وأراضيه الزراعية الخصبة، بالذات في جنوب شرق السودان في إقليم الفشقة الذي تزعم إثيوبيا أن هناك تنازعاً عليه مع السودان في حين أن الواقع والتاريخ يكذبان ذلك. تفاعلت كل هذه العوامل وأنتجت وضعاً انتقالياً مشوهاًأضيف عليه ضغط من قوى إقليمية ودولية لترسيخ سيطرة هذه الأقلية الحزبية على المشهد السياسي عبر دفع القيادة العسكرية إلى توقيع الاتفاق الإطاري الذي كان يهدف إلى خلق قوتين عسكريتين متوازيتين هما القوات المسلحة السودانية، وهي الجيش الدستوري الذي ظل يمثل السودان منذ عام 1924. حاول الاتفاق الإطاري أن يجعل قوات الدعم السريع قوة موازية للجيش السوداني، فاستطاعت القوات الإقليمية والدولية التي كانت تتحكم في المشهد عبر دول أو عبر بعثة الأمم المتحدة في السودان أن تخلق شقاً داخل الكيان العسكري، ما أدى إلى العدوان على السودان في 15 أبريل 2023. المسألة بدأت باعتبارها محاولة انقلابية للاستيلاء على السلطة وإزاحة قيادات القوات المسلحة عن مشهد الحكم ثم تولية قائد قوات الدعم السريع باعتباره نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، رئيساً للسودان بعد قتل أو اعتقال رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لكن عندما فشلت هذه المحاولة، اتجهت قوات الدعم السريع لتنتشر في أماكن شاسعة، وبدلاً من حربها ضد قيادة الجيش، حاربت ضد الشعب السوداني.
• تحدثت عن قوى سودانية متحزبة أو منتسبة تحت ألوية كيانات أخرى، فهل يمكن أن نقول إن هناك من يخوض حرباً بالوكالة في السودان؟
-نعم، هي بالتأكيد حرب بالوكالة. ما يحدث من عدوان الآن على الشعب السوداني هو حرب بالوكالة. تلك القوى أوجدت وكلاء داخليين يتحدثون نيابة عنها ويعتدون على القوات المسلحة والمدنيين ويجبرونهم على الخضوع لما يريدونه.
• قبل عدة، استخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن ضد قرار يسمح بوقف إطلاق النار في السودان وتهدئة الأوضاع وإدخال مساعدات وإغاثة. هذا الفيتو أغضب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فكيف استقبل السودان هذا الفيتو الروسي؟
-أصدرت وزارة الخارجية بياناً رحبت فيه باستخدام روسيا حق الفيتو في مواجهة القرار الذي تبنته المملكة المتحدة وسيراليون. مشروع القرار هذا كان كلمة حق أريد بها باطل، فظاهر هذا القرار الرحمة وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات لكن باطنه من قبله العذاب لأنه لم يدن قوات الدعم السريع، والعالم كله يعلم أنها هي الطرف المعتدي، ولم يدن تهريب الأسلحة والذخائر والمرتزقة. هذا القرار أراد أن يفرض منطقة حظر طيران ضد الجيش السوداني، ويشرعن احتلال المليشيات لبعض مناطق دارفور والخرطوم ووسط السودان حتى تكون مناطق خالصة للمليشيات يتم التفاوض حولاها فيما بعد كما أراد هذا القرار أن يشرعن وجود جنود الميليشيات والمهجرين الذين جاءوا من طرفها في منازل المواطنين السودانيين في الخرطوم والجزيرة، فكيف تدعو إلى وقف إطلاق نار وفقاً للحالة الراهنة؟ دعا منبر جدة إلى ضرورة إخلاء مساكن المواطنين ووقعت على ذلك في السعودية المليشيات والرعاة والولايات المتحدة والحكومة السودانية التي ظلت تطالب خلال الفترة الماضية بضرورة تطبيق مخرجات منبر جدة.
• ما الذي حال دون تطبيق هذه البنود والمخرجات؟
-المجتمع الدولي لا يريد أن يمارس ضغوطه على الميليشيات لتطبيق ما التزمت به في منبر جدة، وإلا فما كان الداعي لفتح منبر آخر في جنيف بدلاً من دفع الميليشيات لتطبيق مخرجات منبر جدة؟ مشروع القرار البريطاني السيراليوني ظل يوغل في وصف الفظائع الإنسانية التي حدثت في الفاشر والخرطوم والجزيرة دون أن يشير بأصبع اتهام واحد إلى مليشيات الدعم السريع، فكيف تريد أن تفرض نفسك وسيطاً وأنت لا تريد أن تحدد من ارتكب تلك الفظائع؟ حينها من حق الحكومة السودانية ذات السيادة أن تشكك في نزاهتك وخيارتك. ومن هذا المنطلق عارضت حكومة السودان مشروع القرار البريطاني واستغلت علاقاتها مع روسيا التي كان موقفها علامة فارقة. ما تزال الكثير من الدول الأفريقية تعاني آثار حقبة الاستعمار، وسيكون هذا مصدر إلهام لها حتى تحدد مواقفها.
• يتعرض السودان إلى عقوبات اقتصادية خانقة، وكأنه تنقصه الويلات والتشريد والنازحون. كيف تخطط الخرطوم للتخلص من هذه العقوبات وإنعاش الأوضاع الاقتصادية فيها؟
-كان هناك تجربة في أواسط التسعينيات. اكتشف البترول في السودان منذ نهاية الخمسينيات وبكميات كبيرة، وكانت هناك محاولات لاستغلال البترول أيام الرئيس الأسبق المشير جعفر النميري، إلا أن التمرد في جنوب السودان أعاق تلك المحاولات لأنه كان يهدف إلى إشغال البلاد والحؤول دون ذلك خاصة أن الشركات التي كانت تضع يدها على مشروع البترول السوداني كانت شركات أمريكية مثل شيفرون وغيرها لكن بحلول التسعينيات استطاعت الحكومة السودانية أن تتحلل من التزامها مع الشركات الأمريكية عبر دفع مبالغ محددة، وتوجهت شرقاً لتتحالف مع تجمع دولي على رأسه الصين وماليزيا والهند وباكستان، وقدمت نموذجاً جيداً للدول النامية في المنطقة العربية والأفريقية، ومضى مشروع البترول السوداني بخطى حثيثة لولا تداخل انفصال جنوب السودان الذي يتركز فيه معظم البترول. ذلك الفيتو والتعاون بين حكومة السودان وروسيا يمكن أن يجدد هذه التجربة. للسودان سواحل على البحر الأحمر بمساحة 800 كم، فالتعاون يجب ألا يقتصر على الجانب العسكري والأمني، ويمكن ألا يقف عند روسيا بل يمتد إلى الصين والهند وغيرها من دول الكتلة الشرقية وبريكس في مجالات التعدين والذهب والزراعة والإنتاج الحيواني والتصنيع الزراعي.
• أود أن أسألك عن علاقة السودان بالكيان الصهيوني بعد التطبيع. كيف بات شكل هذه العلاقة الآن في خضم الحرب على غزة ولبنان واليمن؟
-انفتاح السودان على الكيان يظل مشروطاً بضرورة تطبيق ما نصت عليه معاهدة السلام العربية في 2002 بضرورة إنهاء الاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية والجولان السوري المحتل. وقد قالها فخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان واضحة بأنه لن يكون هناك سلام ما لم يتم انهاء الاحتلال.
• 30 عاماً من العمل الدبلوماسي، ماذا أضافت أو أخذت من الرصيد الشخصي في حياة عوض الكريم الريح بلة؟
-أعتقد أن العمل الدبلوماسي فيه ثراء لأنه لا ينطوي على التخصصي. فلو عملت في وزارة الكهرباء، يكون معظم العاملين مهندسين كهربائيين، ومن أهل الاختصاص لكن بالنسبة للدبلوماسية فهي تستوعب القانون والعلوم السياسية والاقتصاد. لدينا زملاء تخرجوا من كليات الزراعة. كدبلوماسي، يجب أن تعمل في تهيئة الطريق لتنفيذ مشروعات فيها مصلحة بلادك وبلد آخر، والمشروع الذي تعكف على أن يرى النور قد يكون مشروعاً صناعياً أو زراعياً أو رياضياً أو سياسياً أو قانونياً. لذا، أعتقد أن الدبلوماسية تضيف لك أكثر مما تأخذ منك لأنها تطلعك على مجالات لست متخصصاً فيها.
• ألم تنتقص هذه الحياة الدبلوماسية شيئاً من رصيدك الشخصي والاجتماعي مع أقاربك وأهلك وأصدقائك؟
-بلى، بالتأكيد، يكفي أنك تكون مغترباً عن بلدك لفترات طويلة. بحكم عملك الدبلوماسي، يجب أن يكون البيت مهيئاً بطريقة معينة. كثيراً ما أقول لأولادي إنني أتمنى لو كانوا بين أهلهم في السودان لكن عملك يضطرك لأن تكون بعيداً عن أهلك وتكتفي بالجوانب الشكلية.
• لكنك تمارس حياتك الشخصية، وتمارس الرياضة وتزور الأصدقاء والأقارب. كيف يتعاطون معك؟
-لا بد أن تمارس الرياضة في دولة منفتحة مثل الكويت. أنا أمارس رياضات الجري والمشي والسباحة وألعب كرة القدم مرة في الأسبوع. لدينا فريق جيد يضم مجموعة من السفراء وأبناء الجاليات العربية والأفريقية وبعض الإخوة الكويتين، ولدينا حكم معروف هو أحد السفراء العرب. وتُستلهم مواقف من هذا اللقاء الودي ونكات ظريفة تخفف عنا ضغط العمل.
• على ذكر ضغط العمل، ما الذي يمكن أن يكون قد حصل في هذه المسيرة الدبلوماسية الطويلة وترك بصمة أو تأثيراً في حياتك؟
-يحضرني موقف بالفعل. فور تخرجنا من الجامعة، كنا نتوجه لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، فدخلنا المعسكر، ولم تكن ممكناً أن تحصل على شهادتك الجامعية ما لم تخدم عسكرياً لمدة عام. ضم المعسكر أطيافاً مختلفة من كل مناطق السودان من مستويات تعليمية متفاوتة. وكانت معنا مجموعة من أقاصي غرب السودان من دارفور، وهم رعاة ذوو تعليم محدود. ذات مرة، كان أحدهم واسمه "رمضان سنين"، يردد أنشودة تذكر اسم منطقة على الحدود مع أفريقيا الوسطى تدعى أم دافوق، ولم أكن قد سمعت بها من قبل لأنني من العاصمة، فسألته عنها، فقال لي بلهجته المحلية إنها "تردة مية"، أي تجمعاً للمياه، وبسبب هذا التجمع المائي، أصبحت القبائل تأتي إلى أم دافوق من أجل الرعي، فانتعشت المنطقة اقتصادياً وصارت فيها تجارة وأاسواق ودكاكين وتحولت إلى نقطة حدودية، ومن هذه الحادثة عرفت النقطة الحدودية بين السودان وبين أفريقيا الوسطى. في آخر اختبار للالتحاق بالسلك الدبلوماسي عام 1994، كانوا سيختارون 23 من أصل 100 متقدم. قال لي أحد أعضاء لجنة المعاينة إنه سيسألني سوالاً غير أكاديمي، وسيمنحني درجة مميزة في التقييم إذا أجبته. وكان سؤاله: ماذا تعرف عن أم دافوق؟ فقلت له إنها عبارة عن تجمع مائي، وشرحت له عنها، فمنحني درجة مميزة. وهذا علمني أن الحكمة ضالة المؤمن، أنّى وجدها، فهو أحق الناس بها، وقد تجد العلم عند من هم أقل علماً منك.
• لاحظت أن لغتك العربية جميلة ودقيقة، ومخارج حروفك واضحة، وهذا أسعدني كثيراً، مع أنك لم تدرس اللغة العربية.
-صحيح أنني لم أدرس اللغة العربية لكن توجهاتي منذ صغري كانت توجهات أدبية، فكنت أحفظ القصائد وأحب الخطابة. ولدي ميل نحو تعلم اللغات، فقد تعلمت الفارسية حين عملت في إيران، فأنا وزميلي السفير الإيراني محمد توتونجي لا نتحدث بالعربية ولا بالإنكليزية بل بالفارسية.
• سررت بالحديث معك سعادة السفير. شكراً لك على استضافتنا.