بعد اقل من اسبوعين من ابداء الكويت رغبتها في فتح سفارة في طاجيكستان في المستقبل القريب، وذلك خلال المحادثات التي اجراها الرئيس الطاجيكي امام علي رحمان في الكويت خلال الفترة من الثالث الى الخامس من نوفمبر الحالي، أعلن مساعد وزير الخارجية لشؤون اسيا السفير سميح حيات، ان الكويت تبحث حاليا مع عميد السلك الدبلوماسي وسفير طاجيكستان لدى البلاد د. زبيد الله زبيدوف فتح السفارة في العاصمة دوشنبه، وان الكويت تعمل على ذلك باسرع وقت ممكن حيث سترشح سفيرها والجانب الطاجيكي ياخذ وقته في الرد ، وهذه امور متعارف عليها دوليا بين الحكومات ، املا ان يحظى هذا الترشيح بموافقة الرئيس الطاجيكي ومن ثم الاعلان رسميا عن اسم السفير ، مضيفا «ابشركم انه تم تخصيص ارض بالمنطقة الدبلوماسية في غرب مشرف لبناء سفاره طاجيكية دائمة في الكويت».
جاء ذلك في ردود السفير حيات على اسئلة الصحافيين اثناء حضوره الاحتفال الذي اقامه عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان د. زبيد الله زبيدوف في مقر سفارته مساء الخميس الماضي بمناسبه الاحتفال بالذكرى 33 لاستقلال طاجيكستان والذكرى ال 30 لاقرار دستورها، وذلك بحضور حشد كبير من اركان وزارة الخارجية والسفراء العرب والاجانب وكبار المسؤولين والمدعوين .
ووصف السفير حيات العلاقات بين الكويت و طاجيكستان بانها في ذروتها، مشيرا الى زيارة الرئيس رحمان للبلاد،
و التوقيع على 8 اتفاقيات، «وهذا ليس بغريب عن العلاقات بين البلدين حيث ان الكويت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال طاجيكستان، واستمرت وستستمر في هذا الدعم «.
من جانبه، اشار د. زبيدوف في كلمته التي القاها في الحفل، الى ان العلاقات الدبلوماسية بين طاجيكستان و الكويت أقيمت في 1995 ، والعام المقبل سنحتفل بالذكرى الثلاثين لهذه العلاقات ، مؤكدا إن طاجيكستان تعتبر
الكويت شريكا مهما وموثوقاً في المنطقة والعالم.
وقال السفير د. زبيدوف ان العلاقات المتميزة بين دوشنبه والكويت مبنية على الصِلات الروحية والتاريخية، وكذلك على العلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين، ومن أبرز المحطات الحديثة على مسار العلاقات الثنائية هي الزيارة الرسمية للرئيس إمام علي رحمان للكويت خلال الفترة من3 الى 5 نوفمبر الحالي، حيث أجرى مباحثات بناءة مع أخيه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ، وأخيه سمو ولي الشيخ صباح الخالد وكبار المسؤولين الكويتيين لبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات.
ولفت الى ان التوقيع خلال هذه الزيارة على حزمة جديدة من الاتفاقيات الثنائية ، يشكل أرضية قوية لفتح آفاق جديدة للتعاون بين طاجيكستان والكويت خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية،
ومن نتائج هذه الزيارة هي أن الكويت أعربت عن رغبتها في فتح سفارتها في طاجيكستان في المستقبل القريب، الأمر الذي سيسهم في تنمية العلاقات بين البلدين.
واضاف: أود أن أؤكد أن الكويت لها دورها المشهود في دعم مسيرة طاجيكستان التنموية، وذلك عبر المؤسسات المالية والصناديق التنموية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية،وفي الوقت الراهن نعمل سويا على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
وتابع : وفي إطار هذه الجهود يتم التحضير الآن لعقد الدورة المقبلة للجنة الطاجيكية الكويتية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني في الكويت.
واوضح تعاون الكويت وطاجيكستان بشكل وثيق في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحوار التعاون الآسيوي (ACD) ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولديهما مواقف مماثلة ورؤى مشتركة تجاه القضايا الدولية والإقليمية.
وفي إطار التعاون متعدد الأطراف بين البلدين استضافت الكويت المؤتمر الدولي الرفيع المستوى في 4و5 نوفمبر الحالي تحت عنوان «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود – مرحلة دولة الكويت من مسار دوشنبه»، وذلك بالتعاون مع طاجيكستان ومكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، حيث حضره الرئيس إمام علي رحمان وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد .
واعرب عن تطلع طاجيكستان إلى مواصلة التنسيق والتعاون المثمر مع الكويت في المحافل الدولية والإقليمية.
ورفعَ د.زبيدوف خالصَ الشكرِ والتقديرِ إلى «القيادة الكويتية الكريمة لدعمها المستمر لتنمية وتوثيق علاقات التعاون بين طاجيكستان والكويت، واخص بالشكر وزارة الخارجية الكويتية لدعمها المستمر لعمل سفارة طاجيكستان والسلك الدبلوماسي المعتمد في الكويت بشكل عام، متمنياً للكويت قيادة وحكومة وشعباً دوام الأمن والاستقرار والرقي والازدهار».
وعن مناسبة الاحتفال، أوضح السفير د. زبيدوف :ان طاجيكستان نالت استقلالـَهَا في التاسعِ من سبتمبر 1991، «ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى ثلاثٍ وثلاثينَ سنةً مضتْ تسير بلادي بقوةٍ في مسيرتِها لحفظِ استقلالها وسيادتها وتحقيقَ إنجازاتٍ مُتلاحقة ، ومن الخطواتِ التاريخيةِ التي تم اتخاذتها في طاجيكستان في السنواتِ الأولى من الاستقلال هو إجراء استفتاء شعبي لإقرار دستور جديد للبلاد، وذلك في السادسِ من نوفمبر عام 1994».
و قال :اليوم تمضي طاجيكستان تحت قيادة الرئيس إمام علي رحمان وبعزيمة راسخة نحو مستقبلِهَا الزاهرِ في إطارِ البرامج والرؤى والاستراتيجيات، بما فيها الاستراتيجية الوطنية للتنمية حتى عام 2030 التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: الطاقة والاتصالات والأمن الغذائي والصناعة.
كما أن طاجيكستان يتصاعد دورها على المستويين الإقليمي والدولي، ولها عدة مبادراتٍ دولية تتمثل في إدارة الموارد المائية والمناخ ومكافحة الإرهاب وتحقيق التكامل والاندماج الإقليمي.