العدد 5038 Sunday 24, November 2024
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
مدني لـ الصباح : العلاقات السورية- الكويتية قيد التطور .. ومستمرة في التقدم مبارك الحمود يستقبل المهنئين من اليوم حتى الثلاثاء الـــرومـــي : أســــعــــار الــنـفـــط مـــرشــحــــة للارتــفاع سفراء عرب لـ الصباح : بيّض الله وجه الكويت وزير الإعلام : إنجازات كبيرة شهدها «مجلس التعاون» ترجمة للسياسة الرشيدة لقادته الاحتلال يتوحش ويوسع مجازره في غزة وبيروت «الكويتية» وقعت اتفاقية مع «سار» لبيع تذاكر قطار الحرمين السريع «الداخلية»: حملة أمنية شاملة في حولي بإشراف رئيس الوزراء بالإنابة العوضي: الكويت أول دولة في الشرق الأوسط توفر تطعيمات للأطفال ضد الأمراض التنفسية وزير الإعلام: إنجازات كبيرة شهدها «مجلس التعاون» ترجمة للسياسة الرشيدة لقادته طهبوب: قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت خطوة أولى لتحقيق العدالة لشعبنا سفير موريتانيا لـ الصباح : الكويت من أهم الداعمين لمشاريعنا التنموية في وضح النهار .. سرقة «كنز وطني» من متحف فرنسي جامعة سويسرية تشدد معايير القبول للماجستير والدكتوراه بسبب التجسس الكشف عن معبد أثري جديد في صعيد مصر وفد «الأولمبياد الخاص» يشارك بمعسكر استعدادا للدورة العالمية الشتوية بإيطاليا القادسية يقسو على النصر في عقر داره إيطاليا تصطدم بألمانيا في دوري الأمم الأوروبية ضاحية بيروت تحت النار.. غارات إسرائيل لا تتوقف 7 مجازر في 48 ساعة بغزة .. و«حماس» تطالب بعقوبات رادعة قتال مستمر في السودان.. الجيش يدخل مدينة سنجة الرومي : الكويت ملتزمة بأسعار النفط وتتطلع إلى ارتفاعها باتفاق جماعي 150 مليون دينار فائضاً سجلته الموازنة العامة بنهاية الشهر السادس للسنة المالية الحالية 12. 2 مليار دينار أرباحا صافية لـ 138 شركة مدرجة بالبورصة في 9 أشهر «غناوي عربية» تختتم فعاليات مهرجان الموسيقي الـ 24 في أمسية مميزة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تدعو للحوار الثقافي بين الشعوب جائزة نوبل تتجاهل المبدعين العرب لأكثر من مائة عام

محليات

مدني لـ الصباح : العلاقات السورية- الكويتية قيد التطور .. ومستمرة في التقدم

أكد القائم بأعمال السفارة السورية لدى البلاد تميم مدني، أن العلاقات الكويتية- السورية قيد التطور، مبينا أنها مرت في الفترة الماضية بمرحلة هدوء لكنها الآن بحمد الله تتطور بشكل أفضل، وهي مستمرة في التقدم نحو العودة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية.
وقال مدني في لقاء مع برنامج «السفير» الذي يذاع على «قناة الصباح» إن سوريا متفائلة بالنسبة للعلاقات الثنائية مع كل الدول الشقيقة العربية، وبالأخص مع الكويت، وقد لاحظت منذ وصولي إلى هنا العام الماضي أننا بدأنا بتطوير العلاقة لتتحسن وتعود إلى مكانتها الطبيعية.
وأضاف أن الكويت لديها تاريخ وباع طويل في العمل الإنساني والعمل التنموي، خاصة لصالح الدول العربية الشقيقة، فما قامت به الكويت في السابق يمكن أن تقوم به في المستقبل بالنسبة لإعادة إعمار سوريا. ونحن بحاجة لاستثمارات لإعادة العمار لأن الرقم الذي تحتاج إليه سوريا لتتعافى من أزمتها هو رقم هائل. ولا بد للدول الصديقة والشقيقة أن يكون لها دور إيجابي، والكويت ليست غريبة على هذا الدور، فنحن نتمنى أن يكون للكويت دور فاعل في إعادة إعمار سوريا.
وإلى نص اللقاء...
 دعنا نبدأ بالحديث عن مستقبل العلاقات الكويتية السورية في خضم التطورات التي يشهدها الإقليم. كيف تتصورون في السفارة السورية شكل هذه العلاقات مستقبلاً بعد كل ما حصل؟
- بغض النظر عن ما يجري في منطقتنا، فالعلاقات قيد التطور بين سوريا والكويت. مرت في الفترة الماضية بمرحلة هدوء لكنها الآن بحمد الله تتطور بشكل أفضل، وهي مستمرة في التقدم نحو العودة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية.
 الآن وقد عاد القطر العربي السوري إلى الحاضنة العربية، هل أنتم متفائلون رغم كل ما يحصل في الإقليم وكل ما يحصل من حولكم في هذه البقعة التي تغلي؟
-    متفائلون بالنسبة للعلاقات الثنائية مع كل الدول الشقيقة العربية، وبالأخص مع الكويت. لاحظت منذ وصولي إلى هنا العام الماضي أننا بدأنا بتطوير العلاقة لتتحسن وتعود إلى مكانتها الطبيعية.
 كيف ترون الدور الذي قد تلعبه الكويت من جهة إعادة إعمار سوريا والجهود العربية الأخرى؟
-هذا سؤال مهم جداً. الكويت لديها تاريخ وباع طويل في العمل الإنساني والعمل التنموي ،خاصة لصالح الدول العربية الشقيقة، فما قامت به الكويت في السابق يمكن أن تقوم به في المستقبل بالنسبة لإعادة إعمار سوريا. نحن بحاجة لاستثمارات لإعادة العمار لأن الرقم الذي تحتاج إليه سوريا لتتعافى من أزمتها هو رقم هائل. لا بد للدول الصديقة والشقيقة أن يكون لها دور إيجابي، والكويت ليست غريبة على هذا الدور، فنحن نتمنى أن يكون للكويت دور فاعل في إعادة إعمار سوريا.
 كيف تتعامل الحكومة السورية مع أزمة اللاجئين الذين ربما يبدأون بالعودة الآن من كل الأماكن؟
- بالفعل، الإخوة الذين نزحوا إلى خارج سوريا أو حتى الذين نزحوا في الداخل لديهم الفرصة للعودة، والدولة السورية تهيئ كل الظروف الممكنة. كل مواطن سوري له الحق في العودة إلى بلده دون أي شرط أو التزام، وهذه سياسة الحكومة التي تقدم كل ما يلزم لعودة الوضع الاقتصادي عقب الإجراءات القسرية التي فرضت على سوريا ظلماً، والتي تؤثر على قدرة الدولة على توفير ما يلزم لعودة النازحين ولكن الباب مفتوح دون أي شرط أو تحفظات.
 أشرت إلى نقطة في غاية الأهمية وهي العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا. كيف تتعامل الدولة السورية مع هذه العقوبات؟ لا بد أن تأثيرها خانق على الموجودين في الداخل السوري وعلى الموجودين خارج سوريا. كيف تتعاطون مع هذه المسألة؟
- أولا أريد أن أوضح أننا لا نتحدث عن عقوبات لأن العقوبات هي التي تفرضها الأمم المتحدة
ولا توجد عقوبات مفروضة على سوريا من قبل الأمم المتحدة، وإنما هي إجراءات قسرية تفرضها بعض الدول لكننا تصدينا لها بكل ما يمكننا من وسائل سواء الدبلوماسية والاقتصادية ومن خلال التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة التي تتجاوز أو تحاول أن تتجاوز هذه العقوبات
رغم الصعوبات الكبيرة لكن هناك تجارب لدول أخرى نجحت في بعض المجالات. نحن سنمضي في هذا المسار.
 سوريا مثل بقية الدول العربية، توجد في منطقة تغلي بالتوترات. في خضم ما يحصل من عدوان صهيوني على غزة وفلسطين ولبنان وسوريا التي تتلقى ضربات من الكيان الصهيوني في الداخل السوري، ما الذي يمكن أن تتخذه الحكومة السورية من إجراءات لكي تحافظ على سيادتها وسلامة أراضيها؟
-كما تفضلت نحن جزء من هذه المنطقة وجزء من هذا الصراع مع العدو الصهيوني منذ أكثر من سبعين سنة، وسنستمر في المواجهة ضد العدوان، وهذا مفروض على سوريا التي لن تستسلم هي ولا بقية الجهات التي تقاوم. نحن ندعم المقاومة بكل الوسائل المتاحة، ونسعى لحماية سيادة سوريا بالوسائل المتاحة. الحرب التي تشن على سوريا منذ عام 2011 كان هدفها الحقيقي إضعاف قدرة سوريا على المقاومة ضد الكيان الصهيوني وهذا ما حصل، لذلك نتعرض لهذه الضربات. وهذا يثبت أننا جزء من هذه الحرب الشاملة.
 علام تعولون أكثر في إنهاء هذه الأزمة وإيقاف الاعتداءات الصهيونية المتكررة؟ هل تفكرون بالحل السلمي السياسي الدبلوماسي؟
-هذا المنطق لكن على أرض الواقع نرى أنه لا توجد نية لدى الكيان الصهيوني ولا للولايات المتحدة ولا لبعض الدول الإقليمية التي قد يكون لها دور في وقف هذه المجازر التي تجري يومياً. بالنسبة لنا لا يوجد حل الآن سوى أن نستمر في المقاومة إلى أن يفهم هذا العدو الصهيوني أنه لا يمكن أن يستمر في هذه المجازر وأنه يجب أن يحاسب عليها. الخيار لدينا هو الاستمرار في المقاومة، والسعي لحل سياسي إذا كان ذلك بالإمكان.
 أتيت على ذكر الأمم المتحدة. ربما في الوقت الحالي يشهد دور الأمم المتحدة ضعفاً أكثر من ذي قبل. يطالب لبنان منذ فترات طويلة بتطبيق القرار 1701 إلا أنه لا يجد أذناً صاغية، بالنسبة لكم كيف ترون دور الأمم المتحدة وما الذي يضعفه بهذا الشكل؟
-ما يضعفه هو الولايات المتحدة التي تهيمن على القرار الأممي، لذلك نحن نسعى إلى عالم متعدد الأقطاب لا يكون القرار فيه بيد دولة واحدة ذات توجه سياسي معين بل في يد عدة دول ليكون هناك توازن. نحن نسعى لهذا التوازن من خلال مقاومة هذه الغطرسة وهذا التوجه السياسي الذي يدمر وطننا العربي. بالنسبة لنا، فالأمم الممتحدة حاليا عاجزة مثل عجز معظم الدول عن فعل أي شيء. وإذا كانت الدول عاجزة، فستصبح الأمم المتحدة عاجزة هي الأخرى بسبب السيطرة الأمريكية على صنع القرار.
 نسمع أصواتا دبلوماسية في الكويت مثل المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، تطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة باستمرار بتفعيل دورها أكثر لإيقاف آلة الاحتلال الصهيونية عن المجازر التي ترتكبها في كل الدول العربية لكن في موازاة هذا المعسكر الأمريكي إن صحت التسمية، هناك المعسكر الروسي الصيني، وسوريا تحسب ولو من طرف خفي على هذا المعسكر. كيف تفسر هذا الأمر؟
-    أود أن أنوه بموقف الكويت المشرف الذي يعبر عنه دائماً المسؤولون الكويتيون، والداعم للقضية الفلسطينية وللحفاظ على سيادة الدول، ونشكر الكويت على هذا الموقف. أما بالنسبة إلى موضوع الصين وروسيا، فنعم، نحن أصدقاء وحلفاء مع الصين وروسيا لأننا نرى أنهما لا تتدخلان في شؤوننا الداخلية كما تفعل الولايات المتحدة والدول الغربية، وهما لا تسعيان إلى تغيير أنظمة أو فرض سيطرتهما بالقوة بل تسعيان من خلال التعاون الاقتصادي والفني والثقافي لخلق حالة من التوازن مع العالم الغربي الذي بدأ يفقد مصداقيته وقدرته على فرض ما يريد. في الفترة الماضية كان العالم الغربي يستطيع فرض ما يريد بشكل عام لكن الآن هناك حركة شعبية ودولية لمواجهة هذه الغطرسة.
 في الداخل السوري، هناك قضية الإرهاب التي يتم الحديث عنها باستمرار لكن بشكل غير واضح، فلا نعرف من الذي يقوم بهذه العمليات الإرهابية في الداخل السوري، كيف تفسر لنا أبعاد هذه المسألة؟
-إنها مجموعات إرهابية مسلحة بدأت بتنظيمات دُعمت من دول من الخارج باعتراف مسؤولين أمريكيين مثل هيلاري كلينتون التي أقرت بأن الولايات المتحدة أسهمت في خلق تنظيمات مثل داعش وجبهة النصر التي وُجدت بدعم من هذه الدول للضغط على سوريا وتدميرها، وهذا ما كانوا على وشك تحقيقه لولا صمود الشعب السوري في مواجهة هذه المجموعات الإرهابية. وما زالت هناك تنظيمات إرهابية في بعض المناطق، وسنستمر في الحرب ضد الإرهاب حتى القضاء على هذه المجموعات، وهذا واجبنا كدولة عضو في الأمم المتحدة، فعلينا تنفيذ قرارات المنظمة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ونطالب الدول الأخرى بالالتزام بهذه القرارات لمساعدتنا والتعاون لمكافحة هذه الآفة.
  إذاً هناك تنسيق بينكم وبين دول الجوار مثل لبنان والأردن؟ وكيف هو التنسيق على مستوى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويله؟
-هناك تنسيق مع العراق والدول المجاورة ومع الدول الإقليمية والدول الكبرى ومع منظمات الأمم المتحدة التي تفرض علينا هذا التعاون. لذلك هناك آليات ومستويات مختلفة من التعاون لكن الحوار مفتوح دائماً ونطالب بالتعاون في هذا المجال لأنه ضروري لاستعادة الاستقرار في المنطقة. لن تتم السيطرة على هذه المجموعات إلا بتعاون الجميع، فلا يمكن لدولة واحدة أن تكافح الإرهاب بمفردها.
 إلى أي مدى تعتقد أن روسيا قادرة على فرض كلمتها وحضورها في المنطقة وتغيير المشهد السياسي أو العسكري على الأقل؟
- نحن لا نقف في جانب أحد ولا ضد أحد بل نقف مع الحق ومع من يدعم سيادة سوريا. روسيا تدعم سيادة سوريا وتقف معنا ونحن نقف معها، فهي صديق وحليف منذ عشرات السنين ولم يتغير هذا الموقف لأنها لا تتدخل في شؤوننا الداخلية. لا أظن أن روسيا تسعى لفرض كلمتها بل تسعى لإيجاد حلول غير تلك التي تلجأ إليها الولايات المتحدة التي تسعى لفرض كلماتها. نحن لا نسعى لخلق عداوة مع الولايات المتحدة أو الدول الغربية بل هم الذين يعادوننا فنحن فقط نتلقى العداء ونرد عليه، وليس لدينا أي شيء ضد الشعب الأمريكي أو الشعوب الغربية. مشكلتنا مع الإدارات الأمريكية أو مع الدولة العميقة الأمريكية التي تسعى ومن خلفها اللوبي الصهيوني إلى التأثير على الوضع في سوريا وفي المنطقة.
 هناك الواقع بتصوره المعروف الذي يشهده الجميع، وهناك أشياء خلف الكواليس، وهناك أشياء يتصورها العامة. ربما مما يتصوره العامة ويراه البعض أمراً واقعاً أن سوريا تحسب على إيران وتحسب على روسيا. هل تستطيع أن تلقي شيئا من الضوء على هذا التصور؟
- ليست المسألة أننا نحسب على دولة أو أخرى. نحن أصدقاء وحلفاء لهذه الدول لأنها قامت بدعم سوريا في محنتها كما كنا ندعمها في أوقات أزماتها، فهذا شيء متبادل ومتوافق عليه، لأننا أيضا لدينا نفس التوجهات بالنسبة لرؤيتنا للنظام العالمي الذي يجب أن يكون متعدد الأقطاب ويعمل على تطبيق الشرعية الدولية بالطريقة السليمة وليس بالطريقة التي تدعي الولايات المتحدة وحلفاؤها تطبيقها. نحن نرى أن من يقف معنا يجب أن نقف معه، ومن يأتي لمساعدتنا يجب أن نحترمه.
 هناك حرب دائرة بين الكيان الصهيوني والدول العربية الثلاث إذا أدخلنا سوريا في هذا المحور. اغتيال السيد حسن نصر الله، واسماعيل هنية ويحيى السنوار، وهي قيادات إسلامية كبيرة، إلى أي مدى تعتقد أن غيابها عن المشهد السياسي سيؤثر ويضعف القدرة العربية على الرد؟
- حزننا كثيرا على اغتيال بعض القيادات المقاومة في وطننا العربي، ونحن لا نراها فقط قيادات إسلامية عربية فحسب بل قيادات إسلامية عالمية مقاومة تدافع عن السيادة وعن الشعوب. هذه المجموعات والتنظيمات استطاعت أن تتجاوز مرحلة اغتيال القيادات لأنها ولادة وتخلق قيادات، وعلى أرض الواقع، بات واضحا أن حزب الله ما يزال يقاوم في جنوب لبنان وأخلى شمال فلسطين من المستوطنين وهذا إنجاز له رغم كل الضربات التي تعرض لها. صحيح أنها حرب وسيكون لها أضرار وخسائر لكن هناك أيضاً حالات انتصار، وأنا واثق أن المقاومة التي تدافع عن أرضها وشعبها ستنتصر إن شاء الله.
 كيف تنظر القيادة السورية إلى التقارب الخليجي الإيراني الذي لمسناه في الفترة السابقة؟ هل أنتم راضون عن هذا التصور؟
- بالطبع، وهذا ما سعينا إليه دائماً، ولطالما حاولت سوريا تقريب وجهات النظر بين دول الخليج وإيران، لأننا نرى أننا جيران، ولا بد أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا. ومن الجيد بالنسبة إلينا ان يكون هناك تقارب إيراني خليجي عربي، ولا يمكننا إلا أن نرحب به.
 دعني أختم معك الجزء السياسي من هذا اللقاء بما ترونه كقيادة سورية مطلوبا من الدول العربية ودول المحور على خط المواجهة مع الكيان الصيوني. ما المطلوب منها لمزيد من التفعيل في المقاومة؟
-المطلوب هو التعاون وعدم التنازل عن المبادئ الأساسية، فنحن نواجه عدواً متغطرساً لا يقف عن حد في المجازر والجرائم التي يرتكبها. لذلك لا بد من التعاون والتنسيق لمواجهة هذا العدوان. نحن بحاجة لمزيد من هذا التعاون والتنسيق لنتمكن من الانتصار على هذا العدوان.
 مضى عليك عام ونيف في الكويت، كيف ترى الحياة فيها؟ هل تعتقد أن هناك أوجه شبه بين الحياة هنا وبين الحياة في دمشق؟
- الدول العربية تتشابه في كثير من العادات والتقاليد لكن كانت مفاجأة سارة لي أن وجدت الحياة في الكويت أفضل بكثير مما كنت أتوقع. كانت أول زيارة لي للكويت عند التحاقي بعملي هنا، وأنا وعائلتي في غاية السرور لوجودنا في الكويت بين الأهل والأصدقاء. رأيت من الإخوة الكويتيين ترحيباً ومحبة فائقة.
 أنت تزورهم في الديوانيات وتتفاعل معهم على الصعيد الشعبي.
- هذه الزيارات هي من أنشطتي بشكل يومي، فأنا أزور الإخوة في الديوانيات وفي منازلهم، وهذه تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي وأعتقد الجميع يعرف أن هذه تجربة خاصة بدولة الكويت، ولا توجد في مكان آخر، وأنا مسرور جدا لخوض هذه التجربة.
 الحياة كدبلوماسي ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، فأنت تتنقل مع عائلتك من بلد إلى بلد، والأطفال تختلف مدارسهم ونمط حياتهم. كيف تصف هذا الأمر؟
- فعلاً، الحياة كدبلوماسي ليست كما يتصورها البعض، فهي ليست مفروشة بالورود بل هي صعبة جدا خاصة على الأطفال من حيث التنقل بين الدول والعودة إلى سوريا أو إلى العاصمة والذهاب إلى مكان آخر قد يكون مختلفاً بطبيعته ومجتمعه ومدارسه لكني عرفت الحياة الدبلوماسية عن طريق وخالي الذي كان سفيراً، وكذلك زوجتي التي كانت زميلتي في وزارة الخارجية، وهذا يجعل الأمر أسهل علي.
هذا السؤال في غاية الأهمية، كيف تحدث التوازن المطلوب بين الحياة الشخصية والحياة الدبلوماسية؟
- هذا موضوع صعب ويتطلب الكثير من الجهد لإعطاء الوقت الكافي للعائلة مقابل العمل الدبلوماسي الذي يمكن أن يستمر لـ24 ساعة، فقد يأتيك اتصال في أي وقت لحل مشكلة أو للقيام بمبادرة معينة.
 أود أن أسألك عن الشخصية التي أثرت في مسيرتك الدبلوماسية. أعرف أن خالك وجدك كانا دبلوماسيين، فهل يشكلان القدوة لك؟
- قدوتي هو والدي. منذ أن كنت في سن السادسة، كنت أقول إنني أريد أن أصبح سفيراً، وقررت أن أستمر في هذا المجال إلى نجحت، وتدرجت في وزارة الخارجية. لقد ترعرعت في ظل قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكان له تأثير كبير على تكوين شخصيتي. من اللحظات التي شكلت قراري بالعمل في السلك الدبلوماسي خروج ياسر عرفات ومعه مجموعة من الإخوة الفلسطينيين الجرحى والمقاتلين من لبنان عام 1982 ووصولهم إلى اليونان حيث كان والدي سفيراً، وكان عميد السلك، فكان في استقبالهم. وزرت معه بعض الجرحى من الفلسطينيين الذين كانوا يقاومون الاحتلال الإسرائيلي. وتلك اللحظة كانت مؤثرة في قراري بالعمل من أجل دعم القضية الفلسطينية من خلال العمل الدبلوماسي.
 ماذا عن اللحظة التي أسهمت في تشكيل الخبرة الدبلوماسية التي يتمتع بها تميم مدني؟
- ربما يصعب أن أختار لحظة بذاتها لكن يمكنني أن أقول إنها كانت لقائي لأول مرة بالسيد الرئيس بشار الأسد. لم أكن دبلوماسيا بعد لكني كنت في طور الإعداد في وزارة الخارجية، وكانت الفترة الأساسية التي تعلمت فيها منه الكثير. وبعدها عملت مع أشخاص مخضرمين في العمل الدبلوماسي مثل الوزير الراحل وليد المعلم الذي عملت معه لمدة سنة تعلمت خلالها الكثير.
  أود أن أختم معك بكلمة لأبناء الجالية السورية في الكويت بماذا تعدهم؟
- أؤكد لإخوتي أبناء الجالية السورية أننا هنا في السفارة نسعى بكل طاقة لأن نجعل حياتهم في الكويت أفضل وأسهل من خلال العمل مع الجانب الكويتي. كل الشكر للسلطات الكويتية وخاصة معالي وزير الداخلية على قراراته بالسماح بالزيارات العائلية والاتحاق بعائل للسوريين، ما سهل عليهم الحياة كثيراً. المعاملات في السفارة أصبحت متاحة بشكل سلس ودون تعقيدات بقرار من السيد الرئيس بمنح كل مواطن سوري كل الإثباتات والأوراق التي يطلبها بغض النظر عن انتمائه أو توجهاته ودون أي تمييز. ومن المهم للمواطن السوري أن يحصل على جواز سفر من السفارة، وفعلاً استطعنا في العام الماضي أن نؤمن هذه المتطلبات لكل أبناء الجالة السورية. هناك المزيد مما سنقوم به بالتعاون مع الجانب الكويتي.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق