في أول بيان تصدره إحدى القوى السياسية بالكويت، عقب الخطاب التاريخي الذي وجهه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إلى الشعب الكويتي، أمس الأول، وما تضمنه من قرارات مهمة، رحبت حركة التصحيح الإسلامية بالخطاب السامي ومضامينه بالغة الأهمية، مؤكدة أن الحكمة السامية أنقذت الكويت من الانزلاق في نفق الفشل السياسي، بعد أن تمترس عدد من السياسيين في مجلس الأمة بممارسة عرجاء للديمقراطية، تسببت طوال سنوات في انتشار التناحر السياسي، وطغيان المصالح الشخصية على المصلحة العامة، واستنزاف موارد الدولة، وهذا كله أدى إلى تأخر البلاد في العديد من المجالات وتراجع الخدمات.
جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة أمس، واستهلته بالآية القرآنية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وبالحديث النبوي الشريف: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وقالت الحركة في بيانها: إن سمو الأمير رأى بحكمته المعهوده ونظرته الثاقبة، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العليا للبلاد، دراسة الممارسة الديمقراطية من جميع جوانبها، من قبل لجان مختصة وعرض ما تتوصل إليه الدراسة على سموه خلال أربع سنوات، لتصحيح المسار واتخاذ مايراه مناسبا، وهذا يشير إلى رغبة سموه بأن تكون الديمقراطية خيرا وتنمية وتطورا على البلاد والعباد، بدل أن تكون وبالا على الكويت وأهلها.
وشددت الحركة على أن سمو الأمير استشعر ما يحيط بالكويت من أخطار داخلية وخارجية، تتطلب أن تكون البلاد على قلب رجل واحد، بعيدا عن الاطروحات الطائفية والقبلية والفئوية، التي سادت مؤخرا، ولم يسبق لها مثيل في مراحل الحياة السياسية، فضلا عن الممارسات النيابية الهدامة، التي وصلت إلى مرحلة تداخل الاختصاصات، ومحاولة القفز على مواد الدستور والتدخل في صلاحيات صاحب السمو، بتعيين سمو ولي العهد أو سمو رئيس مجلس الوزراء، أو حتى في اختيار الوزارء الذين يمثلون السلطة التنفيذية.
وقالت الحركة إن العناد الذي مارسه بعض السياسيين ومحاولة فرض أجندات على عمل البرلمان، ما كان له أن يتوقف إلا بهذا الخيار الذي وصفه سمو الأمير بـ "القرار الصعب"، خاصة في ظل غياب الحكمة وانعدام الفهم الحقيقي لوقائع الأمور، مشيرة إلى أن القيادة السياسية حذرت غير مرة من "المراهقة السياسية" وآثارها على الوطن الغالي والشعب العزيز، إلا أن بعض السياسيين لم يقرأوا المشهد كما ينبغي، ولم يتعاملوا مع الأحداث بطريقة تعكس حرصهم على البلاد، مما جعل صاحب القرار يأخذ زمام المبادرة ويتخذ القرار لمصلحة الكويت وأهلها، دعما للأمن والاستقرار ورغبة في إعادة الأمور إلى نصابها.
واستنكرت الحركة ما ساد خلال الفترة الماضية من اعوجاج في الحياة السياسية التي طفحت بكلمات نابية والفاظ شاذة لا تزيد النار إلا اضراما، ولا الخلاف الا اتساعا، مبينة أن المسؤولية مشتركة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وحمايتها من العبث السياسي الذي لا تحمد عواقبه، رافضة كل وسائل الاستفزاز والتصعيد السياسي اللامسؤول، الذي يعكر صفو الوحدة الوطنية وادخال البلد في أجواء التوتر الدائم.
وشددت الحركة على ضرورة التفاف الشعب حول قيادته السياسية، لمصلحة الوطن والمواطن، وضرورة قيام الأكاديميين والعلماء والدعاة بواجبهم الشرعي، لوأد اي فتنة تنخر في وحدة الوطن وتفرق تآلف ابنائه والتحذير من الممارسات السياسية المتهورة، مثمنة القرارات والتوجهات المتزنة التي يقودها صاحب السمو، في التعامل مع الأحداث السياسية، بوطنية تساهم في تفويت الفرصة على المتكسبين.
وتوجهت الحركة إلى المولى عز وجل أن يحفظ الكويت قيادة وحكومة وشعبا من كل مكروه، وأن يحيط البلاد بعنايته ورعايته وأمنه واستقراره.