الكويت- بكين – "كونا": بحثت وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان والوفد الكويتي رفيع المستوى المرافق لها مع وزير النقل العام الصيني لي شياو بنغ في بكين أمس الخميس أوجه التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين خصوصا تسريع وتيرة إنجاز مشروع استكمال تطوير ميناء مبارك الكبير.
وقالت "الأشغال" في بيان صحفي إن الاجتماع بين الوزيرة المشعان والوزير بنغ الذي حضره مدير التعاون الدولي بوزارة النقل الصينية تشن يان تشين شهد مناقشة المسار التاريخي للعلاقات الثنائية الاستراتيجية المتميزة بين الكويت والصين.
وأضافت أن الوزيرة المشعان "نقلت خلال الاجتماع رغبة القيادة السياسية العليا لدولة الكويت بتسريع تنفيذ ما تم الاتفاق والتوقيع عليه مع الحكومة الصينية بشأن تنفيذ المشاريع الحيوية الكبرى والتي سيكون لها بالغ الأثر على مسيرة التنمية في البلاد".
وأوضحت أن ذلك يشمل سبع اتفاقيات موقعة مع الحكومة الصينية في مجالات التعاون التنموي مرتبطة بمشاريع كبرى أولها استكمال مشروع ميناء مبارك الكبير والحرص على استكمال باقي مراحل المشروع لتشغيل الميناء على وجه السرعة وعلى جدية الشركات والمؤسسات الصينية الحكومية في تنفيذ مشروع الميناء بكل مراحله لاسيما أن الصين من الدول البارزة جدا في مجال التشييد والبناء والإدارة وتشغيل الموانئ البحرية.
ووفق البيان أعربت الوزيرة المشعان عن ارتياحها الكامل لسير المباحثات المشتركة ومسار توثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها.
وقد قام الوفد الكويتي بزيارة مقر الشركة الحكومية الصينية التابعة لوزارة النقل العام والمسؤولة عن تنفيذ استكمال بناء ميناء مبارك الكبير حيث التقت الوزيرة المشعان رئيس مجلس الإدارة وانغ تونغ تشو وعددا من المسؤولين وتم التباحث حول التعاون المستقبلي وآليات استكمال تنفيذ مشروع الميناء وعدد من المشاريع المهمة في الكويت كما تم الالتقاء مع كبار المسؤولين التنفيذيين الحكوميين في متحف الشركة الوطنية وتاريخ تأسيسها وأعمالها على المستويين المحلي والعالمي.
وكانت الوزيرة المشعان والوفد المرافق قد شاركت أمس الأربعاء في المنتدى العالمي للنقل المستدام 2024 المنعقد في بكين تحت عنوان "النقل المستدام والخدمات اللوجستية يربط العالم" بحضور وزير النقل العام الصيني وعدد من الوزراء العرب والأجانب والمنظمات الدولية.
على صعيد متصل، قالت وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار ووزيرة النفط بالوكالة نورة الفصام أمس الأول إن العلاقة الثنائية التي تجمع الكويت والصين لأكثر من 53 عاما في إطار الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق أفضت بأن تكون "الصين أكبر شريك تجاري لدولة الكويت". وأضافت الوزيرة الفصام في كلمة خلال الحفل الذي أقامته سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الجمهورية أن الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين البلدين تعزز بمبادرة الحزام والطريق وغيرها من الاتفاقيات المشتركة.
وأعربت عن تطلعها في الفترة القادمة إلى العمل مع الجانب الصيني لإنجاز العديد من المشاريع خصوصا البدء في مشروعي "ميناء مبارك الكبير" و"الشقايا للطاقة المتجددة" بما يسهم في تحقيق الرؤية التنموية للدولة وتطلعات القيادة السياسية.
من جانبه قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد تشانغ جيانوي في كلمة مماثلة إن الصين والكويت بلدان صديقان وشريكان ثابتان يمضيان قدما جنبا إلى جنب إذ تعد الكويت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين كما ظلت العلاقات الثنائية دائما في طليعة علاقات الصين مع الدول الأخرى في المنطقة. وأضاف السفير جيانوي أن في الوقت الحاضر يعمل الجانبان بجدية لتنفيذ التوافقات المهمة بين قيادتي الدولتين ودفع المشاريع التعاونية الكبرى بقوة بما في ذلك ميناء مبارك الكبير.
وأكد ازدهار التبادلات الشعبية بين المؤسسات الإعلامية والشباب والطلاب من الجانبين حيث قدمت العديد من الفرق الفنية الصينية عروضا مذهلة في الكويت في حين اكتسبت اللغة الصينية شعبية متزايدة في البلاد بما يوفر أساسا أكثر صلابة للفهم والصداقة بين الشعبين.
وأوضح أن على مدى الـ75 السنة الماضية حققت الصين إنجازات مرموقة وأصبحت أكبر دولة من حيث حجم قطاع التصنيع وتجارة السلع واحتياطي النقد الأجنبي كما قامت الصين ببناء أطول شبكة سكك حديدية عالية السرعة في العالم وأطول شبكة للطرق السريعة في العالم وأيضا أكبر عدد من المحطات القاعدية لشبكات الجيل الخامس "فايف جي" ولديها أكثر من 50 في المئة من إجمالي المركبات العاملة بالطاقة الجديدة في العالم.