العدد 5046 Tuesday 03, December 2024
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
السفيرة الأمريكية لـ الصباح : الكويت حليفنا الإستراتيجي نجاح «قمة التعاون» في الكويت .. صفحة مشرقة في مسيرة «ديرة الخير» العبد الله استقبل مسؤولي شركة «بلاك روك» بمناسبة زيارتهم للبلاد تركيا وإيران : سوريا لن تكون «موطئ إرهاب» ترامب يختار بولس مستشاراً رفيعاً للشؤون العربية.. وبايدن يعفو عن نجله هانتر الأمير هنأ رئيس الإمارات بالذكرى الـ53 للعيد الوطني: إنجازات تنموية وحضارية بارزة وفي مختلف الميادين ولي العهد يتسلم رسالة خطية موجهة إلى أمير البلاد من سلطان عمان العبدالله استقبل عددا من ملاك الشركات العالمية رئيس الحرس الوطني يشيد بعمق العلاقات والروابط التاريخية الكويتية - السعودية سفيرة الولايات المتحدة لـ الصباح : الكويت حليف إستراتيجي أوروبا تستعد لإطلاق صاروخ «فيجا سي» أحد ركائز استقلاليتها في الفضاء إلتون جون يصدم جمهوره : «فقدت بصري» خرائط «غوغل» تقود ثلاثة هنود إلى حتفهم الأخير تركيا وإيران : سوريا لن تكون موطئ إرهاب إسرائيل لم تتوقف عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان القاهرة : تقدم كبير بمحادثات «حماس» و«فتح» بشأن تشكيل لجنة مدنية لإدارة غزّة "المجلس الأولمبي" يعلن إقامة الألعاب الآسيوية للشباب 2025 في البحرين ليفربول يزيد متاعب مانشستر سيتي ويبتعد في الصدارة ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة الأسبوع الكويتي الـ 15 في مصر... ينطلق اليوم بمشاركة 80 جهة كويتية ومصرية بنك الكويت الوطني يتوج بجائزة التميز في تنمية وتطوير القيادات النسائية من مؤسسة MERIT شركة علي عبدالوهاب المطوع التجارية تحتفل بشراكتها مع "أسترازينيكا" راغب علامة يشارك مواهب «إكس فاكتور» أغنية «يا إمارات المحبة» أنغام تحيى حفلاً غنائيًا فى قطر الجمعة المقبل أغانى محمد عبد الوهاب على مسرح معهد الموسيقى العربية .. 21 ديسمبر

محليات

سفيرة الولايات المتحدة لـ الصباح : الكويت حليف إستراتيجي

أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية كارين ساساهارا أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والكويت قوي جداً، وممتد لعقود، مبينة أن الكويت حليف استراتيجي من خارج حلف الناتو منذ عام 2004.
وقالت ساساهارا خلال استضافتها في برنامج "السفير" الذي يعرض على شاشة قناة "الصباح" الفضائية إننا نحظى بتعاون وعلاقات متينة، والمدنيين والعسكريين الأمريكيين والكويتيين يتواصلون ويتشاورون باستمرار ويجرون نقاشات ويتبادلون المعلومات بشأن طبيعة التعاون الأمني بينهم وركائزه هنا في الكويت، من أجل حماية الكويت، وهي عملية مستمرة تتسم بالسلاسة، ويمكن تغييرها وتعديلها بناء على الأحداث في المنطقة.
وأضافت عندما نتحدث عن الكويت فإننا نتحدث عن دورها كوسيط وعن علاقاتها الإيجابية مع كل دول المنطقة، ومن الجيد الحفاظ على ذلك حتى تتمكن من إيصال رسائلها كشريك محايد وهذا أمر ذو فائدة كبيرة تمكن الكويت من خوض مباحثات لا تستطيعها دول أخرى.. وهذه نقطة قوة.
وفيما يلي نص اللقاء
- بالنظر إلى الأوضاع الملتهبة والصراعات المستمرة والأزمات المتتالية التي تشهدها المنطقة منذ 14 شهراً، أود أن أستمع إلى تقييمك لمدى التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والكويت.. إلى أين وصل البلدان في هذا الإطار؟
*إنهما أمران منفصلان، لذا أود أن أحرص على الإجابة بدقة على هذا السؤال. على الجانب السياسي، فإن الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن يعملون بلا كلل ليلاً ونهاراً مع نظرائهم الإسرائيليين، ونظرائهم في المنطقة سواء في مصر أم الأردن أم لبنان، لوضع حد لهذه الحرب، آخذين في الاعتبار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكن ما ننظر إليه بعد 14 شهراً هو الوضع في غزة الذي يشهد أزمة إنسانية عميقة. أولاً، لا بد لأهل غزة والفلسطينيين أن يعودوا إلى منازلهم، وتلك المنازل بحاجة إلى إعادة إعمار، ولا بد لهم من العودة لممارسة حياتهم بكل كرامة. أما على الجانب السياسي، فيجب على الطرفين استئناف المفاوضات التي تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ومزدهرة. لطالما كانت هذه سياستنا، ولن تتغير لكن هذا الأمر لن يتحقق في حال استمرّ العنف. لقد حددنا مهلة تنتهي في ثلاثين يوماً نريد أن نشهد فيها زيادة في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني أزمة طاحنة. ولا نريد أن نغفل حقيقة أن هناك نساء وأطفالاً ورضعاً ومدنيين معرضين للخطر يحتاجون إلى المساعدة، لذا فنحن نعمل على المدى السياسي المتوسط والبعيد.
- بعيداً عن هذا الجانب، كيف هو إطار التعاون العسكري بشكل عام بين الولايات المتحدة والكويت؟ ما مدى قوته؟
*إنه قوي جداً، وممتد منذ عقود، ولا سيما منذ عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء، واللتين كانتا حجر الزاوية. الكويت تحتضن رابع أكبر تجمع للجنود والمجندات الأمريكيين، وهذا أمر لا يعرفه الكثيرون. لذا، لا يسعني حين أسمع من يقول إن الولايات المتحدة ستخرج من المنطقة، إلا أن أبتسم، فنحن لن نخرج من المنطقة، بل نحن حاضرون فيها بقوة، ليس فقط في الكويت بل في جاراتها الخليجيات. علاقتنا متينة جداً، والكويت حليف استراتيجي من خارج حلف الناتو منذ عام 2004، وقد احتفى سمو ولي العهد بمرور 20 عاماً على هذا التحالف خلال مشاركته في الجمعية العامة في نيويورك، إلى جانب مبادرة إسطنبول للتعاون التي تطبق هنا منذ عام 2017. لذا، فإننا نحظى بتعاون وعلاقات متينة. بالعودة إلى الجانب العملياتي، فإن المدنيين والعسكريين الأمريكيين والكويتيين يتواصلون ويتشاورون باستمرار ويجرون نقاشات ويتبادلون المعلومات بشأن طبيعة التعاون الأمني بينهم وركائزه هنا في الكويت، من أجل حماية الكويت. إنها عملية مستمرة تتسم بالسلاسة، ويمكن تغييرها وتعديلها بناء على الأحداث في المنطقة، وهو ما أشرتَ إليه. إنها علاقة مرنة، فنحن نعرف بعضنا جيداً، وهي علاقة ناجحة ومتينة.
-أتيتِ على ذكر عملية درع الصحراء، والكويتيون لن ينسوا أبداً ما قامت به الولايات المتحدة لتحرير بلادهم، وهم يحملون لها التقدير إلى الأبد في أعماق قلوبهم. كيف ترين مسيرة العلاقة بين الشعبين الأمريكي والكويتي بناء على الود؟
*إنها مسيرة مهمة لكني أعتقد أيضاً مسألة تتعلق بالأجيال، فقد مر على هذه الحادثة 34 عاماً، وكثير من الكويتيين الآن لم يكونوا قد ولدوا حينها أو أنهم كانوا أصغر من أن يتذكروها. لذا، ربما يجب على آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم تذكيرهم بها. ليس الأمر وكأننا لا نريد نسيان هذا الأمر، فهذه الحادثة تعد مرجعاً بل إنها حجر الأساس في العلاقة الأمنية بيننا لكننا مثل الكويتيين، نتطلع إلى الأمام دائماً، وندرك أن حرب التحرير كانت الأساس الذي أبقى على علاقتنا من خلال القتال جنباً إلى جنب من أجل تحرير الكويت. نريد أن نستمر في التطلع قدماً لكي نمكّن الأجيال القادمة من معرفتها. نحن نعيش في المنطقة أوقاتاً عصيبة لكن علينا أن نتحدث عن أمن الكويت، وكيفية حمايتها.
-أتيتِ على ذكر الكويت كحليف استراتيجي بالغ الأهمية للولايات المتحدة. كيف تصفين الدور الأمريكي في التعاون مع الكويت من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة؟
*أعتقد أن لدنا شراكات قوية مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، ولكل منها ما يميزها كبلد لأنها تقدم إضافاتها الخاصة. عندما نتحدث عن الكويت، فإننا نتحدث عن دورها كوسيط، وعن علاقاتها الإيجابية مع كل دول المنطقة. ومن الجيد الحفاظ على ذلك حتى تتمكن من إيصال رسائلها كشريك محايد، وهذا أمر ذو فائدة كبيرة تمكن الكويت من خوض مباحثات لا تستطيعها دول أخرى، وهذه نقطة قوة. وقد تحدثنا منذ قليل عن التعاون العسكري والسياسي والاستراتيجي. لنعد إلى التحالف الذي أطاح بتنظيم الدولة الإسلامية، فقد كانت الكويت من أوائل المنضوين تحت لوائه     منذ تأسيسه وكانت الكويت ضمن المجموعات الأربع التي عملت على تفكيك التنظيم، وكان للكويت دور محوري في ذلك. لقد مر وقت طويل على ذلك من حيث العمل على تحسين أبعاد هذه العلاقة، ونحن نبحث مع الكويت طبيعة العمل الميداني، والدور الذي يمكن أن تلعبه هي وغيرها لأن علينا أن نتطور باستمرار ولا نراوح أماكننا، وهذا جزء من التشاور المستمر مع نظرائنا مدنياً وعسكرياً.
-أود إذا سمحتِ لي، سعادة السفيرة، أن أعود إلى القضية الملحة، وهي الحرب على غزة. أود أن أستطلع رأيك في وجهة النظر الأمريكية تجاه هذه الحرب. أعرف أن هذه القضية شائكة لكن هل ثمة احتمال بتغير استراتيجية الولايات المتحدة مع اقتراب عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟
*يصعب علي التعليق على ذلك لكني سأكون صريحة معك. ليس لدينا إلا رئيس واحد حالياً، وهو جو بايدن الآن لكن هذا سيتغير بالطبع في الـ20 من يناير لكن الحقيقة أيضاً هي أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو أيضاً الرئيس السابق ترامب. لذا، يتعين على من يبحثون عن إجابة النظر إلى تلك الفترة أيضاً لكننا لا نعرف، ولا أعتقد أن من الملائم لي أن أخمن لكن مواقفه معروفة، فهو رئيس سابق.
-هل تعتقدين أن الولايات المتحدة تقوم بما هو كافٍ؟ أعرف أن الأطراف الأخرى تواجه صعوبات في التوصل إلى حل، سواء حل الدولتين أم غيره. هل ترين أن ما يقوم به الجميع كفيل بإنهاء هذه الأزمة؟
*نشعر أننا نقوم بأكثر مما نستطيع. كما قلت، فإن الرئيس بايدن والوزيرين بلينكن وأوستن وغيرهم يعملون بلا كلل. وزير الخارجية بلينكن قام بعشر زيارات إلى المنطقة ربما أكثر من 10 زيارات في محاولة لإنهاء الأزمة لكنها عملية صعبة جداً وليست حدثاً عارضاً، وأحياناً نصطدم بنتائج متعارضة لكن هدفنا واضح تماماً كما قلت، وهو أننا يجب أن نحقق السلام، ونزيد حجم المساعدات الإنسانية. ينبغي أن يعود أهل غزة إلى بيوتهم التي يجب أن يُعاد إعمارها ليستأنفوا حياتهم فيها، ويجب أن تجرى مفاوضات تسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
-هذا يقودنا إلى الحديث عن المبادرات الأمريكية العربية لتخفيف التصعيد وحدة التوترات في المنطقة، هل تعتقدين حقاً أن بإمكان هذه المبادرات أن تحقق شيئاً، وأن هناك من يصغي إليها؟
*يجب أن نضغط باستمرار لكن.. تذكر أننا لسنا وحدنا المعنيين بذلك، هناك دول أخرى أقرب منا، فنحن على الطرف الآخر من العالم لكننا لن نتوقف. لذا، اطرح هذا السؤال على دول الجوار، بشكل بلاغي: هل تقومون بما فيه الكفاية؟
-ما نحتاج إليه هو أكثر دائماً مما يتم تحقيقه. كيف تقيمين ما تقوم به دول الجوار مثل السعودية وقطر؟ هل تعتقدين أن جهودها يمكن أن تثمر؟
*لا أعتقد أن من الملائم بالنسبة إلي أن أعلق على ذلك، فأنا هنا بصفتي سفيرة للولايات المتحدة لدى الكويت، ولا يليق بي أن أطلق أحكاماً على دول أخرى. كثير مما يحصل هو مداولات داخلية لكني طرحت السؤال دون انتظار لإجابة. كل دولة مهما كان حجمها، يجب أن تسأل نفسها: ما دورنا؟ وهل نقوم بما فيه الكفاية لإنهاء الحرب؟ هذا أقصى ما يمكننا القيام به
-تمتلك الولايات المتحدة عدداً كبيراً من القواعد العسكرية في المنطقة، فهل اتخذت إدارة الرئيس بايدن أي إجراءات إضافية لتأمين سلامتها وسط التهديدات باستهدافها؟
*نحن نراقب هذا الوضع باستمرار في كل القواعد، والكويت تقوم بالأمر ذاته، فهي تراقب ما يجري في المنطقة حتى تقوم بأي إجراءات تراها مناسبة. إنها مسألة تخضع لمراقبة حثيثة، وتتعلق أيضاً بوجوب التحلي بالمرونة، والحذر واليقظة الدائمين. لهذا، فالأمر ليس ذا خصوصية بالنسبة إلينا، بل هو مجرد إجراء تشغيلي روتيني.
-كيف تجدين الحياة في الكويت؟ أعلم أنك عملتِ في دول أخرى كثيرة لكن كيف تجدين الكويت التي تتميز بالديوانيات؟ إنه أسلوب حياة جديد وجانب ثقافي فريد، فكيف تتعاملين معه؟
*الديوانية أمر مثير للاهتمام، فقد عشت في أنحاء كثيرة من الشرق الأوسط، وفي الخليج لكن الديوانية ظاهرة فريدة، ومحصورة في الكويت. أعتقد أن هناك نوعاً آخر منها في دول أخرى لكنه يوجد فقط في العيد. الديوانية في نظري مثيرة للاهتمام، فالبعض يشبهونها بمجلس أمة مصغر لكنها بالنسبة إلي أكثر من ذلك بكثير، فالناس يتحدثون فيها عن قضاياهم اليومية، ويحلون المشكلات من خلالها، ويتبادلون الأفكار بطريقة ودية متحضرة كما أنني أعتبرها تأكيداً مسائياً لما يعنيه أن يكون المرء كويتياً، فمن المهم أن تمتلك ديوانية لأنها من مظاهر البلاد المحسوسة، وهذا ما يجعل الديوانية أمراً تتفرد به الكويت. مخطئ من يظن أن الكويت تشبه الإمارات أو البحرين أو السعودية أو قطر، فالكويت هي الكويت.
-كنت أتحدث يوم أمس إلى السفير الفرنسي، وقال لي إنه اختار بنفسه أن يكون سفيراً لدى الكويت، وحين سألته لماذا، قال إن الكويت هي الدولة الوحيدة التي يدعوكِ الناس فيها إلى منازلهم. كدبلوماسية، هل حصل هذا معك؟
*هذا مثير جداً للاهتمام، والمسألة تتفاوت من بلد إلى آخر، وليس فقط في الخليج. هناك ألفة كبيرة، والناس في غاية الضيافة، وهم ودودون جداً، ويرحبون بك، ويريدون التحدث إليك، وهذا لا يحصل في كل الدول، فهناك من يرفض التحدث إلى أجنبي بخصوص بعض الأمور لكن الكويتيين يرغبون بمناقشة القضايا معك، وهذا ممتع للغاية، لذا أتفق مع السفير أولفييه غوفان.
-حياة الدبلوماسي تتسم بالصعوبة بسبب التنقل المستمر من دولة إلى أخرى، وأعلم أنكِ عملتِ في بلدان كثيرة، فكيف تحققين هذا التوازن بين حياتك الشخصية وواجباتك الدبلوماسية؟
*أعتقد أنك يجب أن تبحث عن الأشياء الثابتة التي لن تتغير، لأنك محق، فنحن نتنقل كل سنتين أو ثلاث، وهذا مرهق للغاية، فأنت تأتي إلى بلد ما وتنخرط في تفاصيل الحياة فيه، لأن من صميم عملك التواصل مع الناس والترويج التجاري وما إلى ذلك ثم تجد نفسك وقد انتقلت إلى بلد آخر. لذا، عليك أن تنظر إلى الأشياء التي تبقى معك، وعلى رأسها من تكون، وما تمثله، وعائلتك. عائلتي ليست هنا، فزوجي هو السفير الأمريكي لدى المملكة العربية السعودية. لذا، نتحدث كل يوم، وأتحدث مع عائلتي وأصدقائي في ماساتشوستس وواشنطن. لذا، عليك أن تبحث عن تلك الثوابت سواء كانت معنوية في داخلك أم كنت تحملها معك، مثل كتبك المفضلة أو شيء من هذا القبيل، بهدف الحفاظ على ذلك الشعور بالثبات.
-أود أن أصبح أكثر خصوصية، كيف يبدأ يومك وكيف ينتهي؟ ماذا تفعلين في اليوم الاعتيادي؟
*أستيقظ في الصباح، وأعلم أنني سأبدو بيروقراطية لكني أتحقق من البريد الإلكتروني لأرى الرسائل التي وصلتني في الليل سواء من واشنطن أو من عائلتي وأصدقائي. وبهذا، أتحضر لليوم، وأنظر إلى جدولي في محاولة للاستعداد نفسياً للقيام بهذا الأمر وذاك. لدي طاقم مدهش يعد لي مسبقاً دفتر ملاحظات يتضمن المواد الإعلامية من اليوم السابق لكي أستعد لهذا اليوم، كما آمل، وأقنع نفسي بأنني قرأت ذلك بدلاً من إضاعة وقتي على إنستغرام، وبالتالي أصبحت مستعدة لبدء يومي. بعدها أراجع جدولي مع زملائي ثم ألتقي بالناس، وهذا هو الجانب العملي في السفارة حيث أجتمع مع الموظفين وأرى ما يقومون به، وكيف يمكنني مساعدتهم على تحقيق أهدافهم، وأطمئن عليهم باستمرار، وأشاركهم وأساعدهم ولا أضيق عليهم! بهدف الحفاظ على تقدم هذا الفريق بأفضل طريقة ممكنة.
-هل تمارسين أي نوع من الرياضة؟ هل أنت نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
*أنا نشطة اجتماعياً من حيث العمل، فلم تكن لدي أي وسائل تواصل اجتماعية من قبل على الإطلاق، ولم أنخرط فيها إلا من أجل العمل لأنني مشغولة جداً بعيش حياتي بحيث لا يمكنني التباهي بها! أنا شخص لين ولا أحب الظهور، ولا أجد لي حاجة إلى المشاركة أو الإفراط في المشاركة لكني أمارس الرياضة والغوص رغم أنني لم أفعل ذلك منذ فترة، وأمارس ركوب الدراجة الهوائية في مجمع السفارة في محاولة للحفاظ على لياقتي. أخطر شيء في الكويت هو الأكل، فالناس كرماء بشكل لا يصدق، ويدعونك للخروج كثيراً، والطعام هنا لذيذ للغاية، لذا فأنا حريصة جداً، وأحاول دائماً إيجاد هذا التوازن. لا بد من ممارسة الرياضة، فهي تمنح شعوراً إيجابياً وتصفي الذهن، ونحن بحاجة إلى هذا التوازن الجسدي العقلي لأن الحياة حافلة بالصعاب.
-بالحديث عن المطبخ الكويتي، ما هو طبقك المفضل، إذا كان ثمة طبق مفضل؟
*من الصعب الاختيار، فأنا أحب جميع الأطباق، ويصعب علي أن أنتقي، فكلها لذيذة. أحب المأكولات البحرية، والخضروات والأرز، فهي شهية.
عليكِ أن تكوني حذرة.
-هل هناك قدوة أو شخص تقتدين به وتتخذينه ملهماً؟
*من الصعب تحديد شخص معين. أعلم أن هناك أشخاصاً سيقولون إن لديهم قدوة لكني أعتقد أن الحياة رحلة. ربما أختار والديّ بسبب التضحيات التي قدماها ضمن ذلك الجيل العظيم للوصول بأمريكا إلى حيث هي اليوم بعد الحرب العالمية الثانية وغيرها. هناك أيضاً شخصيات مثل مارتن لوثر كينغ لأنه نموذج لأولئك الذين يعرفون أن وضع حياتهم على المحك من أجل المُثُل هو الشيء الذي ينبغي عمله مع أنه ليس سهلاً دائماً القيام بذلك، فهو أمر خطير ومخيف. هناك أيضاً زملائي الدبلوماسيون سواء في الدبلوماسية الأجنبية أم في وزارة الخارجية، فقد كنت بينهم في العديد من الأماكن والمواقف المختلفة على مدى عقود، فهم أبطالي الذين يصارحونني بالحقيقة دائماً.
-جئتِ على ذكر مارتن لوثر كينغ صاحب العبارة الشهيرة: "لدي حلم". هل لي أن أسأل عما تحلم به السفيرة كارين ساساهارا؟
*إنني أعيش حلمي. فأنا أحظى بشرف تمثيل بلادي وخدمتها كل يوم، وأقابل أشخاصاً رائعين وأذهب إلى أماكن رائعة، وهذا ينطبق على زوجي كذلك. لذا، فأنا أعيش هذا الحلم، وأتقاضى أجراً للقيام به. إنه عمل صعب ويكون أحياناً محفوفاً بالمخاطر لكننا نعلم جميعاً ما نحن مقبلون عليه. أعتقد أنها مهنة رائعة استمتعت بالقيام بها لسنوات عديدة في أماكن كثيرة.
-الحصول على المال مقابل القيام بما نحب هو شيء رائع. ماذا تقولين للدبلوماسيين الصاعدين الذين يشاهد الكثيرون منهم هذا البرنامج الآن؟ ما هي رسالتك لهم وبم تنصحينهم؟
*أنصحهم هم وسواهم بأن ينتبهوا أثناء الاجتماعات، وبأن يصغوا ويفتحوا أعينهم ويتفكروا في ما يرونه. العمل في هذه الوظيفة لا يقتصر على التفكير في الوقت الراهن، وإذا أردت التقدم فيها، فعليك أن تبني مهاراتك الخاصة سواء بين الدبلوماسيين الكويتيين أم إذا كان عملك في نيويورك أو واشنطن. عليكم أن تنظروا إلى ما يفعله الدبلوماسيون الآخرون. وخلال تقدمكم، قوموا بتوسيع نطاق مهاراتكم الدبلوماسية والتفاوضية. استمروا بالتقدم في الوظيفة، ولا تكتفوا أبداً، فأنا أيضاً لم أكتفِ بعد، ولا أعتقد أنني أعرف كل شيء. إذا اعتقدت أنك تعرف كل شيء، فلن تكون دبلوماسياً ناجحاً لأن هناك دائماً المزيد لنتعلمه، وهناك شخص ستقابله وسيفاجئك. لا بد من التعلم والتذكر والتفكّر والبناء على كل تلك الأدوات الدبلوماسية التي ستعتمد عليها طوال مسيرك الدبلوماسية.
-هل ثمة حادثة أو لحظة محددة تركت أثراً على حياتك أو مسيرتك الدبلوماسية؟ هل ثمة شيء ترك بصمة وتودين مشاركتنا إياه؟
*بالتأكيد عندما اضطررنا إلى إغلاق السفارة في اليمن في فبراير 2015 فقد كان ذلك صعباً جداً، وغادرنا اليمن جميعاً، وما تزال السفارة مغلقة. كان ذلك صعباً لأننا اضطررنا لترك الكثير من الأشخاص خلفنا ممن كانوا يحاولون تفادي ذلك. من الصعب دائماً أن تغادر في وقت وأسلوب ليسا من اختيارك ولا بإرادتك لكن هناك لحظات تحظى فيها بذلك التواصل بينما تكون جالساً في مبنى كبير في واشنطن وليس لديك ما تفعله. بعد هجمات 11 سبتمبر، كنت مسؤولةَ مكتب المملكة العربية السعودية، وبطريقة ما، تلقيت مكالمة هاتفية عشوائية من سيدة مسنة من وسط مانهاتن، بعد شهر أو اثنين من الهجمات، وكانت فقط ترغب بالتحدث إلى شخص ما لأنها كانت تجد صعوبة في النوم
-كانت مجرد مكالمة عشوائية؟
*لقد حوّل موظف البدالة المكالمة إلى مسؤول مكتب السعودية، وبالصدفة كنت أنا ذلك الموظف. تحدثنا لساعة تقريباً عما حدث، وعمّا يعنيه لها، وكيف كان لها أن تمضي قدماً. لم تكن لتغادر مانهاتن لكن كما يعرف كل شخص يتذكر ذلك، فقد كان الأمر مؤلماً للغاية. من المهم أن تفعل ذلك كلما استطعت. وهذا ما حصل معي حين ذهبت إلى سيراكيوز بعد 10 سنوات من تفجير طائرة بان أم 103 وألقيت محاضرة هناك انتهت بحوار مع بعض أفراد الأسر، وهيئة التدريس وطلاب كانوا يعرفون زملاءهم الذين كانوا على متن الطائرة عائدين من لندن. كانت فرصة لئلا أكون بيروقراطية، وأتحدث معهم لأن الأمر كان صدمة كبرى لكن الأمر ليس سيئاً برمته، فهناك أوقات تحظى فيها بروابط مذهلة، كما حصل عندما عملت مع برنامج إرشاد المرأة هنا، وهذا ما فعلته قبل أيام، وحظيت بفرصة مقابلة أشخاص والتحدث معهم والإجابة على أسئلتهم كنوع من التفاعل البشري أو عندما تزور مقهى 312 في الطابق الأول من مبنى الركاب 5، فهو مشروع رائع برعاية رجل أعمال يدعى جورج خوري، قرر منح مساحة للبالغين الذين يعانون تحديات في التعلم، للعمل في تقديم القهوة. يقدم مقهى 312 القهوة، وعندما تسنح لي الفرصة، فإنني أود الذهاب وقضاء بعض الوقت معهم. هنا في الكويت، سواء الجالية الهندية أم غيرها ممن يشكلون ديموغرافيا هذا البلد، أود أن أزور كل تلك المجتمعات لأتعرف عليها.
-قمت بجولة في أرجاء قناة الصباح، كيف رأيتِ المبنى والمكان بشكل عام؟
*إنه مبنى مدهش ومكان رائع، والمكتوب يقرأ من عنوانه، وهذا مهم جداً لأن المحطة التلفزيونية حين تحقق إنجازاً كهذا، فإنها تكون مرآة للبلاد، وكأنها تقول هذا ما نحن عليه، وعندما ينظر الآخرون في تلك المرآة، فإنهم يريدون أن يروا ما يعتقدون أنه التمثيل الأنسب للكويت، وهذا مهم لأن دول الخليج تراقب، ونحن كذلك نتابع جميع القنوات لأننا مهتمون برؤية ذلك. في هذا الإطار، فإن الكويت تقدم أفضل بصمة إعلامية لها.
أشكركِ على وقتك وعلى وجودك هنا وعلى كل ما تفضلتِ به. شكراً جزيلاً
شكرا لكم. كان هذا من دواعي سروري. لقد استمتعت بهذه الزيارة.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق