أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية بالوكالة الدكتور نادر الجلال أمس الاثنين الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية بمسيرة التعليم في الكويت ودعم كل ما يسهم في الارتقاء بها إيمانا بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لتنمية الوطن وحجر الزاوية في نهضة الأمم ومحور بناء الأجيال.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الجلال ممثلا عن سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه في افتتاح المؤتمر التربوي الـ45 لجمعية المعلمين الكويتية الذي يقام تحت رعاية أميرية سامية بعنوان "إشكاليات حالية ومسارات مستقبلية" ويستمر ثلاثة أيام.
وقال الوزير الجلال إن رعاية سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه للمؤتمر تأتي تأكيدا على دعم كل الجهود الرامية إلى تطوير النظام التربوي وتقدير الدور المحوري للمعلمين في صياغة مستقبل هذا الوطن.
وأوضح أن المؤتمر "يعكس بدقة ما نواجهه من تحديات تتطلب حلولا مبتكرة وواقعية وما نطمح إلى تحقيقه من مسارات في المستقبل تستدعي وضع خطط مدروسة تستجيب لاحتياجات العصر وتعزز من قدرات الطلبة والمعلمين على حد سواء".
وأضاف أن ذلك يتحقق عبر الاعتماد على البحث العلمي والابتكار والتكنولوجيا الحديثة ورؤية واضحة تستند إلى شراكة متينة بين القطاعات الحكومية والخاصة وبين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني لضمان تقديم تعليم متميز وبيئة تعليمية تحتضن الإبداع وتحفز على الابتكار وتواكب المتغيرات العالمية.
ودعا إلى العمل معا لمواجهة التحديات التعليمية الراهنة ورسم مسارات مبتكرة نحو أفق أوسع من التطور والنمو متطلعا لأن يكون المؤتمر منصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى بين الخبراء والمختصين في هذا المجال وهو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مبتكرة تلبي احتياجات الواقع التعليمي وتستشرف المستقبل لتسهم في بناء نظام تعليمي رائد يليق بمكانة الكويت الإقليمية والدولية.
وأشاد الوزير الجلال بالدور الكبير الذي تؤديه جمعية المعلمين الكويتية في تنظيم هذا المؤتمر مما يعكس حرصها الدائم على البحث في القضايا التربوية وتقديم المقترحات التي تسهم في تطوير المنظومة التعليمية.
وأعرب عن الفخر والاعتزاز بحضور المؤتمر ممثلا عن سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه ناقلا تحيات سموه وتمنياته للمعلمين بالتوفيق والنجاح في أعمال هذا المؤتمر وأن يكون تجمعهم خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف السامية التي يسعى إليها قطاع التعليم في الكويت.
من جهته قال رئيس جمعية المعلمين الكويتية حمد الهولي في كلمته إن الرعاية السامية للمؤتمر مبعث شرف وفخر واعتزاز لأهل الميدان التربوي بصورة عامة وللجمعية بصورة خاصة "إذ تؤكد مدى الاهتمام الكبير لسمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بمكانة أبنائه المعلمين والمعلمات وفي توفير الأجواء المناسبة والمستقرة لأداء رسالتهم على الوجه المنشود".
وأشار الهولي إلى تعزيز الجهود والمساعي للأخذ بتوجيهات سموه رعاه الله نحو مضاعفة الجهود والمساعي لتطوير التعليم وتحقيق رؤية تعليمية شاملة تزود أبناءنا بالقيم والمفاهيم الراسخة في إطار تعليم متطور ومتكامل يتوافق مع خطط واستراتيجيات الإصلاح والتطوير لكامل جوانب وعناصر العملية التربوية.
وبين أن ذلك "يأتي بهدف تحقيق الجودة الشاملة بمخرجات تعليمية مؤهلة ومتمكنة قادرة على الوفاء في أداء مسؤولياتها وواجباتها الوطنية والمهنية والاجتماعية واستشراف المستقبل والعمل من أجل وطننا العزيز بإخلاص وتفان".
وأعرب عن أمله في الوصول "إلى نتائج نرسم من خلالها خارطة طريق واضحة ومتكاملة لتحديد الإشكاليات الحالية لمسيرتنا التعليمية ورسم المسارات العملية المطلوبة لإصلاح التعليم ومتطلباته والخروج بتوصيات تساهم بشكل فعلي في تهيئة وتوفير كل السبل المتاحة لدفع مسيرتنا التربوية نحو الاتجاه الصحيح والمنشود".
يذكر أن المؤتمر الذي يضم 14 محاضرة و12 ورشة عمل على مدى ثلاثة أيام يناقش عددا من المحاور منها الرؤى الحديثة في استراتيجيات التدريس والاتجاهات العالمية في تطوير التعليم والتنمية المستدامة في التعليم في ضوء رؤية كويت جديدة 2035 وبيئات التعليم الالكتروني ومفاهيم وتطبيقات التكنولوجيا الرقمية والاتجاهات المعاصرة في تنمية الأفكار.