اكد سفير موريتانيا في البلاد د. محمد الأمين الشيخ لـ « الصباح « ان الكويت من اكبر داعمي البرامج التنموية لموريتانيا من خلال الصندوق الكويتي للتنمية العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وذلك في اطار العلاقات التاريخية بين البلدين والتوجيهات من القيادتين بفتح مجالات التعاون الى افاق ارحب.
واشار الى اللقاءات على المستوى القيادي ،واخرها بين رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد في العاصمة الأذربيجانية باكو أثناء مؤتمر قمة العمل المناخي لقادة دول العالم الذي عقد من12الى 13 نوفمبر 2024، وقبل ذلك في نيويورك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
واضاف: وعلى المستوى الرئاسي ، توجد اكثر من زيارة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للكويت، اخرها في ديسمبر الماضي لتقديم واجب العزاء لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بوفاة الامير الراحل الشيخ نواف الأحمد. اضافة الى زيارات عدة في عهد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد .
واوضح السفير د. الشيخ ان التعاون الموريتاني الكويتي ضارب في التاريخ وتعود جذوره إلى علاقات ثقافية وعلمية نسجها أساتذة وعلماء موريتانيون في أوائل القرن العشرين الميلادي .
وأضاف: أما بالنسبة للعلاقات السياسية والاقتصادية فقد بدأت عقب استقلال الدولتين في الستينات حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1969،وتوطدت بالزياراتين المتبادلتين بين قائدي البلدين أنذاك المغفور لهما أمير الكويت الشيخ صباح السالم والرئيس الموريتاني المختار ولد داداه في منتصف السبعينات ثم زيارتين قام بهما لموريتانيا
أمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد في العامين 2010 و 2017، علاوة على زيارتي الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني للكويت في العامين 2020 و 2024 .
واشار الى ان الكويت من أوائل الدول التي واكبت التنمية الاقتصادية في موريتانيا عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي اللذين قاما بتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية في موريتانيا من طرق وماء وكهرباء ومشاريع كبرى هيكلية ،وقدمت الكويت تسهيلات مهمة في تسوية ملف مديونية الكويت على موريتانيا التي تمت تسويتها بموجب اتفاق تم توقيعه بين البلدين سنة 2021 .
وتابع : عموما فإن العلاقات الموريتانية الكويتية ظلت دائما علاقات أخوية حميمة على مختلف الأصعدة يغذيها القرب الوجداني رغم البعد الجغرافي ،وهي في الوقت الحاضر تشهد أزهى فتراتها.
وحول التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب ومشاركة موريتانيا في مؤتمر تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وآليات أمن الحدود الذي عقد الكويت في 4 نوفمبر 2024، اكد السفير د. الشيخ ان انعقاد هذا المؤتمر كان حدثا مهماً من حيث أهمية الموضوع وحاجة العالم إليه ومن حيث مستوى الحضور والمشاركة وكذلك أهمية النتائج والتوصيات،حيث افتتح من قبل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد والرئيس الطاجيكي امام علي رحمان،وحضره ما يناهز أربعين وزيراً وما يزيد على 400 مشارك من القارات الأربع واتخذت فيه قرارات وتوصيات مهمة تضمنها إعلان الكويت الذي أكد على تعزيز الدعم الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب للدول المتضررة في أفريقيا ،وإنشاء مستودع للممارسات الجيدة على المنصة الافتراضية لاتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب.
وعن المشكلات التي تواجه القارة الإفريقية ورئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الأفريقي ، أوضح السفير
د الشيخ أن الرئيس الغزواني، انتخب لرئاسة الاتحاد الأفريقي لهذه السنة 2024 لمدة عام واحد-كما هو نظام الإتحاد الأفريقي-ولا يخفى على الجميع ما يواجه هذا الاتحاد من مشاكل وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية .
وأعاد السفير د. الشيخ الى الاذهان زياراته السابقة للكويت ، وزيرا
للثقافة والإعلام في حكومات موريتانية سابقة ، حيث كانت الزيارة الأولى في 2016 بدعوة من الديوان الأميري لحضور افتتاح مركز الشيخ جابر الثقافي «وحظيت خلال هذه الزيارة بمقابلة المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله».
واضاف : والزيارة الثانية ،كانت سنة 2017 ، رئيسا لوفد موريتانيا لانتخاب مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»
وخلال الزيارتين حظيت بحفاوة كبيرة وعناية فائقة ولمست ماعُهد به أهل الكويت من كرم الضيافة وجميل الوفادة .
وتابع : سعدت خلال زيارتي الأولى سنة 2016 بصحبة ومرافقة وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب أنذاك الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح وكانت لنا معه وبعض وزراء الإعلام والثقافة العرب ذكريات جميلة.
أمازيارتي الثانية سنة 2017 فكان بصحبتي ومرافقتي وزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد الفارس ولنا معه هو لآخر ذكريات جميلة خلال هذه الزيارة التي انتخبنا فيها مرشح الكويت للإدارةالعامة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» وكان حينئذ عبد العزيز الحربي الذي أصبح بعد تركه لإدارة المنظمة وكيلاً ثم وزيراً للتربية بالكويت لمدة عدة أشهر.
و رأى السفير د. محمد الأمين الشيخ كوزير سابق للثقافة والإعلام في موريتانيا ان افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 47 ، يكتسي أهمية خاصة، خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد فيها الكويت وتعيش أحداثا ثقافية بارزة كاختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية للعام 2025، وأيضا عاصمة للإعلام العربي للعام المقبل .
واضاف : وكل هذه ألاحداث تعيد إلى الأذهان الريادة الثقافية للكويت في الوطن العربي التي تذكرنا بإطلالات وتحقيقات مجلة العربي التي صدر عددها الاول في ديسمبر 1958، كان لها الفضل الكبير في نشر ثقافة وتراث الشعوب العربية.