"كونا": يصل إلى البلاد اليوم الأحد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والوفد المرافق لسموه في زيارة دولة يجري سموه خلالها مباحثات رسمية مع أخيه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
من جهته، أكد سفير دولة الكويت في أبوظبي جمال الغنيم أن الزيارة المقرر أن يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظه الله إلى دولة الكويت للقاء أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اليوم الأحد تأتي تتويجا لنموذج فريد ومتميز من التعاون والتنسيق الدائم بين البلدين الشقيقين.
وقال السفير الغنيم في تصريح لـ"كونا" إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يحل ضيفا كبيرا على الكويت قيادة وحكومة وشعبا وبين أهله وإخوانه في زيارة دولة تاريخية بكل المقاييس تجسد عمق العلاقات الثنائية الراسخة والوثيقة وتترجم طبيعة ومتانة العلاقة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات إلى جانب ما وصلت إليه العلاقات الآن من تقدم وازدهار.
وشدد على أهمية المباحثات التي ستتناولها القمة بين صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وصاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لاسيما وأن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة وحرجة وتحديات كبيرة أبرزها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والتي تستوجب التنسيق والتشاور المستمرين بين قيادتي البلدين الشقيقين.
كما لفت إلى أن لقاء القمة من شأنه أيضا الارتقاء بالعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أرحب لاسيما في ظل تطلعهما إلى زيادة حجم التبادل التجاري وفتح مجالات أوسع للتعاون الثنائي ضمن منظومة العمل الخليجي والعربي المشترك وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤى البلدين نحو مستقبل أفضل لشعبي البلدين الشقيقين وشعوب المنطقة.
وقال السفير الغنيم "لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نستذكر المسيرة الزاخرة للعلاقات الأخوية بين دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة طوال عقود طويلة والقائمة على الوحدة المصير والتعاون الثنائي المتعدد المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والتعليمية والتربوية والثقافية وغيرها".
من جانبه، أكد القنصل العام لدولة الكويت في دبي والإمارات الشمالية السفير علي الذايدي أن الزيارة المقرر أن يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظه الله إلى دولة الكويت اليوم الأحد تنطوي على أهمية خاصة في ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحديات إقليمية.
وأعرب الذايدي في تصريح لـ"كونا" عن بالغ سروره وترحيبه بضيف البلاد الكبير الذي يصل إلى البلاد اليوم الأحد في زيارة دولة قائلا "إننا على ثقة بأن هذه الزيارة ستعود بالخير والنماء على بلدينا وشعبينا الشقيقين فقد اثبت الاحداث التاريخية عمق الروابط التي تجمع البلدين في أوقات الشدة والرخاء".
وأفاد بأن هذه الزيارة تجسد التزام البلدين بالعمل معا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة "ونحن نتطلع إلى نتائج مثمرة لهذه الزيارة وسنعمل معا من أجل مستقبل مزدهر لشعوبنا".
وقال إن الكويت والإمارات أثبتتا على مر السنين تفانيهما في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم وترجمة مبادئ وميثاق الأمم المتحدة في السلم والأمن الدوليين ومن المؤكد أيضا أن هذه الزيارة ستساهم في تعزيز أواصر التعاون المشترك.
وأكد أن الزيارة تتوج مسيرة زاخرة من العلاقات الأخوية الممتدة والعميقة بين البلدين الشقيقين والعمل على الارتقاء وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
ونوه الذايدي بعمق العلاقات الثنائية والتوافق في الكثير من القواسم التي تسهم في تعزيز التطلعات والتعاون في كثير من المجالات والبرامج مؤكدا أن العلاقات التي تجمع قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين تتميز بمتانتها وأصالتها التاريخية.
ووصف العلاقات الكويتية - الإماراتية بأنها نموذج يحتذى به في إطار منظومة التعاون الخليجي والعربي المشترك "إذ تجمعنا رؤى مستقبلية مشتركة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين" وهنا تبرز أهمية هذه الزيارة في تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية وتبادل الخبرات من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات التكنولوجيا الطاقة والسياحة.
بدوره أكد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البلاد الدكتور مطر النيادي أن الزيارة التاريخية المقرر أن يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى دولة الكويت اليوم الأحد تأتي في إطار العلاقات الإماراتية - الكويتية الراسخة التي تقوم على روابط الدم والنسب والتاريخ المشترك.
وقال السفير النيادي لـ"كونا" بمناسبة قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظه الله بزيارة دولة إلى بلده الثاني الكويت اليوم الأحد تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إن الزيارة تؤكد تطور تلك العلاقات والروابط بشكل مستمر وتستند إلى دعم قائدي البلدين.
وشدد على أن الزيارات واللقاءات والاتصالات بين المسؤولين في البلدين الشقيقين مستمرة للتشاور والتنسيق على جميع المستويات وفي مختلف المجالات.
وأضاف أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله وصف هذه العلاقات الأخوية المتجذرة بقوله: "تربطنا بالكويت علاقات أخوية تاريخية تقوم على أسس راسخة من التفاهم والاحترام على المستويين الرسمي والشعبي.. ونحن حريصون على العمل معا على تقوية هذه العلاقات وتنميتها ودعم العمل الخليجي المشترك وتعزيز أسس الاستقرار والازدهار في المنطقة لمصلحة شعوبها كافة".
وذكر السفير النيادي أن لدولة الكويت الشقيقة محبة ومكانة في قلب كل إماراتي وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله عن هذه المحبة والمكانة بقوله: "حب الكويت وأهل الكويت محفور في أرضنا وفي قلوبنا وفي تاريخنا.. علاقتنا مع الكويت هي علاقة أخوة وعزوة وقرابة".
وأضاف "لذلك فإن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله واللقاء مع أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة تعكس وترسخ العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين وتفتح آفاقا جديدة ومتعددة للتعاون في مختلف المجالات".
وأوضح أن هذه الزيارة تأتي بعد مرور شهرين من انعقاد الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين البلدين وما صاحبها من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون في مجالات مختلفة أهمها تجنب الازدواج الضريبي والدفاع والبنية التحتية والأمن السيبراني والبيئة وتقنية المعلومات.
وبين أن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين من خلال وضع أطر عمل تساهم في الاستفادة من الفرص والإمكانات التي تمتلكها الدولتان بما يعود بالنفع والفائدة المشتركة على البلدين الشقيقين.
وذكر أن هذه الزيارة تأتي بعد الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى بين البلدين الشقيقين والتي استهلت في عام 2024 بزيارة دولة مهمة لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى دولة الإمارات ولقائه مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ومما لا شك فيه أنها ساهمت في دفع جهود التعاون والتنسيق إلى آفاق أوسع بين البلدين الشقيقين.
ولفت إلى أن من بين الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى أيضا وخلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح حيث تم استعراض مجمل العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن التبادل التجاري يعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين فقد بلغ بنهاية النصف الثالث من هذا العام 36 مليار درهم أي ما يعادل 3 مليارات دينار كويتي تقريبا في وقت تأتي الإمارات في المركز الثاني عالميا كأكبر شريك تجاري لدولة الكويت الشقيقة.
كما أشار إلى أنه في المقابل حلت دولة الكويت في المرتبة الثانية عشرة بين أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات حول العالم وتستحوذ الإمارات على أكثر من 55 في المئة من إجمالي تجارة الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي وفقا لبيانات عام 2023 كما ترتبط الإمارات مع الكويت الشقيقة برحلات جوية تصل إلى 162 رحلة أسبوعيا تساعد على تعزيز التواصل وزيادة حركة السفر والسياحة بين البلدين الشقيقين.
وجدد السفير النيادي التأكيد على أن العلاقات بين الإمارات والكويت تعد نموذجا استثنائيا وثريا للتعاون والتكاتف على كل الصعد والتي تستمد قوتها من جذورها التاريخية المتأصلة ومن حرص قيادتي البلدين على دفعها نحو المزيد من التطور والتقدم واستثمار الفرص المتاحة في هذا الشأن.
وأكد أن ذلك يلبي طموحات الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية هذه المنظومة الخليجية التي أسست بناء على فكرة توافق عليها قادة دول مجلس التعاون وتحولت إلى واقع بإعلان تأسيسه في قمة أبوظبي التي عقدت في مايو 1981.
واختتم تصريحه قائلا "اليوم نحن نرى الإنجازات والنجاحات التي تحققت في ظل هذا الصرح الخليجي الذي ساهم في تعزيز الروابط والتكامل والتنسيق بين أعضائه في مختلف المجالات بما يحقق المزيد من النماء والازدهار لدول وشعوب مجلس التعاون".
هذا وقد عززت الزيارات المتبادلة بين قيادتي دولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين وأضفت أبعادا وآفاقا أعمق على الشراكة الاستراتيجية المتجذرة على مدى عقود في عام حافل بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
وتمثل زيارة دولة التي يقوم بها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى دولة الكويت اليوم الأحد خطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين التي وطدها حرصهما الدائم على تطويرها في كل المجالات.
وتأتي الزيارة استكمالا لما نهجته القيادات الحكيمة في البلدين الشقيقين على مدار العقود الماضية من تبادل الزيارات الدورية تعزيزا للروابط الوطيدة التي تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين وتأصيلا للعلاقات الثنائية والمصير المشترك والشراكة الاستراتيجية بينهما.
وشهد تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الممتد نحو ستة عقود زيارات متبادلة لكبار المسؤولين فيهما استهدفت تطوير العلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر بين الجانبين وتعزيز التعاون والتنسيق حيال الملفات ذات الاهتمام المشترك إقليميا وعالميا.
وازدادت تلك العلاقة رسوخا في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي زار الإمارات في الخامس من مارس الماضي في زيارة دولة حيث عقد محادثات مع سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان بحثا خلالها العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وصدر عقب تلك الزيارة بيان مشترك أشاد فيه الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما في المجال السياسي والقنصلي والدبلوماسي والاقتصادي والتجاري والمالي والاستثماري والقطاع الخاص والطاقة والأمن السيبراني والاتصالات والتكنولوجيا والنقل البحري والموانئ إضافة إلى مجالات التعاون الأخرى العديدة.
وأشاد الجانبان في البيان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية حيث بلغ حجم التجارة الخارجية السلعية غير النفطية بين البلدين في العام 2023 نحو 2ر12 مليار دولار أمريكي بنمو نسبته 2 في المئة مقارنة بعام 2022 مؤكدين أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما واستثمار الفرص المتاحة في البلدين واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء "رؤية كويت جديدة 2035" ورؤية "نحن الإمارات 2031" التنمويتين.
وفي الجانب الدفاعي والأمني أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الجرائم بكل أشكالها والتصدي للإرهاب وتبادل الخبرات في مجال أمن الحدود مشيدين بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بين البلدين.
ورحب الجانبان في البيان المشترك بقيام المستثمرين والشركات الإماراتية والكويتية بتوسيع أعمالهم والاستفادة من الفرص المتاحة في المشروعات التي تشهدها جميع القطاعات الحيوية في البلدين ضمن الاستعدادات لاستضافة الأحداث والفعاليات الكبرى في السنوات المقبلة.
وفي الثاني من سبتمبر الماضي زار وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا الإمارات العربية المتحدة حيث اجتمع مع رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبحث معه العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون والعمل المشترك وسبل تعزيزها في مختلف المجالات التي تخدم مصالح البلدين المتبادلة.
وافتتح الوزير اليحيا خلال تلك الزيارة بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان المقر الجديد لسفارة دولة الكويت في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وفي الثامن من أكتوبر الماضي استقبل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح رعاه الله ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الإماراتي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته الرسمية للبلاد.
وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية الطيبة التي عكست عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة إضافة إلى بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتتميز العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي وعلى الصعيد العربي بوجود تنسيق متبادل في المحافل الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يصب في خدمة مصلحة الجانبين وأهدافهما المنشودة ويعزز أواصر المحبة والتعاون ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وتستذكر الكويت بكل الوفاء والتقدير الموقف الرسمي والشعبي لدولة الإمارات أثناء الغزو العراقي للكويت في أغسطس عام 1990 حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها كما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
وفي عام 1952 زار أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الشارقة ووجه بإرسال بعثة تعليمية كويتية إلى الإمارات حيث وصلتها في عام 1955 وبدأت بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة فيما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962 وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات.
وساهمت دولة الكويت ماليا وإداريا في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها وأنشأت أيضا محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي بدأ العمل بها عام 1969 وأطلق عليها تلفزيون الكويت من دبي.
ويعتبر توقيع اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين بتاريخ 24 أبريل 2006 في الكويت والاجتماع الأول للجنة المنعقد في أبو ظبي في الأول من مارس عام 2008 إحدى المراحل المهمة في تاريخ العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين. وفي الثاني من يونيو عام 2013 عقدت الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة وتم خلالها التوقيع على عدة برامج واتفاقيات منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014-2015 والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015 إضافة إلى برنامج تعاون في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث وبروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات.
وعقدت الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة في ديسمبر عام 2014 بدولة الإمارات تم خلالها توقيع مذكرة تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع بين البلدين ومذكرتي تفاهم للتعاون الصناعي وفي مجال النفط والغاز والبتروكيماويات ومصادر الطاقات الجديدة والمتجددة إضافة الى برنامج تنفيذي للتعاون في مجال المكتبات والثقافة والفنون بين هيئة أبو ظبي للثقافة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت. وفي الخامس من نوفمبر عام 2015 عقد اجتماع الدورة الأولى للجنة القنصلية المشتركة بين البلدين في الإمارات فيما عقد الاجتماع الثاني في الكويت في 12 فبراير عام 2017 والاجتماع الثالث في الإمارات في السادس من نوفمبر عام 2019 في حين استضافت الكويت الاجتماع الرابع في الخامس من نوفمبر عام 2020 عبر تقنية الاتصال المرئي.
وتمضي مسيرة العلاقات بين الدولتين نحو مزيد من التعزيز والترسيخ في جميع المجالات بتوجيهات من القيادة الحكيمة فيهما وبما يسهم في خدمة مصالحهما المشتركة وتحقيق الأمن والأمان والتنمية والازدهار في ربوعهما.
على مدار العقود الستة الماضية وقعت دولتا الكويت والإمارات العربية المتحدة الشقيقة عددا كبيرا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تستهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية الشاملة والعلاقات الوثيقة بينهما والدفع بها نحو آفاق أرحب.
وتنوعت تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشراكات لتشمل جميع المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إطار التعاون المشترك المستند إلى الثقة الاخوية المتبادلة والتنسيق الثنائي لتحقيق الخطط الاستراتيجية للجانبين والرؤى التنموية بعيدة الأمد.
وتشهد العلاقات الثنائية مزيدا من التطور وبشكل متسارع في جميع المجالات ومنها الاتفاقيات المشتركة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرصا منهما على أن تكون تلك العلاقات مثالا للروابط الأخوية المتأصلة في وجدان شعبي البلدين وتاريخهما المشترك.
وفي العام 1972 الذي شهد افتتاح سفارتي البلدين في أبو ظبي والكويت بدأت مسيرة توقيع الاتفاقيات المشتركة ليبلغ عددها 33 اتفاقية حتى أواخر عام 2020 في حين بلغ عدد مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية أربعة مشاريع خلال الفترة ذاتها استهدفت جميعها تعزيز التعاون المشترك ودفع عجلة التنمية في البلدين الشقيقين.
وفي الجانب السياسي والدبلوماسي تتشارك القيادتان الحكيمتان في البلدين الشقيقين الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية والعالمية ومنها ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفيما يخص الأزمات الإقليمية يؤكد الجانبان دعمها للأمن والاستقرار في المنطقة وأهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات وفتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي واستدامة النمو والاستقرار والسلم العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية في المنطقة.
وتوجت الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي عقدت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي في الثاني من سبتمبر الماضي بتوقيع عدد من الاتفاقيات في إطار مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية التي تعكس مدى عزم البلدين الشقيقين على تعزيز علاقاتهما الوثيقة في مختلف الميادين الحيوية.
وشهدت تلك الدورة توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال أنشطة التقييس ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال البنية التحتية ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والبرنامج التنفيذي للتعاون التربوي بين الجانبين 2024-2027 والبرنامج التنفيذي في مجال الرياضة للأعوام 2024-2025-2026 علاوة على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي للأعوام 2024-2026.
كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم في مجال الأمن السيبراني ومذكرة تفاهم في مجال المشتريات والصناعات الدفاعية ومحضر اللجنة المشتركة بين البلدين.
وفي مجال البيئة وقعت الهيئة العامة للبيئة في الكويت وامارة ابوظبي في نوفمبر 2021 مذكرة تعاون لإثراء الجانب الاحيائي بين الجانبين ونقل الخبرات وتبادل المشاريع البيئية إضافة إلى مشاريع كبيرة في مجال الزراعة والأسماك والتعامل مع الاتفاقيات الدولية البيئية.
وشهد مجال المخالفات المروية بين البلدين في فبراير 2023 تدشين مشروع ربط تلك المخالفات تمهيدا لربط جميع الخدمات المرورية والأمنية الأخرى التي تساهم في تعزيز المنظومة المرورية والأمنية بين دول مجلس التعاون.
وجرى في أبريل 2023 تدشين أول خط ملاحي مباشر للحاويات من ميناء خليفة في أبو ظبي إلى ميناء الشويخ الكويتي في خطوة تعزز العلاقات التجارية الكويتية الإماراتية والعمليات اللوجستية والشحن البحري.
وفي فبراير عام 2024 وقع البلدان اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل على رأس المال ولمنع التهرب والتجنب الضريبي وذلك على هامش مشاركة الكويت في المنتدى الثامن للمالية العامة في الدول العربية الذي عقد في دبي.
ووقع المكتب الثقافي الكويتي في دبي وجامعة الخليج الطبية في عجمان في مارس 2024 مذكرة تفاهم لتخصيص مقاعد لبعثات الطب البشري وذلك في إطار التعاون الثقافي بين الكويت والإمارات وبناء جسور التعاون الثقافي والأكاديمي بين البلدين.
وشهد شهر يونيو 2024 توقيع مذكرة تفاهم بين الإدارة العامة للطيران المدني الكويتية مع هيئة الطيران المدني الإماراتية لنشر حراس الجو على متن الطائرات المدنية التابعة للجهتين في الرحلات الجوية بينهما مما يسهم في زيادة الحفاظ على الإجراءات الأمنية في الطائرات وتعزيز الامن للمسافرين.
وفي أغسطس 2024 وقعت وزارة الاشغال الكويتية مذكرة تفاهم مع مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية في الإمارات لتوريد الصلبوخ بالمواصفات المعتمدة بهدف تمكين وزارة الاشغال من الاستفادة من خبرات مؤسسة الفجيرة في مجال الجودة والقياس والمعايرة والمختبرات كذلك نقل المعرفة بين الطرفين في مجال التعدين.
وتظهر الأرقام والإحصاءات الخاصة بالتبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية والحركة السياحية بين البلدين نمو العلاقات الاقتصادية والحرص على تعزيز التكامل الاقتصادي بينهما اذ بلغ حجم التجارة الخارجية السلعية غير النفطية بين البلدين 2ر12 مليار دولار العام الماضي بنسبة نمو سنوي بلغت 2 في المئة.
وتعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للكويت في العالم بعد الصين والأولى عربيا وخليجيا والأولى عالميا كأكبر مستقبل للصادرات الكويتية غير النفطية مستحوذة على 22 في المئة من الصادرات الكويتية الى العالم في حين تأتي الإمارات بالمركز الثالث لأهم أسواق الواردات الكويتية.
وعلى الصعيد الاستثماري تحتل الإمارات المرتبة الثالثة عالميا لأهم الدول المستثمرة في الكويت بحصة تبلغ 6 في المئة من قيمة رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر حتى نهاية 2022.